Image by Roman from Pixabay
يوليو 7, 2023

أوضاع اللاجئين الأوكران في ألمانيا.. تسهيلات وعقبات!

بسبب الحرب الروسية المفروضة على الأوكرانيين، أُجبر ملايين الأشخاص على ترك منازلهم بحثاً عن المأوى والأمان، ليجد ما يقارب 900 ألف أوكراني ضالتهم الوحيدة في ألمانيا، وبدورها الحكومة الألمانية لم تقف موقف المتفرج بل فتحت كافة مؤسساتها وقدمت لهم كل ما هو متاح بغية تحسين أوضاعهم المعيشية، فماهي آرائهم حول الوضع المعيشي في ألمانيا؟

2200 لاجئ في نورتهايم

أكدت مسؤولة مكتب مجلس الحي والعلاقات العامة في مدينة نورتهايم، ساسكيا بينا فيس، أنه بلغ عدد الأوكران اللاجئين في نورتهايم وضواحيها حتى نهاية مايو/ أيار من الماضي حوالي ألفين ومئتين وخمسة أشخاص، وبيّنت فيس أن الأعداد قابلة للزيادة يوما ًبعد يوم بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا.

قِبلة للأوكران

المتطوعة ومسؤولة اندماج الأوكرانيين في نورتهايم تاتيانا بالي أوضحت قائلة: “نحن ممتنون للجميع ولكل من مد يد العون والمساعدة لنا في مثل هذه اللحظات الصعبة، أود على نحو خاص أشكر ألمانيا حكومة ًوشعبا ً على الرعاية الكبيرة التي قدموها لنا، وهذا أحد الأسباب التي تجعل معظمنا يأتي إليها فنحن نشعر بالأمان وكأننا في بلدنا قبل الحرب”.

وعن السبب الأساسي الذي يجعل ألمانيا قبلة للأوكران بيّنت بالي أنّ الحكومة الألمانية تبذل كل ما بوسعها لضمان مستوى معيشي لائق لهم، فقد تم إقامة مشاريع وبرامج كثيرة لدعمهم, منها مشاريع الاندماج والتعليم وتوفير سوق العمل، ما جعل ألمانيا محط أنظار الأوكرانيين، يأتون إليها من كل حدب وصوب، فهي تعد مركز جذب لكافة الفارين من أتون الحروب.

الفرار من الحرب

وحول الأهداف التي وضعها الأوكرانيون قالت: “هرب الأوكران من القتل والدمار الذي حل ببلادهم ولم يضعوا أية أهداف لأنفسهم، بحيث لم يكونوا مستعدين عقليا ًونفسيا ً لهذا السيناريو! كل ما أرادوه هو انقاذ أنفسهم وأطفالهم”. وتابعت: “في الوقت الراهن أطفالنا في أمان ولدينا الفرصة للدراسة والعمل تحت سماء هادئة لا تشوبها رائحة الدماء والدخان، فهدفنا الأساسي قد تحقق بالفعل”.

أجواء إيجابية

وحول ضعف التواصل بين الأوكرانيين وغيرهم من الساكنين قالت بالي: “الأوكران شعب منفتح ومولود بفطرته على حب الاجتماع، لذلك فهو يعشق الاحتفاليات والمناسبات ويسعى للتواصل مع الآخرين من خلال اللغة الإنكليزية التي تعتبر جسراً للتواصل مع الآخرين، وفي حال تعثر التواصل مع الغير فيمكن استخدام وسائل الترجمة (Google Translation)، ونسعى إلى العلاقات الودية وتعزيز روح التفاؤل والمرح للحصول على أجواء التواصل الإيجابية”.

الحرب أوقفت كل شيء

اللاجئة ماريا بيلنكو أوضحت قائلة: “بعد إتمام المرحلة الثانوية كان حلمي أن أصبح طبيبة لذلك درست في كلية الطب العام بمشفى جيتومير الإقليمي للأطفال في أكرانيا وعملت كممرضة أثناء دراستي الجامعية، ثم تابعت دراستي في جامعة خاركوف الطبية، وتخصصت كطبيبة عامة، كان من المفترض أن أكمل فترة التدريب التخصصية كي أعمل كطبيبة، لكن لسوء الحظ بدأت الحرب في أوكرانيا ولم أكمل المرحلة التدريبية”.

وأضافت: “أتيت وعائلتي إلى ألمانيا لأن أقاربي يعيشون في نورتهايم، لقد وجدنا فيها كل ما نحتاجه لإقامة مريحة (مدارس للأطفال، سكن، تأمين، دورات تعلم الألمانية..) وأسعى حالياً لإكمال الجانب التدريبي لاختصاصي في كلية الطب بمدينة غوتنغن القريبة من مدينتي”.

وتابعت: “أطمح للعودة إلى الوطن كأي أوكرانية وأتمنى أن تنتهي الحرب كي أعود إلى بلدي، لكن للأسف لم يعد ذلك ممكنا ًالآن، لقد تعرض منزلي للتدمير، كما أن الأقارب والأصدقاء تشتتوا في جميع أصقاع أوروبا، وبما أن أطفالنا مستقبلهم أفضل هنا, نخطط للعيش والعمل في ألمانيا لأنها أملنا الوحيد”.

عقبات تعترضنا

أما السيدة ليوبوف أشارت: “أبلغ من العمر 40 عاماً وأنا من مدينة خاركيف قدمت إلى ألمانيا وابني البالغ 16 ربيعاً، تعترضنا بعض المشكلات كحاجز اللغة وقلة المعرفة بالقوانين والعادات الاجتماعية، فهناك اختلاف في القوانين والأنظمة ما بين بلدنا وألمانيا، أريد القول إن أجور العاملين غير المتعلمين متدنية للغاية ويمكن للشخص أن يحصل على نفس الدخل في حال بقي عاطلاً”.

معونات كافية

أما اللاجئة ليوبوف فقد أكدت أن الحكومة الألمانية تتكفل بكامل النفقات كالسكن والتأمين الصحي والنشاطات الرياضية للأطفال ودورات تعلم اللغة والاندماج، بالإضافة إلى الراتب الشهري وخدمة (Tafel) للمساعدات غذائية بأسعار رمزية، كما يتلقى الأوكران كل شهر (250) يورو كمخصصات للطفل (Kindergeld)، وهناك تعويضات الأطفال الدراسية من كتب وقرطاسية وملابس وأجور النقل، ناهيك عن الرحلات المجانية المنظمة للأطفال، كما أن شركات الاتصالات تقدم مزايا خطوط الجوالات والإنترنت المجاني، كذلك الأمر بالنسبة لشركات التأمين الخاصة التي تقدم عروضا ً كبيرة بأسعار رمزية للغاية”.

وتابعت: “نحن نعلم أن هذه الأعباء تلقى على عاتق الشعب الألماني الذي يدفع ما يقارب 40% من دخله كضرائب، لكن ليس بيدنا حيلة، فقد أتينا إلى هنا مكرهين بسبب الحرب”.

  • إعداد وتقرير: عدنان كدم
    adnankadm15@gmail.com