في تواصل الآباء والأطفال، قد يعتقد الآباء أحيانًا أنهم يعرفون أطفالهم جيدًا. ولكن في الواقع، ربما يكون هذا خيالًا، والحل يكمن بالتواصل الجيد. وقد يصبح ذلك تحديًا عندما ينسحب الطفل من المحادثة. المعالجة النفسية للأطفال أولريكه دوبفنر ناقشت هذه المشكلة في كتابها “سحر المحادثات الجيدة” التواصل مع الأطفال الذي يخلق التقارب واكتشفت الحل من خلال طرح الأسئلة صحيحة.
كيفية التواصل
من المحتمل أن يواجه أي شخص لديه أطفال هذه الحالة، إذ يحاول بجدية بدء محادثة مع طفله، ولكن يتلقى ردًا أحادي. إذ ربما يتجاهل الطفل محاولات التحدث ببساطة. هذه الظاهرة تكون واضحة في سن المراهقة، لكنها تحدث أيضًا مع الأطفال الأصغر سنًا. ووفقًا لدوبفنر، فإن هذه المراحل طبيعية تمامًا وغالبًا ما لا تكون مصدر قلق حقيقي. ولكن يمكن أن تتسبب ببعض الاغتراب المتبادل. وفي حالات أخرى، يمكن أن يتوقف التواصل تمامًا ويصبح من الصعب معرفة ما يشعر به الطفل أو المشاكل التي ربما يواجهها. وفي هذه الحالة، قد يكون الوقت مناسبًا لإجراء محادثات حيوية وعميقة مرة أخرى لفهم النوايا الداخلية للطفل، وهذا يتطلب بالضرورة طرح الأسئلة الصحيحة.
الفرق بين الأسئلة والاستجوابات
دوبفنر تؤكد أن هناك فارقًا بين الأسئلة والاستجوابات، حيث في بعض المراحل يمكن أن يكون الأطفال غير راغبين بالتحقيق معهم. علاوة على ذلك، يتوقع بشكل شبه مؤكد أن سؤال “كيف كانت المدرسة اليوم؟” سيتلقى إجابة قصيرة مثل “جيدة جدًا” أو “كانت سيئة”، مما يجعل النقاش ينتهي هناك.
الأسئلة الصحيحة تحغز الطفل
دوبفنر تقترح نهجًا مختلفًا، حيث تركز على الأسئلة التي تشجع الأطفال على تبادل الأفكار بطريقة هزلية، دون وجود دوافع خفية، وتعتبر ذلك دعوة لمحادثة غير رسمية تفتح المجال للانفتاح مرة أخرى. ويكون أفضل طريقة لذلك هي تحفيز خيال الطفل وعواطفه، مما يجعله يشعر بأنه محل اهتمام وليس موضوعًا للتحقيق. وقد وضعت دوبفنر 100 سؤال من هذا النوع في كتابها، سنقدم 15 منها، والتي ستساعدكم بالتعرف على طفلكم بشكل أفضل:
ماذا تتمنى لو كان لديك أمنية واحدة؟
كيف تحب قضاء إجازتك المدرسية؟
ما الذي يزعجك في مدرستك/ روضة الأطفال؟
هل هناك شيء يزعجك بي أو بوالدك؟
هل حلمت بشيء جميل مؤخرًا؟
ما هو العنصر الذي لن ترميه أبدًا؟
هل تتذكر أفضل يوم في حياتك ومتى كان؟
ما هي المغامرة التي ترغب في تجربتها؟
ما الذي ستستحضره إذا كنت تستطيع ممارسة السحر؟
هل هناك شخص ترغب بمساعدته؟
هل لديك فعلا مكان مفضل؟
كيف سيبدو منزل أحلامك؟
ما الذي كنت سعيدًا به مؤخرًا؟
هل هناك شيء تود القيام به لكنك لا تجرؤ؟
إذا كان بإمكانك نقل نفسك إلى أي مكان الآن، أين سيكون؟
ووفقًا لدوبفنر، فإن مثل هذه الأسئلة مناسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات فما فوق، ولكن يمكن أيضًا مناقشتها مع الشباب وحتى البالغين – أينما ومتى كانت هناك حاجة لبدء محادثة..