تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو بمصطلح جديد “Talahon”. يظهر في هذه المقاطع شباب يلكمون الهواء. ما الذي يقف وراء هذا المصطلح الجديد ولماذا أصبح هدفاً للكراهية؟
“Talahon” أعطيك طعنة أنا الزعيم
هذه الأسطر من أغنية الراب تتردد حالياً بكثرة على تيك توك. مع الموسيقى، ترى شباباً يلكمون الهواء أو يتدربون على ركلات الفنون القتالية. وأصبح مصطلح “Talahon” في وقت قصير مصطلحاً شائعاً في وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر في العديد من الفيديوهات والميمز.
في الواقع المصطلح هو إبداع لغوي جديد، لا يوجد له تعريف ثابت. لذلك يمكن توضيح معناه فقط من خلال المنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي. وهو يصف شاباً، عادةً من خلفية مهاجرة، غالباً ما يتواجد في الأماكن العامة في المدن الكبيرة. كمحطات القطارات، وغيرها. تتضمن الصورة النمطية له، ملابس وإكسسوارات معينة، قبعة غوتشي، كنزة ماركة كينزو الفاخرة، حقيبة خصر، سلاسل سميكة حول العنق. وفي المنشورات، يتم تصوير هذه الشخصية غالباً كعدوانية.
أحياناً يسُتخدم المصطلح أيضاً لوصف أسلوب معين، مثلاً تم وصف لاعب المنتخب الألماني فلوريان فيرتز في وسائل التواصل الاجتماعي بأنه “Talahon” بناءً على صور قديمة له كشاب يحمل حقيبة غوتشي ويرتدي بنطالاً رياضياً.
@araberseitenscheitel47 Gucken und lernen #fyp #foryou #tiktok #fürdich #viralvideo #viral
كيف نشأ مصطلح “Talahon”؟
ليس من الواضح كيف نشأ المصطلح في الأصل. غالباً ما يُرجع إلى التعبير العربي “تعال هنا”. والأصل الأكثر احتمالاً هو أغنيةTA3AL LAHON لمغني الراب حسن من هاغن، والتي صدرت في أغسطس، 2022، وأصدر نسخة ثانية منها في شباط/ فبراير 2024. والتي تتحدث عن الحياة في الشارع، وعن العنف، والجريمة “Talahon أعطيك طعنة، أنا الزعيم” هو السطر الأكثر شهرة في الأغنية.
وبهذا أصبحت دلالة المصطلح هي رمزاً لثقافة شبابية معينة، حضرية، متمردة إلى حد الجريمة البسيطة، مهووسة بالرموز المادية، متأثرة بتصورات مبالغ فيها للذكورة. ويذكرنا مصطلح “Talahon” بمصطلح “Roadman” في بريطانيا، وهي شخصية نمطية أخرى على تيك توك وشبكات أخرى، معروفة بلغتها وأسلوب ملابسها. يرتدي “Roadman” بدلة رياضية وحقيبة خصر، ويستخدم لغة عامية في لندن مثل “wagwan” والتي تعني ما الأخبار؟ و كلمة “endz” والتي تعني الحي أو المنطقة.
فيروس “Talahon”
حتى بدون تعريف واضح، يتخذ مصطلح “Talahon” معاني مختلفة حسب منطق منصات مثل تيك توك: المصطلح أصبح فيروسياً، مما يعني أن المزيد من المستخدمين يتبنون استخدامه للحصول على مشاهدات، مما يعزز الترند، ويشتت معناه في اتجاهات مختلفة. بعض الشباب يظهرون في وسائل التواصل الاجتماعي واثقين في أسلوب “Talahon” مما يشير إلى أنهم يتعرفون إيجابياً على هذه الشخصية. ومعظم المنشورات تتلاعب بشكل ساخر بالنمط. فمثلاً، يستخدم فيديو شهير أغنية أطفال”Es tanzt ein Bi-Ba-Butzemann”، ليصاحب ظهوراً مسيطراً لشخصية “Talahon”.
لكن الشخصية تتحمل أيضاً طابعاً عنصرياً في الأوساط اليمينية. إذ أصبح “Talahon” هدفاً للكراهية. وتم استغلال منشورات تيك توك الساخرة كمواد توثيقية مفترضة للتشكيك بتدهور الجمهورية الألمانية، وتحريض ضد الشباب من خلفيات مهاجرة والمطالبة بترحيلهم. حتى، أن مغني الراب أنيموس من هايدلبيرغ حذّر من أن “Talahon” يمكن أن يصبح “مرادفاً جديداً لكلمة كاناكا”، ويكون بمثابة “ترخيص لفظي” للعنصرية، مخفياً بشكل جيد تحت ستار الفكاهة.