معظم الوافدين إلى أوروبا، خاصةً إلى ألمانيا، واجهوا تحديات صحية مثل الزيادة المفاجئة في الوزن، مما يعتبر أمرًا مزعجًا بنظر الكثيرين، وذلك نظرًا لتأثيره الصحي والنفسي. يثير هذا الأمر تساؤلات عديدة: “لماذا زاد وزني بشكل مفاجئ على الرغم أن عادات التغذية أو كميات الطعام لم تختلف كثيراً عن بلدي، وكيف يمكن التحكم في هذا التغير الوزني المفاجئ؟”.
زيادة الوزن المفاجئ ونوعية الأغذية في ألمانيا لها دور كبير
مضر عجاج، متخرج من قسم التغذية وعلوم الأغذية من جامعة القلمون في سوريا، ويعمل حالياً كأخصائي تغذية علاجية ومدرس في Volkshochschule، ومختص في علاج مرضى السكري والضغط والقولون العصبي والعديد من المشاكل الصحية التي تنتج عن التغذية. يرى أن سبب زيادة الوزن عند غالبية عظمى من الناس، نوعية الأغذية. فالأغذية الموجودة في ألمانيا تخضع لرقابة صحية مشددة لضمان سلامتها من البكتيريا، وبالتالي يتسبب ذلك في قتل البكتيريا الصحية كما الضارة الموجودة فيها، وهذا ينعكس سلبا من حيث النوع والعدد على البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي.
بالإضافة إلى أن أغلب الوافدين الجدد اضطروا لفترات طويلة للجلوس في المنزل دون عمل وحركة. كما أن طبيعة المناخ البارد لا يشجع على الحركة أو الخروج. وبالنسبة للأشخاص الذين استطاعوا العمل، غالبيتهم عملوا بوظائف مكتبية. كل هذه الأسباب ممكن أن تكون عامل لزيادة الوزن والإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري أو الضغط وما إلى ذلك.
مأكولات أساسية مهمة لإنقاص الوزن
وعن أنواع المأكولات التي يجب أن تكون في الروتين اليومي. وتساعد في انقاص الوزن، يقول عجاج: “الاندماج لا يتوقف عند اللغة والعمل، بل يمتد الى التغذية وأسلوب الحياة أيضا. إذ يجب التأقلم مع طبيعة ومناخ البلد المضيف، بالاستفادة من خبرات السكان المحليين (الألمان) و موروثهم الثقافي و الطبي أو ما يسمى (فولكس ميديتسين). الألمان يستخدمون محاصيل شتوية غنية بالمعادن والفيتامينات المناسبة لفصول العام الباردة كالملفوف الأبيض والأحمر والكرفس والبروكلي والمخللات منزلية الصنع والحبوب الكاملة. وبذلك تكون أطعمتهم غنية بالألياف التي تعتبر الغذاء الرئيسي للبكتيريا النافعة. التي تدعم النشاط الاستقلابي والتوازن العاطفي والهرموني. لأن الاعتماد على الأغذية المصنعة ينهك الجهاز الهضمي. ويقضي على البكتيريا الجيدة فيه. مما يؤدي لأمراض استقلابية كأمراض القلب والشرايين والسكري والكولسترول وزيادة الوزن.
عادات سيئة
عدم ممارسة الرياضة وتجنب التعرض لأشعة الشمس يتم اعتبارهما من العادات الضارة، مما يؤدي إلى نقص فيتامين D. لذلك ينصح خبير التغذية عجاج بعدم إهمال التغذية المتوازنة ذات ألياف غذائية عالية، وتناول الأطعمة التي تحتوي على بكتيريا طبيعية. بالإضافة إلى زيادة النشاط اليومي وممارسة الرياضة بما يتناسب مع المدخول الغذائي اليومي.