يتصاعد الجدل حول المركز الثقافي الإسلامي في منطقة روديلهايم بمدينة فرانكفورت، إذ يُشتبه بأنه يقوم بنشاطات لصالح النظام الإيراني. وقد وصلت المناقشات إلى حد التفكير في حظره! إلا أن المركز يدعي أن الاتهامات الموجهة له غير مبررة، مؤكداً أن ليس له أي أهداف سياسية. ويأتي الاهتمام بالمركز ودوره في المدينة وسط اهتمام كبير بالانتفاضات المندلعة حالياً ضد النظام الإيراني في البلاد. وفي فرانكفورت يتظاهر الأشخاص من أصول إيرانية، سواء أمام القنصلية العامة في شارع Raimund أو أمام المركز نفسه، ضد دكتاتورية الملالي ويطالبون بإغلاق المركز، ويرونه كرابط وثيق مع طهران.
المطلوب هو التنصل من النظام الإيراني
وتتجلى هذه المناقشات في الساحة السياسية المحلية، إذ صرّح النائب عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) في برلمان فرانكفورت، تورغوت يوكسيل، لجريدة Frankfurter Rundschau قائلاً: “إذا أثبت مكتب حماية الدستور أن للمركز صلة بالنظام الإيراني، فلا ينبغي أن يكون له أي أساس للنشاط الديني أو السياسي في ألمانيا”. وهذا ينطبق على المركز الإسلامي المرتبط به في هامبورغ (المسجد الأزرق)، ما لم يقم كلاهما “بالتنصل الرسمي تماماً من نشاطات النظام الديكتاتوري في إيران ويدينوا أعمال القمع ضد القوى المعارضة”.
المخابرات الداخلية تراقب المركز عن كثب!
أما حكومة ولاية هيسن فقد أكدت بشكل غير مباشر علاقة المركز الثقافي الإسلامي، بالمركز الإسلامي في هامبورغ، الذي يُعتبر فرعاً للنظام الإيراني. ومع ذلك، أكدت الولاية أن المركز الثقافي مجرد مركز ديني! وفي إجابته على أسئلة النائب يوكسيل، ذكر وزير داخلية الولاية، شتيفان زاور، أن “أرض المركز الثقافي الإسلامي تم شراؤها من قبل المركز الإسلامي في هامبورغ عام 2012 وظلت تحت ملكيته حتى عام 2022”.
وأكد جهاز الاستخبارات الداخلي في ولاية هيسن هذه الروابط بشكل أوضح في تقريره السنوي لعام 2021. حيث جاء في التقرير: “تظهر النشاطات التي قام ويقوم بها المركز اتباع واضح لعقيدة الدولة الإيرانية. على سبيل المثال عقد المركز فعاليات تكريمية لقاسم سليماني، زعيم الحرس الثوري الإيراني الذي قُتل بواسطة الجيش الأمريكي عام 2020”. وأضاف التقرير: “تُعقد أيضاً بشكل منتظم فعاليات تحمل صلة إيجابية بالنظام الإيراني. خاصةً بمناسبة ذكرى وفاة آية الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
المركز نفى الاتهامات
من جانبه، نفى مدير العلاقات العامة للمركز هيدار سايدي هذه الاتهامات. وأكد أنهم يحتفلون بالإمام الخميني فقط باعتباره عالماً شيعياً. وأضاف: “نحن نقوم بأنشطة دينية فقط ولا نتورط بالسياسة. نحن لسنا أتباع للنظام السياسي في إيران”.
المصدر هنا