Bild: WOKANDAPIX/Pixabay
فبراير 27, 2023

“تحسين الصحة النفسية” دراسة تنتظر مشاركتكم!

من منا لم يعاني من ضغوطات وأزمات نفسية نتيجة التجارب القاسية التي عايشناها أثناء رحلة اللجوء إلى هذه البلاد الباردة؟ من منا لم يمر بفترة اكتئاب أو لم يعاني ولو قليلاً من مشاكل الاندماج في المجتمعات الجديدة؟ الإجابة الأقرب للواقع هي لا أحد، لأن غالبيتنا العظمى فقد أحد أحبته سواءً أحد أفراد عائلته أو أحد أصدقائه، وجزء كبير منا خسر حصاد عمره مثل منزله أو متجره، أو حتى مستقبله المهني، وعاد إلى نقطة الصفر مجدداً. وبالتالي فإن تراكم تلك المشكلات من البديهي أن تشكل ضغطاً كبيراً على صحتنا النفسية والتي هي مهمة تماماً كما الصحة الجسدية. بل هي توازي في أهميتها صحتنا الجسدية، لأن المرض العقلي أو النفسي حسب العديد من الدراسات الطبية، يسبب التوتر ويؤثر على جهاز المناعة لدينا.

ماذا تعني الصحة النفسية؟

تشير الدكتورة في كلية التربية في جامعة المجمعة بالمملكة العربية السعودية، منى أبو وردة، إلى أن الصحة النفسية تعني قدرة الانسان على الشعور بالسعادة، وقدرته على تكوين علاقات صادقة مع الأخرين، وقدرته على العودة إلى طبيعته بعد التعرض لأي أزمة أو ضغط نفسي. فالصحة النفسية لا تعنى خلو الفرد من الأمراض بل تعني التوافق الاجتماعي والذاتي والشعور بالرضا والسعادة والحيوية والاستقرار. ويرى مؤسس مدرسة التحليل النفسي، وعلم النفس الحديث، سيغموند فرويد، أن الشخص المتمتع بالصحة النفسية الجيدة، هو الشخص القادر على الحب والعمل والإنتاج.

الصحة النفسية للاجئين في ألمانيا

بحسب ورقة بحث علمية بعنوان “الصحة النفسية للاجئين في ألمانيا”، نشرها الباحثان آليكس كلير ورحيم حجي عام 2021، فإن اللاجئين في ألمانيا يتمتعون بصحة نفسية أقل من المتوسط مقارنة ببقية سكان البلاد، وهم من أكثر الفئات ضعفاً على المستوى النفسي مقارنة ببقية المهاجرين، ويعود سبب ذلك إلى التجارب السيئة التي عايشوها أثناء رحلة اللجوء، والتي غالباً ما تكون شديدة الخطورة، ولكن حتى بعد الوصول، فإن إجراءات اللجوء المعقدة، وحالة السكن، والحواجز اللغوية، وكراهية الأجانب والتمييز، وغيرها من العوامل الأخرى، تساهم في المزيد من الضغط النفسي عليهم.

كيف نحافظ على صحتنا النفسية؟

هناك عدة خطوات للمحافظة على صحتنا النفسية بشكل جيد، وأهمها طلب المساعدة والمشورة سواءً من الأصدقاء أم العائلة، أو من المختصين في مجال الصحة النفسية من أطباء ومرشدين نفسيين. بالإضافة إلى ذلك ينصح بالرجوع إلى المراكز والمؤسسات أو حتى المشافي التي تقوم بعمل دراسات بشكل شبه دائم، حول الصحة النفسية، والتي من خلالها تقدم استشارات شخصية وتدريبات لكيفية تعزيز الصحة النفسية. سأستعرض لكم في التالي أحد تلك الدراسات التي تجري حالياً، والتي يمكنكم من خلالها تلقي الدعم النفسي بشكل مجاني من قبل مجموعة كبيرة من الاطباء والمختصين.

دراسة “تحسين الصحة النفسية”

هي إحدى الدراسات التي يعمل عليها قسم الطب العام في جامعة رور بوخوم، ومعهد الطب العام في كلٍ من المستشفى الجامعي في إيسن، وجامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ. من خلال تلك الدراسة يحاول الباحثون تقديم الدعم النفسي للعائلات اللاجئة في كل ألمانيا، عن طريق تقدم تدريبات للوالدين للحد من مشكلاتهم النفسية، ولتعزيز مهاراتهم في منع تطور المشكلات النفسية لدى أطفالهم البالغين من العمر1 إلى 6 سنوات. كما سيتعلم المشاركون كيفية التعامل مع المواقف العصيبة في الحياة اليومية، والتي ستجعل من السهل عليهم التفاعل والتعامل مع أطفالهم.

مشاركة مجانية وفرصة مهمة للأطباء العرب

وتقول برناديت نويلينجر، إحدى المشرفات على الدراسة في معهد الطب العام في جامعة LUM في ميونخ، إن جميع اللاجئين في ألمانيا مرحب بهم للمشاركة، ولا يوجد اي قيود باستثناء إجادة اللغة العربية أو الانكليزية، وتنوه نويلينجر إلى أن المشاركة في الدراسة مجانية بشكل كامل، كما أن المشاركين سيحصلون على تعويض مادي عند الإجابة على الاستبيانات الخاصة بالدراسة. من جهة أخرى تؤكد نويلينجرإلى أنهم بحاجة ماسة إلى أطباء عرب يستطيعون المساعدة في إتمام الدراسة مقابل أجر مالي.

للمزيد حول الدراسة والتواصل يمكنكم الإطلاع على الرابط التالي