Bild: Souzan Nassri
يناير 10, 2023

محاولة قتل.. جانب من معاناة مفتشي التذاكر!

“أحد مفتشي تذاكر الباصات، يتعرض لهجوم بقارورة من الزجاج من قبل مجموعة من الركاب، عند سؤاله عن تذكرة صالحة للباص”. هذه حالة من الحالات التي ذُكرت لنا أثناء وجودنا في مقر شركة الباصات “Mainzer Mobilität”، التابعة لمدينة ماينز وفيزبادن. فبعض الحالات تنتهي بمجادلات بين الراكب دون تذكرة والمفتش، وحالات أخرى تنتهي بعراك واستدعاء الشرطة. الكثير من الموظفين اعربوا عن أسفهم لتعامل الركاب معهم بطريقة مبالغ فيها وأحياناً “هجومية، فظة وعنصرية” كما وصفوها.

المفتش إنسان ولديه مشاعر

علي محمد (اسم مستعار)، يعمل كمفتش منذ ثلاثة سنين، سوري يبلغ من العمر ٢٩ عاماً وعاش العديد من التجارب الجيدة والسلبية أثناء عمله. أخبرنا محمد عن خطورة المهنة وتعامل الأشخاص معهم بطريقة شخصية بقوله: “الناس لا يُراعون عملنا كمفتشين، عندما نخالف شخصاً ما لعدم شرائه تذكرة. إذا سامحنا وتركنا كل شخص مسافر دون تذكرة، فلماذا نحن في وظيفتنا؟”.

هجوم ومحاولة قتل مفتشة تذاكر في حافلة!

أخبرنا محمد عن حادثة هجوم ثلاثة أشخاص على مفتشين أثناء عملهم: “وقعت الحادثة، عندما طلبت زميلتي رؤية التذكرة. الشخص لم يكن لديه تذكرة وأراد الهرب. حاولنا منعه هو وأصدقائه (ليس لديهم ايضاً تذاكر) من الهروب والخروج من الباص وطلبنا من السائق إغلاق الأبواب، لنفاجئ بهجوم أحدهم باتجاه زميلتي وبيده قارورة من الزجاج مكسورة سابقاً وحادة، حيث أراد طعنها. تداركت الأمر بسرعة ومسكت يده ودفعتهُ، لكنه لم يهدأ وأراد طعني أيضاً. الحمد لله لم نصاب بالأذى وأتت الشرطة واحتجزتهم”.

إلقاء القبض على رجل متسول

ريتا رضا (اسم مستعار)، امرأة سورية تعمل كمفتشة منذ سنة بساعات محدودة شهريًا الى جانب عملها الأساسي، تبلغ من العمر ٢٧ عاماً، روت لنا حادثة جعلتها تفكر مرة أخرى بجدوى استمرارها بعملها كمفتشة، ففي أحد الأيام تعرض زميلها للضرب من رجل متسول شبه مجنون. “نحنا في عملنا نوزع الأقسام بيننا أثناء التفتيش، فكان زميلي في القسم الأخير من الباص عندما تعرض للضرب. كان الباص مليء بالركاب، وسمعت فجأة أصوات عالية، رجعت إلى الخلف، لأفاجئ بشخص كان يمسك رأس زميلي من الوراء ويقوم بضربه وعضه. أصابني حالة من الذعر الشديدة، لأني لم اعش قبل مثل هذه اللحظات ولم أعرف ماذا يجب علي أن أتصرف في وقتها. ناديت زميلي الآخر لكي ننقذ زميلنا من المتهجم. وركضت إلى سائق الباص وطلبت منه الاتصال بالشرطة. أتت الشرطة واحتجزت المتسول وكُتبَ ضبط للحادثة. بالنسبة لزميلي، فقد أُصيب بجروح في وجهه وانكسرت نظارته الشخصية”.

قلب الحق باطلاً

وختمت رضا حديثها بالقول: “نحن نتعامل مع الركاب بكل ود واحترام. حالات الجدال تحصل فقط مع الأشخاص الذين يسافرون دون تذكرة، فمنهم من يرفع صوته ليبدو أنه على حق ويتوعد بالانتقام، ومنهم من يتهجم ويحاول الفرار”.

جهود وإجراءات شركة المواصلات

رئيس قسم العاملين في شركة المواصلات Mainzer Mobilität كوستانتين فولكا، أخبرنا عن معدل المخالفات شهرياً بقوله: “يتم فحص 50 ألف مسافر كل شهر ويبلغ عدد المخالفات شهرياً 2.3٪ وسطيًا”.

وأضاف فولكا، أن هناك جهود من قبل الشركة لتبسيط وتسهيل العديد من الإجراءات للركاب عند شراء التذاكر، مثل شراء التذاكر عبر الإنترنت أو عن طريق الدفع بالبطاقة الذكية في المركبات. بالإضافة لذلك يوجد ماكينات تذاكر في بعض قطارات الترام. وبالنسبة للإجراءات القانونية قال فولكا: “يتعين على المتهرب دفع غرامة قدرها 60 €. أما إذا قبض عليه عدة مرات دون بطاقة صالحة، فسوف يواجه إجراءات قضائية ويدخل بدوامة أوراق ومحاكم، وفي أسوأ الأحوال يتعرض للسجن”.

ماهي صلاحية المفتش؟

يتوجب على الشخص في المانيا شراء تذكرة عند استخدام المواصلات العامة، وإلا عليه دفع غرامة تصل الى 60 €. إذا لم يكن لدى الشخص تذكرة صالحة، فسيطلب منه المفتش/ ـة إظهار هويته، ثم يقوم بتسجيل اسم الشخص وعنوانه لإرسال مخالفة مكتوبة له. في حال محاولة الراكب الهروب من المفتش، يجوز لهذا الأخير بموجب المادة 127 من قانون الإجراءات الجنائية احتجازه مؤقتاً إلى أن تأتي الشرطة.