“انا من محبي الحيوانات الأليفة وخاصة القطط، ووجودها في المنزل يعطيني طاقة إيجابية ومشاعر خاصة ودافئة. فالقط بالنسبة لي ليس مجرد حيوان أطعمه واحتويه، وإنما علاقتي به أقوى بكثير. قطّي هو صديقي، هو الكائن الصغير الجميل الذي أطفأ عتمة غربتي ووحدتي! لذلك أنا بحاجة إليه أكثر بكثير من حاجته إلي”. هكذا عبر قتادة كدالم عن مشاعره اتجاه تربيته قط في منزله.
القطط ليست مجرد حيوانات!
وأضاف كدالم عن تأثير قطّه، حامل اسم “سيمبا” في حياته واحتياجه لحيوان أليف بقوله: “بعد استقراري بمدينة ماينز، عزمت فوراً تربية قط يشاركني تفاصيلي اليوميّة، ويخرجني من صمت الوحدة والروتين المميت الذي يعيشه أغلبية الناس في الغربة. وفعلاً ومن بداية وصوله بدأت تنمو هذه العلاقة الجميلة بيننا. روح صغيرة بريئة بحاجة لاهتمام ورعاية وعناية دائمة وقبل كل شيء لعاطفة وحنان، تماماً كالطفل الصغير. وبالمقابل كان كل ذلك ينعكس إيجاباً علي، إيجاد اسم له، شراء طعامه وألعابه وكل احتياجاته، وإطعامه والاهتمام بنظافته، اللعب معه، نومه بجانبي، كل هذه التفاصيل المُفرحة التي لا يعرفها إلا مربي ومحبي الحيوانات الأليفة”.
القطط مخلوقات لها شعور واحتياجات
وختم كدالم بالحديث لنا عن تجربته وخبرته في تربية القطط قائلاً: “القطط كانت شريكة لي أيضاً بمنزلي في سوريا وحتى في سنين غربتي بدول الخليج العربي. هذا يعني أن لدي خبرة جيدة بتربيتهم. القطط مخلوقات تشعر مثلنا تماماً، تفرح و تحزن، تشتاق وتكتئب، تحب وتكره. بالإضافة طبعاً للاحتياجات الأخرى من طعام صحي وماء نظيف ولقاحات سنويّة دوريّة. كما تحتاج دائماً لمراجعة العيادة البيطرية وأخذ الأدوية عند مرضها”.
كدالم في سطور
قتادة كدالم من مواليد مدينة حمص، حاصل على شهادة جامعية بالأدب الإنكليزي من جامعة البعث. منذ وصوله إلى ألمانيا، اندمج بالمجتمع الألماني من خلال تعلمه اللغة الألمانية والقيام بعدة دورات تأهله للعمل هنا. كما انشغل بعالم التصوير، حيث أتى بفكرة تأسيس معرض للصور حمل اسم “وطننا الجديد” في مدينة فرانكفورت.
القطط وارتباطها بقصص أسطورية وكرتونية
لا تخلو الأساطير القديمة والقصص التاريخية من ذكر الحيوانات، فقد اعتبر الرومان والفراعنة القطط آلهةً. كما ارتبطت القطط بأسماء شخصيات كرتونية لا زالت عالقة في أذهننا منذ الصغر مثل “هرهور، قط شرشبيل في مسلسل السنافر”، وهو القط الشرير الذي يبحث عن هلاك السنافر مع سيده شرشبيل. والمسلسل الكرتوني الغني عن التعريف “توم آند جيري”، الذي يجسد صورة القط المشاكس وغيرهما الكثير.
القطط وعلاقتها بالإنسان
مع مرور الوقت تطورت علاقة القطط بالإنسان، فالبعض يصفها بأنها حيواناتٌ منغلقةٌ على نفسها وغير مؤهلة للتدريب، بينما البعض الآخر يجدها مصدراً للسعادة والأمان، حيث يفضل الكثير من الناس تربيتها في بيوتهم.
دراسات تلغي الشبهات
أجرى العديد من الباحثين دراسات متنوعة حول القطط، فتبين أنها حيوانات اجتماعية جدًا، تتفاعل بشكل كبير مع الإنسان. وتتميز القطط بحسن معشرها ووفائها وتعلقها بأصحابها. كما أن وجود القطط في حياة الشخص يخفف من التوتر والعصبية وضغوط الحياة لدى البعض.