Bild: Katada Kadalem
يناير 10, 2023

الأمل الحقيقي لا تحبطه الخيبات!

“فُرصّكِ ضئيلة جدًا للعمل كإعلامية في ألمانيا، اختاري مجال آخر يكون مطلوبًا في المانيا”! هذه الجملة سمعتها مرارا وتكراراً من إعلاميين ألمان وحتى عرب متمرسين بمجال الصحافة في ألمانيا. التقيت مع شخص يعمل في قناة ZDF الألمانية وسألته عن إمكانية الحصول على مكان تدريب في القناة، فكان جوابه: “الحصول على مكان للتدريب في قناة ZDF صعب جداً، فيجب أن تكون اللغة الألمانية للمتقدم كاللغة الأم، بالإضافة للكنة، والتي لها دور كبير في وسائل الإعلام المحلية”. ونظراً لولعي بمجال الإعلام، وحبي الشديد لهذه المهنة منذ صغري، كنت أبحث دائماً عن طريق أدخل من خلاله عالم الصحافة في ألمانيا.

الدراسة في ألمانيا

اسمي سوزان نصري، غادرت مع والدتي عام 2014 سوريا هرباً من الحرب وبحثاً عن حياة كريمة آمنة لمستقبل جيد. سافرت إلى تركيا واستقريت بمدينة إسطنبول لمدة عام، عملت هناك في قناة عراقية كمذيعة، بالإضافة لعملي بقسم الدعايات الصوتية. وكانت هذه أول تجربة لي في مجال الإعلام. عام 2016 أتيت إلى المانيا وتعلمت اللغة الألمانية. بعد الإحباط الذي رافقني بما يتعلق بدراسة الإعلام، قررت أن ادرس فرع آخر جامعي يؤهلني في نفس الوقت للدخول في مجال الصحافة والإعلام. وبعد بحث معمق توصلت لفرع الأدب الألماني. درست الأدب الألماني وتربية الطفل في جامعة جوته الألمانية بمدينة فرانكفورت.

بداية المشوار وتحقيق الحلم

في شهر آب/ أغسطس 2022 تلقيت اتصال من صديقة لي أخبرتني أن منصة “أمل برلين” تبحث عن صحفيين وصحفيات بمدينة فرانكفورت، فالمنصة ترغب بتأسيس فرع آخر في فرانكفورت بعد تجربتها الناجحة في برلين وهامبورغ. كنت في البداية مترددة لإرسال سيرتي الذاتية، لأن شرطهم كان وجود خبرة سابقة بالكتابة الصحفية. ورغم خبرتي المحدودة في مجال التحرير، أرسلت لهم سيرتي الذاتية ومعلوماتي، لأفاجئ بتحديدهم موعد لإجراء مقابلة معي بعد أيام.

الحل الوحيد هو الطيران!

لأني أسكن في مدينة ماينز، خرجت قبل ساعتين ونصف من الموعد لأصل في الوقت المحدد.. فما الذي حصل برأيكم؟ طبعاً لم أصل بالموعد المحدد! رغم خروجي المُبكر من المنزل لتجنب أي تأخير، فالتأخير كما هو معروف، يعطي انطباعًا سيئًا لمن ينتظر!

ارتديت ملابسي الرسمية ووضعت عطري المفضل، وانطلقت في رحلتي المتعبة.. لم يأتي القطار الأول بموعده المحدد، فانتظرت التالي، والذي لم يأتي أيضًا وألغيت رحلته بحسب لوحة المعلومات الرقمية! أخيراً جاء القطار الثالث بعد أكثر من ساعة انتظار.

وصلت أخيراً إلى فرانكفورت، ولكني لا أعرف بالضبط موقع المقهى الذي ستجري فيه المقابلة! لكن في زمن السرعة والانترنت، لا شيء مستحيل. فتحت الخريطة لأستدل على العنوان، لأفاجئ بأن هاتفي لا يوجد فيه انترنت. بدأت ملامح الغضب تظهر على وجهي، وشعرت بارتفاع حرارتي.

أخذت أسأل الناس في الشارع عن العنوان، وكل شخص يرشدني باتجاه مختلف! أكثر من نصف ساعة وأنا أدور حول نفسي.. أخيرًا وجدت العنوان، لكن بعد تأخير أكثر من ٢٠ دقيقة عن الموعد المحدد! كنت محرجة جدًا لعدم حضوري بالوقت الصحيح، وعبرت عن أسفي الشديد واعتذاري، لكن فريق منصة أمل، وبالأخص الإدارة، كانوا بغاية الود والاحترام.

أمل فرانكفورت..

بدأت مشواري مع “أمل فرانكفورت” وأنا مفعمة بالسعادة والأمل.. وتعلمت الكثير خلال الدورات التدريبية المتخصصة، التي نظمتها المنصة لنا نحن الزملاء الجدد في مشروعٍ انطلق قبل أكثر من 6 سنوات.

من برلين، إلى هامبورغ، وصولاً اليوم إلى فرانكفورت، تكبر منصة أمل، ويكبر معها فريقها ومتابعيها.. ويسعدني أن أكون جزءًا من هذا الأمل..