حذر مركز حماية المستهلك الألماني (VZB) والمكتب الاتحادي لأمن المعلومات (BSI) من تصاعد عمليات الاحتيال الرقمية التي تستهدف المستخدمين الألمان عبر منصات متعددة، أبرزها PayPal وWhatsApp. إضافة إلى بطاقات الإشعار البرتقالية في صناديق البريد.
تحذير من رسائل PayPal المزيفة
أوضح التحذير الأخير الصادر عن BSI في 6 أكتوبر 2025 أن رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية التي تحمل شعار باي بال تتطور بشكل متزايد. إذ توهم المستخدمين بأن حساباتهم قد قيدت مؤقتاً بسبب “نشاط غير عادي”. وتهدف هذه الرسائل إلى دفع المستهلكين للنقر على روابط مزيفة خلال 48 ساعة وإدخال بياناتهم الشخصية. ما يمثل ضغطاً نفسياً متعمداً لإيقاع الضحايا في الفخ. وأكد مركز المستهلك على عدة علامات مميزة لهذه الرسائل، من بينها عنوان مرسل مشكوك فيه ومخاطبة عامة وغير شخصية مثل “عزيزي العميل”. إضافة إلى دعوة لمتابعة رابط محدد مع مهلة قصيرة وتهديد بحجب الحساب.
نصح المركز المستهلكين بعدم الرد على هذه الرسائل، ونقلها مباشرة إلى مجلد البريد العشوائي، والتحقق دائماً من الحساب عبر التطبيق الرسمي أو الموقع الإلكتروني PayPal. كما شدد المكتب الاتحادي على أن أي طلبات عاجلة أو معلومات حساسة من البنوك أو شركات التأمين أو السلطات تأتي دائماً عبر البريد الرسمي وليس البريد الإلكتروني.
في السياق نفسه، تسبب البريد الإلكتروني الحقيقي من PayPal مؤخراً في ارتباك واسع بين العملاء نتيجة توقف بعض البنوك عن معالجة مدفوعات تفوق عشرة مليارات يورو. وهو ما دفع الشركة الأمريكية لتعويض العملاء بمبلغ إجمالي قدره 15 مليون يورو. وطالب مركز المستهلك بمزيد من الشفافية حول مثل هذه الأحداث. مشيراً إلى أن رسائل PayPal الحقيقية سببت حالة من عدم اليقين بين المستخدمين. إذ أعلن بعض العملاء عن رسوم معالجة غير مغطاة، فيما اعتذرت الشركة عن الإزعاج وأكدت أن الأمن يظل على رأس أولوياتها.
الاحتيال عبر WhatsApp: سرقة الهوية والتعويضات الوهمية
وفي الجانب الرقمي الآخر، حذر مركز المستهلك من عمليات الاحتيال المتزايدة عبر WhatsApp، فالمحتالون يطلبون من المستخدمين إرسال صور لهويتهم. ويدّعي هؤلاء المحتالون أن الضحية مؤهلة لتلقي تعويض عن خسائر مزعومة في اليانصيب أو العملات المشفرة، غالباً بمبالغ عدة آلاف من اليورو. ومع ذلك، فإن تقديم صورة الهوية يفتح الباب أمام سرقة الهوية وإنشاء حسابات نيابة عن الضحايا، والحصول على قروض باسمهم، ما يضع الضحايا في مسؤولية قانونية لاحقاً.
كما أشار المتحدث باسم VZB، جوشوا جان، إلى أن المحتالين يقدمون عروضاً مزيفة للوظائف عبر WhatsApp، تطلب أيضاً صور الهوية. وغالباً تكون مرتبطة بتحويلات مالية وهمية. وأكد على أن أي شخص يطلب منه تعريف نفسه عبر هذه الخدمة يجب أن يقدم شكوى جنائية، مع ضرورة تجاهل هذه الرسائل وحذفها فورا دون مشاركة أي معلومات شخصية.
بطاقات الإشعارات البرتقالية: فخ مالي في صندوق البريد
لم يقتصر الاحتيال على الوسائل الرقمية فقط، إذ انتشرت مؤخراً في ألمانيا بطاقات إشعارات برتقالية اللون تحمل عبارة “اتصال مهم”. وتدعو المستلمين للاتصال برقم محدد خلال سبعة أيام. وتهدف هذه البطاقات إلى فرض اشتراكات مكلفة أو جمع بيانات شخصية. وحذر رئيس مركز مكلنبورغ فوربومرن ويبك كورنيليوس للمستهلكين، من الاتصال بالأرقام المطبوعة أو تقديم أي معلومات شخصية. وأكد أن أفضل طريقة للتعامل مع هذه البطاقات هي التخلص منها أو التواصل مباشرة مع مركز المستهلك.
تحذيرات عديدة
تبقى الشركات ذات السمعة الطيبة، بما في ذلك PayPal، ملتزمة بعدم طلب تحديد الهوية عبر منصات المراسلة. ما يجعل أي طلب من هذا النوع مؤشراً قوياً على محاولة احتيال. ويؤكد الخبراء على أهمية اليقظة وعدم الانجراف وراء العروض أو التهديدات المزيفة التي تهدف إلى استغلال المستهلكين ماليًا وشخصيًا.
المقال مُجمع من عدة تقارير نشرت على عدة مواقع إخبارية ألمانية.