في الخامس والعشرين من هذا الشهر، اجتمع أعضاء اتحاد المنظمات الألمانية السورية (VDSH) ضمن إطار الاجتماع السنوي للاتحاد، الذي يُعقد في مرحلة ما بعد نظام الأسد، وهي مرحلة تحمل في طياتها تحديات كبيرة تتطلب تفكيرًا استراتيجيًا وعملًا جماعيًا لتعزيز دور الاتحاد وتحقيق أهدافه.
يُعتبر الاتحاد، الذي تأسس عام 2013، ممثلًا لمنظمات المجتمع المدني السوري-الألماني، ويضم حاليًا أكثر من 32 منظمة منتشرة في جميع أنحاء ألمانيا. يهدف الاتحاد إلى تمكين المجتمع المدني السوري من خلال تقديم خدمات في مجالات التشبيك، والتأهيل، والاستشارة، والتمثيل، بالإضافة إلى دعم الجهات الفاعلة في المجتمع المدني السوري وبناء شبكات علاقات قوية لنقل هموم المجتمع السوري إلى صناع القرار في ألمانيا.
أهداف الاجتماع والتحديات المستقبلية
خلال الاجتماع، تحدث الدكتور باسل السعيد، نائب رئيس الاتحاد، عن أهداف الاجتماع، مؤكدًا أن الهدف الرئيسي هو توحيد جهود الجمعيات وتعزيز التنسيق بينها لتحسين الأداء المشترك ودفع عجلة المشاريع الإنسانية. كما أشار إلى أهمية تأمين مصادر دعم إضافية لتعزيز عمل الجمعيات داخل سوريا، وتعزيز التعاون مع الشركاء الألمان لضمان دعم مستدام للمجتمع السوري.
س: لماذا اجتمعتم اليوم؟
ج: يهدف هذا الاجتماع إلى توحيد جهود الجمعيات وتعزيز التنسيق بينها. نسعى إلى إنشاء اتحاد قوي يعمل على تحسين الأداء المشترك ودفع عجلة المشاريع الإنسانية إلى الأمام. كما نأمل في تأمين مصادر دعم إضافية تسهم في تعزيز عمل الجمعيات داخل سوريا، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع الشركاء الألمان لضمان دعم مستدام للمجتمع السوري.
س: ما هي الخطط المستقبلية بعد التحرير؟
ج: ناقشنا عدة استراتيجيات مستقبلية، منها تعزيز التنسيق بين الجمعيات لتفادي التكرار وزيادة الفعالية، وتمثيل الجالية السورية في ألمانيا التي تضم حوالي مليون سوري، وبناء شراكات قوية مع المؤسسات الألمانية لدعم المجتمع السوري في الداخل.
س: كيف يمكن لألمانيا دعم البنية التحتية في سوريا؟
ج: تلعب ألمانيا دورًا رئيسيًا في دعم سوريا، ليس فقط عبر الجمعيات، بل أيضًا من خلال التعاون مع الأمم المتحدة في مشاريع إعادة الإعمار. نأمل أن تساهم ألمانيا في بناء مشاريع مستدامة تعود بالفائدة المباشرة على السوريين، سواء على المستوى الاقتصادي أو الخدمي.
أهمية الاتحاد ودوره
يتميز الاتحاد بكونه منصة شاملة تجمع تحت مظلتها جمعيات متنوعة من كافة أطياف الشعب السوري، سواء عربًا أو أكرادًا، رجالًا أو نساءً، يمينيين أو يساريين. هذا التنوع يعزز قوة الاتحاد ويسهم في دعم الجمعيات المنضوية تحته، ما يمنحها فرصة للتأثير السياسي والاجتماعي على نطاق أوسع. الاتحاد يمثل فرصة حقيقية لتعزيز العمل المشترك بين الجمعيات السورية. إن كثرة الجمعيات وتنوعها هي مصدر قوة، وليس نقطة ضعف، إذ أن التنسيق الفعّال يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في المستقبل. يعمل الاتحاد على دعم الجمعيات لتصبح أكثر قوة واستدامة، ما ينعكس إيجابيًا على المجتمع السوري بشكل عام.
لقاء مع رئيسة الاتحاد المحامية نهلة عثمان
التقينا أيضًا برئيسة الاتحاد، المحامية نهلة عثمان، التي تحدثت عن زيارتها الأخيرة إلى سوريا وأبرز النقاط التي تمت مناقشتها خلالها.
س: خلال زيارتك لدمشق، أثير جدل حول طبيعة الزيارة، هل يمكن توضيح ذلك؟
ج: زيارتي كانت خاصة ولم تكن رسمية كممثلة لأي جهة. الهدف الرئيسي كان إيصال صوت اتحاد المنظمات الألمانية السورية إلى الداخل السوري ومناقشة القضايا التي تهم المغتربين، بالإضافة إلى الاطلاع على الوضع الراهن.
ما أبرز المدن التي زرتها؟
زرت عدة مدن مثل درعا، إدلب، حلب، حمص، ودمشق، حيث عقدت لقاءات مع مسؤولين وممثلين عن المجتمع المحلي. ركزت النقاشات على تقديم الدعم العاجل واستعراض إمكانيات الاتحاد في ألمانيا.
ما طبيعة اللقاء الذي جمعك بالدكتور مصعب؟
الدكتور مصعب هو شخصية بارزة في المجال الإنساني، وله تاريخ طويل في العمل بمستشفيات ميدانية داخل سوريا، وخاصة في دير الزور قبل دخول داعش. هو من اقترح لقاءً مع أحمد الشرع، وقد نسق حضور عدد من الخبراء من ألمانيا. لم أكن على دراية مسبقة بمن سيكون حاضرًا، لكن اللقاء كان فرصة للتعرف على مختلف الشخصيات والجهات الفاعلة.
- ما أبرز المحاور التي ناقشتموها خلال اللقاء؟
- ضم الاجتماع خبراء في مجالات الزراعة، الطب، والقانون، حيث قدّم كل شخص رؤيته ومقترحاته. شخصيًا، ركزت على دور اتحاد الجمعيات السورية الألمانية، وكيفية مساهمتنا في بناء جسور تواصل بين المجتمع السوري في ألمانيا وسوريا. كما أشرت إلى ضرورة دعم المبادرات النسوية والديمقراطية، وتعزيز الشفافية في التعامل مع القضايا الحقوقية.
- هل كان هناك ردود فعل مميزة على ما قدمته؟
- نعم، النقطة التي ركزت عليها وجدت صدى إيجابيًا كانت التأكيد على ضرورة وجود تمثيل حقيقي للسوريين المغتربين في السفارات، بدلاً من اقتصارها على شخصيات مرتبطة بالنظام القديم. كما تحدثت عن الحاجة إلى تحسين الخدمات القنصلية، مثل إصدار جوازات السفر والوثائق الرسمية، التي يعاني الكثير من السوريين من نقصها.
كيف كانت استجابتك للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي حول زيارتك؟
تفاجأت من الجدل الكبير الذي أثير حول اللقاءات. رسالتي واضحة: أنا لست ممثلة للجالية السورية في ألمانيا، ولكنني سعيت لأن أكون صوتًا ينقل هموم السوريين في ألمانيا إلى الداخل السوري، والعكس.
ما تعليقك على تخوف السياسيين الألمان من التعامل مع الحكومة السورية الجديدة؟
التخوف موجود لدى بعض السياسيين الألمان، لكنني أرى أنه يجب تجاوز هذه العقبات من خلال تعزيز التعاون مع الجالية السورية في ألمانيا، التي يمكن أن تكون جسرًا للتواصل بين الطرفين. إذا استطعنا العمل بشكل بناء وشفاف، يمكننا تحقيق تقدم ملموس.
لقاءات مع ممثلي الجمعيات
التقينا أيضًا بعدد من ممثلي الجمعيات السورية المشاركين في الاجتماع، منهم خالد بكور، ممثل جمعية الأمل الدولية الخيرية، الذي تحدث عن أهداف مشاركته في الاجتماع والخدمات التي تقدمها جمعيته في سوريا، مثل توزيع الخبز والماء النظيف والمساعدات الشتوية. كما أكد على أهمية الاتحاد في توفير مصادر تمويل إضافية لتنفيذ مشاريع أكبر.
كيف ترى أن اتحاد الجمعيات يمكن أن يدعم جمعيتكم؟
اتحاد الجمعيات الخيرية يضم حوالي 43 جمعية، وهذا يعزز القوة الجماعية للعمل الإنساني. إذا حصل الاتحاد على تمويل، يمكن توزيع الموارد بشكل عادل على الجمعيات المختلفة لتنفيذ مشاريعها. بالنسبة لنا، هذه الشراكة يمكن أن تفتح مصادر تمويل إضافية وتساعدنا على توسيع نطاق المساعدات في سوريا بشكل كبير.
كما تحدثت دوميا خوري، ممثلة جمعية بردى، عن أهمية العمل الجماعي ضمن الاتحاد لتحقيق أهداف أكبر وأكثر استدامة، مشيرة إلى أن الاتحاد يمثل وسيلة فعالة لتبادل الخبرات وتعزيز الشفافية في العمل الإنساني.
ما سبب انضمامك إلى اتحاد الجمعيات؟
نحن جزء من اتحاد الجمعيات لأننا نؤمن بقوة العمل الجماعي. كجمعية، أردنا توحيد جهودنا وجمع مواردنا لنصبح أكثر تأثيراً وفعالية. بدلاً من أن تعمل كل جمعية بمفردها، يمكننا التعاون ضمن الاتحاد لتحقيق أهدافنا بشكل أفضل وتنفيذ مشاريع أكبر وأكثر استدامة. نحن نؤمن بأن العمل المشترك يجعلنا أقوى.
كيف تعتقدين أن الاتحاد يمكن أن يساعدكم أو يساعد جمعيتكم؟
الاتحاد يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتسهيل التواصل بين الجمعيات السورية والألمانية. من خلال الاتحاد، يمكننا الاستفادة من الخبرات المشتركة والمعلومات القيمة التي تم اكتسابها على مدى السنوات الـ 12 الماضية. التعاون في إطار الاتحاد يعزز الموارد، ويتيح لنا التعلم من التجارب السابقة، مما يسهم في تحسين الأداء وتحقيق أهدافنا بشكل أفضل.
كيف ستتعامل مجموعتك مع التحديات والنقد الموجه إلى العمل الإنساني في سوريا؟
نحن ندرك تماماً التحديات والانتقادات التي تواجه العمل الإنساني في سوريا، خاصة فيما يتعلق بالشفافية وآلية تنفيذ المشاريع. نسعى من خلال عضويتنا في الاتحاد إلى تعزيز مصداقيتنا والعمل بشفافية أكبر. تركيزنا الأساسي هو تقديم المساعدة بشكل فعال للمتضررين في سوريا، ونطمح أن نكون جزءاً من الحلول التي تبني مستقبلاً أفضل.
أي رسالة أخيرة؟
نحن هنا لنعمل معاً ونستفيد من الخبرات المتبادلة. نشكر كل من يدعم هذا العمل الإنساني، ونتطلع لبناء شراكات قوية وفعالة لتحقيق أهدافنا المشتركة.
ختامًا..
يظل اتحاد المنظمات الألمانية السورية منصة حيوية لتعزيز العمل المشترك بين الجمعيات السورية، ودعم المجتمع السوري في الداخل والخارج. من خلال التنسيق الفعّال وبناء الشراكات القوية، يمكن للاتحاد أن يكون عاملًا رئيسيًا في بناء مستقبل أفضل للسوريين.