رصد اتحاد الشرطة بولاية هامبورغ وولايات أخرى، تزايد ظاهرة الهتافات العنصرية ضد المهاجرين في الحفلات والمهرجانات. إذ يردد بعض الأشخاص أغنية “L’amour toujours” للـ دي جي جيجي داجوستينو، خلال الحفلات التي تقام في البلاد منذ أشهر. رغم الكلمات العنصرية للأغنية. وتوقعت الشرطة تزايد مثل هذه الحالات مستقبلاً.
مقطع عنصري لإحدى المشاهير!
أثار مقطع فيديو نشر مؤخراً لإحدى مشاهير التواصل الاجتماعي في هامبورغ، وتدعى ميلينا كارل، موجة من الغضب والانتقادات الواسعة واتهامات بالعنصرية. وذلك بعد أن ظهرت في المقطع وهي تردد أغان تتضمن شعارات عنصرية تنادي بطرد الأجانب من ألمانيا. وكانت برفقة آخرين أثناء احتفالهم بعيد العنصرة في نادٍ للمشاهير بجزيرة سيلت.
وكانت ميلينا كارل البالغة من العمر 28 عام. وتملك حوالي 820 ألف متابع على إنستغرام علقت على انتشار المقطع بمنشور لها عبر صفحتها على المنصة قائلة إنها شعرت بالصدمة لانتشار الفيديو. والذي سجّله أحد الموجودين في الحفل ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ودافعت عن نفسها بالقول إنها أم حامل من أصول مهاجرة، حيث أن والديها قدما من روسيا إلى دريسدن. ومن المتوقع أن يتعرض الأشخاص الذين ظهروا بالفيديو لعقوبات وطرد من وظائفهم. كما حاول بعض مستخدمي مواقع التواصل الدفاع عن الأشخاص الذين ظهروا بالمقطع. وقالوا إنهم يبدون تحت تأثير الكحول، ولا يدركون ما يقولون. فيما اعتبر البعض الآخر أن هذا لا يعد عذراً مقبولا لهم.
ردود فعل رسمية على مقطع جزيرة سيلت
ولم تقتصر ردود الأفعال حول مقطع فيديو جزيرة سيلت على رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بل ظهرت ردود أفعال من شخصيات سياسية رفيعة. وأعرب عدد من السياسيين عن قلقهم جراء زيادة انتشار ترديد الشعارات العنصرية ضد المهاجرين والأجانب. وكان الرئيس الاتحادي فرانك فالتر- شتاينماير، عبر عن قلقه واستيائه من تنامي العنصرية بين أوساط المجتمع. واعتبر شتاينماير مقطع جزيرة سيلت والحالات المشابهة له تهديداً للديمقراطية في ألمانيا. وذلك أثناء كلمة له في مهرجان الديمقراطية في فيلا هامر شميدت. وقالت رئيسة البوندستاغ، باربل باس، أثناء حديثها مع تلفزيون فينيكس، إن ردود الأفعال الغاضبة تجاه مثل هكذا ممارسات عنصرية أظهرت أن هناك أشخاص كُثر يدافعون عن الديمقراطية ويرونها الخيار الصحيح.
ضرورة المحاسبة
رئيس اتحاد الشرطة الألمانية، يوخن كوبيلكي، علق لشبكة التحرير الألمانية حول فيديو جزيرة سيلت قائلاً: “يجب محاسبة الأشخاص الذين ظهروا في الفيديو”. وأضاف: “يجب محاسبة أي شخص يشارك في حدث ما ويردد هتافات عنصرية ضد المهاجرين والأجانب”. وأكد كوبيلكي في الوقت ذاته على أهمية توعية الأشخاص المسؤولين عن إقامة المهرجانات والحفلات بمنع ترديد أي شعارات أو هتافات عنصرية.
المديرة المشاركة لمركز الرصد والتحليل والاستراتيجية (سي-ماس) د. بيا لامبرتي، قالت إن التطرف اليميني يظهر بين الأشخاص ممن تلقوا التعليم الجامعي ويشغلون مناصب إدارية! ويكاد يختفي بين أوساط الناس من ذوي الدخل المنخفض ومن يعيشون شرق ألمانيا.
فيديو جزيرة سيلت ليس الوحيد ولن يكون الأخير!
ظهرت حالات عدة لأشخاص يرددون شعارات عنصرية مشابهة للشعارات التي ردّدت بفيديو جزيرة سيلت، في مناطق أخرى. وقامت الشرطة بتفريق حفل في حديقة بمدينة كروف بولاية راينلاند بفلاتز، بسبب تشغيل أغاني عنصرية وظهور شعارات معادية للديمقراطية. ويواصل أمن الدولة بولاية ساكسونيا السفلى تحقيقاته حول مهرجان أقيم بمنطقة لونينغن، وردّدت خلاله شعارات مؤيدة للتطرف اليميني!