كرنفال، Fasching، Fastabend، Fasnet وغيرها من الأسماء. تتعدّد التسميات لكن الجميع يتّفق على أنها أيام للفرح والاحتفال. فما الذي يدفع الناس للخروج إلى الشوارع بأزياء غريبة في بعض مناطق ألمانيا؟ وما هو أصل هذه المهرجانات؟ في حلقة اليوم من بودكاست “شو في خلف البحر؟” سنعرف أكثر.
ظهر مصطلح “Fasching” في وقت مبكر من القرن الثالث عشر باسم “vastschang” وكان يُفهم على أنه “تقديم مشروب الصوم”. وهذا أيضأ بمثابة صرخة بهيجة “أوه، فاشانغ!” وتعدّلت الكلمة المعتمدة في القرون اللاحقة لتتوافق مع كلمة فاشينغ.
قصة الكرنفال قديماً
أما كلمة “كرنفال” فلم تستخدم إلا منذ القرن السابع عشر. وتأتي من أصل إيطالي وتعني “وداع اللحم” وإحياء ذكرى الصوم الكبير القادم. ويرجّح أيضاً أن للكلمة جذوراً لاتينية تشير إلى “سفينة الحمقى” التي تحمل في المسيرات الاحتفالية. فمنذ العصور الوسطى كانت سفينة الحمقى صورة شائعة لمجتمع ينغمس فقط في رفاهيته. ويعتبر الكرنفال حالة طوارئ تجلب الفرح وتسمح بحدوث أشياء مجنونة. لكنه مؤقت ويذكر بالصوم الكبير القادم.
الكرنفال هو طقس احتفالي يسبق الصوم الأربعيني. حيث يبدأ الصوم الكبير بأربعاء الرماد ويكون بمثابة تحضير لعيد الفصح . يحتفل الناس في أوروبا وأمريكا اللاتينية بالكرنفال بطرق مختلفة وتلعب مسيرات الكرنفال والموسيقى والأقنعة والملابس التنكرية دوراً كبيراً. لكنّ الاحتفال بالكرنفال قديم فسكان بلاد ما بين النهرين الذين تعود إليهم أولى الثقافات الحضرية احتفلوا بالكرنفال منذ 5000 عام بمهرجان امتدّ على سبعة أيام بعد رأس السنة الجديدة كزفاف رمزي للإله.
الكرنفال في العصر الحديث
وفي العصور الحديثة دعا الإصلاح إلى التشكيك في الصوم الكبير قبل عيد الفصح. وهذا يعني أن الكرنفال فقد معناه في بعض المناطق البروتستانتية. وفي عام 1729 رقصت الراهبات في دير القديس موريشيوس في كولونيا وقفزن عبر القاعات بأزياء علمانية. ربما كان هذا أول كرنفال نسائي. أما في كولونيا المعروفة بكرنفالها الضخم فمنع الكرنفال لأسباب عديدة منها ما تتعلّق بأزياء المومياء عدّة مرات. كما أن الفرنسيين الذين احتلوها منعوا الكرنفال فيها عدّة سنوات. وأعاد سكان كولونيا إحياءه بعد أن أصبحت مدينتهم جزءاً من دولة بروسيًا عند انسحاب الفرنسيين منها.