منذ الكشف عن خطة المتطرفين اليمينيين وأنا تراودني أفكار كثيرة. منها كم هم مساكين المتضامنين مع هذه الخطة؟ لأننا في حال وصل اليمين إلى الحكومة وبدأ بتنفيذ خطته، سنأخذ الفلافل معنا، وسنأخذ بابا غنوج، والحمص، وكذلك سُتغلق جميع محلات الدونر كباب. ولا ننسَ الشاورما السورية. فهل تتخيل كيف سيكون شكل الشوارع في ألمانيا في حال أُغلقت هذه المطاعم ورُحِّل أصحابها؟
حتى البروكلي والبطاطا لن تبقى لكم!
ماذا عن المنتجات الأجنبية في المتاجر الألمانية، تتذكرون شكل الرفوف في هذه المتاجر، نتيجة جنون التسوق على ورق التواليت أثناء جائحة كورونا؟ ستكون كذلك! لن يبقى على هذه الرفوف سوى الزبدة والجبن ولن تجدوا بين الخضار سوى البروكلي والبطاطا. آه صحيح حتى البروكلي سيختفي، إذ يقال إنه من منطقة الشرق الأوسط، وانتقل إلى إيطاليا خلال العصور الوسطى. والصدمة أن البطاطا أيضاً لن تجدونها، سيأخذها الأشقاء من أمريكا اللاتينية معهم فأصلها من هناك. كم أنتم مساكين، لن يكون على مائدتكم سوى “البراون صوص”. فأنتم تعشقون اللون البني لأنه جزء من ثقافتكم المتطرفة!
أريد درجة أولى حتى تليق بالملكة نفرتيتي
هذا السيناريو مرعب لنا جميعاً. ويؤثر علينا جميعاً أقصد سكان ألمانيا.. مهاجرين وألمان، وألمان من أصول مهاجرة، ولاجئين. وأرجو ألا يتحقق. لأن الأمر لن يتوقف عند “الدونر كباب والفلافل”. بل سأطلب حين يحدث ذلك حجز تذكرة لي على الدرجة الأولى. لأنه لا يصلح أن تسافر ملكة مثل نفرتيتي على الدرجة الثانية. نعم نعم سنأخذها معنا أيضاً، وسيشتاق لها الملايين من زوار جزيرة المتاحف في برلين. وبالتأكيد لن نترك بوابة عشتار، بحجارتها الزرقاء الرائعة. صحيح أنها ليست متاحة للزوار الآن بسبب أعمال البناء، لكننا سنأخذها معنا. ولن ننسى كل محتويات متحف الفن الإسلامي، وكذلك واجهة قصر المشتى في متحف بيرغامون. كم أنتم مساكين حتى معبد بيرغامون سيعود لليونان.. هل تدركون مدى هذا الرعب الذي تجرّون البلاد إليه.
نحن أكثر وسنبقى أكثر
كل هذه السناريوهات المرعبة التي ذكرتها لن تتحقق. وكانت مجرد أفكار خطرت لي بعد الكشف عن خطة سيلنر ورفاقه. وكل هذه الكوابيس تبددت بعد أن شاهدت مئات الآلاف تخرج للشوارع الألمانية. نحن أكثر، وسنبقى أكثر..