أظهر مؤتمر الحزب الاتحادي لحزب الخضر، أن الحزب منقسم بشأن سياسة اللجوء. لكن في النهاية تمكنت قيادة الحزب الداعمة لسياسة الحكومة من الانتصار، فيما كانت انتقادات شباب الحزب مسموعة بوضوح. إذ تدعو منظمة شباب الحزب إلى سياسة لجوء تقوم على الإنسانية والتضامن، رافضة أي تشديد لقوانين اللجوء. فيما ترى قيادة الحزب، أنه من الضروري الحد من عدد اللاجئين، نظراً إلى إمكانيات ألمانيا المستنفدة!
شباب الخضر ينتقدون قيادة الحزب
أعرب عدد من منتسبي حزب الخضر الشباب عن انتقادات واسعة النطاق لسياسة اللجوء التي يتبعها تحالف إشارة المرور الحاكم، الذي يتكون من حزبهم، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب FDP. لكن في النهاية رجحت كفة قيادة الحزب ليلة يوم أمس الأحد، بعد الدعم من وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك ووزير الاقتصاد روبرت هابيك.
وانتقد فسيلي فرانكو، عضو مجلس النواب في برلين، في كارلسروه حيث عُقد المؤتمر ذلك المساء، قائلا ” من الغدر التحدث عن القيود (على قانون اللجوء) والعالم يشتعل”. ومن جهتها حذّرت رئيسة منظمة الشباب الخضر، كاتارينا شتولا، من أن “كل من يتبع الحق سيتعثر”. وأضافت الرئيسة المشتركة لمنظمة الشباب “لا يوجد سبب لمزيد من التشديد على قوانين اللجوء”.
هابيك: مؤتمر الحزب ليس لعبة
قاوم هابيك (وزير الاقتصاد بحكومة شولتز) انتقادات الشباب. موضحاً أنه يعمل على “أن يكون على الجانب الصحيح” بشأن هذه القضية. وحذّر من أن “المؤتمر الاتحادي لحزب حكومي ليس لعبة”. ورأى أن مقترحات الشباب في الواقع “تصويت بحجب الثقة”. ودعوة مباشرة لترك حكومة إشارة المرور المكونة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر والحزب الديمقراطي الحر. محذراً من أن الحزب في حال وافق على اقتراحات الشباب سيقيد نفسه.
اقتراحات الشباب التي حذّر منها هابيك، تنص على أنه من غير المسموح للوزراء، ولا للمجموعات البرلمانية في الحكومة الاتحادية أو حكومات الولايات بالموافقة على تشديد قانون اللجوء بشكل أكبر على وجه التحديد، على سبيل المثال، “لوائح أكثر تقييداً للترحيل، وخفض المزايا الاجتماعية للاجئين، وخفض معايير الحماية، وتوسيع نطاق البلدان الآمنة، وإجراءات اللجوء على الحدود الخارجية، فضلاً عن إيواء اللاجئين في مخيمات على الحدود الخارجية، ورفض اللاجئين إلى بلدان ثالثة يُفترض أنها آمنة”.
بيربوك: لا يمكنني الالتزام بذلك
من جهتها قالت وزيرة الخارجية وسياسية الحزب أنالينا بيربوك حول مطالب الشباب الخضر “لا يمكنني الالتزام بذلك” وتساءلت “هل ينبغي حقاً أن هذا هو التفويض الممنوح لمؤتمر الحزب هذا؟” وفي النهاية لم يحصد اقتراح منظمة شباب الحزب أغلبية في القاعة.
ومن أجل منع حدوث فضيحة، وافقت اللجنة التنفيذية على إجراء بعض التغييرات على نص القرار. وكان عنوانه “الإنسانية والنظام: من أجل سياسة لجوء وهجرة استباقية وعملية وقائمة على حقوق الإنسان” على سبيل المثال، تم حذف الجملة التالية “إضافة إلى ذلك، حيثما يتم استنفاد القدرات، يجب أن تنخفض الأعداد أيضاً من الإجراءات الدستورية والإنسانية”.
شباب الخضر يشعرون بخيبة أمل
في أعقاب ذلك، توصلت شتولا (رئيسة منظمة الشباب الخضر) إلى نتيجة مفادها “حصلنا على إشارة واضحة من مؤتمر الحزب هذا: الحزب غير راضٍ عن مسار سياسة اللجوء التي أقرتها حكومة شولتز، والتي يتحمل حزب الخضر المسؤولية عنها ” وأوضحت شتولا يوم الأحد في كارلسروه “وجهة نظرنا هي: يجب أن تكون هناك نهاية للحلول الزائفة، وأخيراً سياسة تحمي اللاجئين”.
ومع ذلك، يشعر الشباب الأخضر بخيبة أمل لأن نسبة كبيرة من المشاركين في المؤتمر لم يوافقوا على مقترحاتهم. وأوضحت شتولا “يسعدنا أن انتقاداتنا وصلت أيضاً إلى قيادة الحزب، لكننا ما زلنا نعلم أن ذلك غير كاف”. ويرى الشباب في الحزب الآن أن مهمتهم هي تغيير المزاج الاجتماعي حول هذا المواضيع. وقالت شتولا “في الأسابيع القليلة المقبلة، سوف نخرج إلى الشوارع مع العديد من الحلفاء. ونتحدث بصوت عال ضد التحول إلى اليمين من أجل التضامن مع اللاجئين والسياسات الاجتماعية”.