ارتفع عدد اللاجئين العاملين في ولاية هيسن بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. لذلك أُطلقت عدة مشاريع مختلفة لإرشاد المهاجرين على وجه التحديد، للعثور على طريقهم نحو سوق العمل. لأن العمل يعتبر مفتاح الاندماج. ومنها مشروع “أبق معنا”، الذي تنسقه جمعية التعليم المركزية في ماربورغ، التابعة لولاية هيسن وتدعمه وزارة العمل والعمال الاتحادية.
إيجاد عمل للمهاجرين ليس سهلاً
قالت أنجليكا فونك من الشبكة الاستشارية: “الطريق إلى العمل ليس سهلاً في كثير من الأحيان بالنسبة للمهاجرين. هناك حواجز عديدة بوجه العثور على وظيفة، كحاجز اللغة. وهناك أيضًا مشكلة كبيرة تتمثل بمسألة الاعتراف بالمؤهلات”.
تقوم الشبكة بتقديم المشورة والدعم للمهاجرين خلال عملية اندماجهم في سوق العمل. وتوضح فونك أنه من عام 2016 إلى عام 2022، قدمت الشبكة المشورة لأكثر من 3400 شخص. وكان من الممكن توظيف 30% من أولئك الذين طلبوا المشورة في العمل مباشرة، و11% في الحصول على التدريب.
المهاجرون يشغلون قسم التوظيف
لوحِظ تطور أيضاً في أجزاء أخرى من ولاية هيسن، ارتفاع عدد الموظفين من خلفية مهاجرة في السنوات الأخيرة. وأوضحت الناطقة باسم المديرية الجهوية لوكالة التشغيل بقولها: “لاحظنا ارتفاعا تدريجي في عدد الموظفين وفق هذه المجموعة منذ عام 2016”. إذ حصل نحو ٣٧ ألف لاجئ ولاجئة على عمل في ولاية هيسن. وارتفع عدد اللاجئين الذين تم توظيفهم بدوام جزئي من 4,900 شخص إلى حوالي 7,500.
بالنسبة للأشخاص الذين دخلوا البلاد بين عامي 2013 و2016 لأسباب إنسانية أو تتعلق بالقانون الدولي أو لأسباب سياسية، كان التركيز في الأعوام من 2017 إلى 2019 على المؤهلات اللغوية والمهنية، ودخل عدد كبير منهم سوق العمل في ولاية هيسن.
التركيز على المهاجرين ذوي الإعاقة
تدعم شبكة “ابق هناك” أيضًا المهاجرين الحاصلين على درجات علمية أعلى. تقول فونك: “غالباً ما يأتي إلينا أكاديميون من أصول مهاجرة ولا يمكنهم فعل أي شيء بشهادتهم الجامعية هنا. وهذا أمر محبط للغاية بالنسبة لهم. وفي الوقت نفسه، كان الكثير منهم أيضاَ لديهم القليل من التعليم”.
ينصب التركيز الجديد للشبكة على المهاجرين ذوي الإعاقة، ولذلك هناك حاجة لطرق دعم مختلفة. فالهدف من المشروع هو تزويد الأشخاص ذوي الخلفية المهاجرة بالمشورة الفردية في المدرسة والتدريب والعمل. تُضيف فونك: “العمل يعني المشاركة في المجتمع. كما أنه يعزز الثقة بالنفس والرضا. ثم يشعر الناس مرة أخرى بأنهم مهمون ويمكنهم تحقيق شيء ما. ولذلك نريد المزيد من الفرص للمهاجرين”.
توفير فرص عمل للنساء
تدعم المبادرة النساء من الخلفية المهاجرة بمنطقة كاسل، من خلال التدريب وحتى بدء العمل. رئيسة بلدية كاسل، إيلونا فريدريش (الحزب الاشتراكي الديمقراطي)، قالت: “نريد التركيز أكثر على إمكانات المرأة”.
يجب أن تكون النساء مؤهلات بالمقام الأول لشغل وظائف في الاقتصاد الاجتماعي، وبالتالي فتح آفاق الحصول على وظيفة بمجال الرعاية أو التعليم أو التدبير المنزلي. وتوضح فريدريش: “بهذه الطريقة، نعمل في الوقت نفسه على مواجهة نقص العمالة الماهرة، وهو نقص مرتفع”. يوفر المشروع لكل امرأة مدربها الخاص الذي يساعدها بالتغلب على العقبات الفردية التي تواجهها.
الرجال يحصلون على العمل بشكل أسرع
ماريا ميتسينج من المركز الألماني لأبحاث الاندماج والهجرة في برلين، أكدت أن الطريق إلى العمل يستغرق وقتاً أطول بالنسبة للنساء المهاجرات. وأضافت: “بعد ست سنوات، أصبح حوالي 70% من الرجال المهاجرين يعملون، ولكن 24% فقط من النساء التحقن بعمل”.
وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل مشاريع مثل “الاقتصاد الاجتماعي المتكامل” بمثابة دعم مهم للنساء من مدينة كاسل. وسيتم تمويله من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية في فيسبادن حتى عام 2025. وختمت رئيسة بلدية كاسل إيلونا فريدريش بالقول: “لقد قرر مجلس المدينة بالفعل جعل المشروع دائم حتى بعد انتهاء التمويل، ومواصلة العمل دون أي أموال من فيسبادن”.