أكتوبر 23, 2023

الصراع في الشرق الأوسط وانعكاسه على معرض فرانكفورت!

بعد الأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط، صار واضحًا أن معرض الكتاب في فرانكفورت لهذا العام، لن يمر مرور الكرام! وكان مدير المعرض، يورغن بوس، أكد أن معرض فرانكفورت للكتاب هو معرض سياسي وله مهمة ثقافية سياسية، إذ يمنح المؤلفين مساحة وصوتاً للتعبير. كما أيدت رئيسة جمعية تجارة الكتاب الألمانية كارين شميدت فريدريش مقولة بوس بقولها: “المعرض التجاري هو مكان لحرية التعبير وتنوع الرأي ودعوة لتبادل الأفكار والنقاشات”.

أول انتقاد على مواقع التواصل الاجتماعي

منذ انطلق المعرض، واجه انتقادات عديدة وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك لتبنيه موقف خاص وواضح مساند لإسرائيل. وتأجيل تسليم جائزة الأدب للكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي عن روايتها “تفصيل ثانوي”. وبحسب مصدر هيسنشاو، تسائل أكثر من 3500 شخص متابع لمنشور على انستغرام، عما يحدث مع الأصوات الفلسطينية.

جدل كبير في حفل افتتاح المعرض

دُعيَّ المؤلف السلوفيني سلافوي جيجيك كضيف شرف إلى حفل الافتتاح لالقاء كلمة. أدان جيجيك بوضوح هجوم حماس، لكنه في الوقت نفسه أكد الى التطلع والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني. إذ دعا إلى النظر إلى خلفية الصراع الحادث بين الجانبين. وقال: “يزعجني أن الناس متهمون بشكل مباشر بأنهم يدعمون أو يبررون إرهاب حماس. إن منع مثل هذا التحليل أمر غريب. ففي نهاية المطاف، لن يكون هناك سلام من دون حل القضية الفلسطينية”. ورأى أن تأجيل تسليم جائزة شبلي جزء من «ثقافة الإلغاء». وهذا يؤدي إلى استبعاد أولئك الذين لا يتناسبون مع صورتهم الخاصة بالتنوع والشمول. ويعتبر القرار “فضيحة”.

وأثناء خطابه، تعرض لعدة مضايقات، وذلك بسبب مغادرة مفوض معاداة السامية في هيسن أوي بيكر (CDU) الغرفة لعدة مرات انزعاجاً من حديثه. وأكد مدير معرض الكتاب يورغن بوس على عقيدة تنوع الآراء. وقال: “أنا أدين الإرهاب، ولكن حرية التعبير واجب ويجب عدم اعاقتها حتى لو لم نشاركها”.

مواقف أخرى

بعض الأصوات اليهودية، مثل الكاتب تومر دوتان دريفوس اتفقت مع جيجيك في أهمية التحليل. لكن ميرون مندل، مدير مؤسسة آن فرانك التعليمية، كان من بين الغاضبين. وقال إن على الناس اتخاذ موقف واضح والالتزام بحق إسرائيل في الوجود. وأضاف: “إذا كانت لدينا هذه الأرضية المشتركة، فيمكننا التحدث عن أي شيء آخر”.

لا يوجد مساحة للأصوات الفلسطينية

واللافت للنظر أن هناك حاجة كبيرة للنقاش حول الشرق الأوسط في معرض الكتاب. ولكن سرعان ما يصبح من الواضح أنه على الرغم من الأحداث العديدة حول هذا الموضوع، فإنه لا يكاد يكون هناك أي مساحة للأصوات الفلسطينية. إن رغبة معرض الكتاب في إعطاء مساحة أكبر للأصوات الإسرائيلية لها جانب سلبي.

كما أن التعامل مع عدنية شبلي على وجه الخصوص ترك انطباعاً بأن صراعاً سياسياً استعر في معرض الكتاب هذا العام على حساب شخص واحد أو حتى مجموعة كاملة من الأشخاص. وتعززت الصورة من خلال حقيقة أنه تمت دعوة صوت فلسطيني واحد فقط. وبحسب المصدر، فإن حقيقة المناقشات بمعرض الكتاب كانت حرة ومفتوحة للغاية يرجع الفضل فيها بالمقام الأول إلى الضيوف الذين قدموا مواقف متنوعة.

 

المصدر