بهدف فرض إلزامية الحجاب، تعتمد إيران على كاميرات المراقبة، وربما تستخدم أيضاً برامج التعرف على الوجه لهذا الغرض. أحد موردي هذه الكاميرات هو شركة Bosch الألمانية. من جهتها تنفي الشركة إمكانية استخدام الأجهزة للتعرف على الوجه! هذا ما جاء في تحقيق أجراه بشكل حصري صحفيون من شبكة القنوات الألمانية Br وSWR ونشره موقع تاغسشاو الإخباري!
اختراق أكثر من 5 آلاف كاميرا مراقبة
جاء في التحقيق، أن جماعة معارضة لنظام الملالي في إيران، زعمت في حزيران/ يونيو العام الماضي، اختراقها لأكثر من 5 آلاف كاميرا مراقبة عامة في طهران. ونشروا مقطع فيديو للعملية على منصات التواصل الاجتماعي. وكشفوا عن واجهة البرنامج الخاصة بشركة Bosch، وهي شركة مصدرة للكاميرات التي تراقب التقاطعات والطرق السريعة في طهران. فهل لا تزال كاميرات بوش مُستخدمة لأغراض إنفاذ القانون من قبل نظام الملالي في إيران حتى اليوم!؟
كاميرات لمراقبة غير المحجبات!
وفقاً لدراسة حديثة أجرتها منظمة العفو الدولية. تُستخدم مراقبة المرور بشكل خاص لفرض قاعدة الحجاب الإلزامية. إذ أبلغت نساء إيرانيات محامية حقوق الإنسان رها بحريني وفريقها، أنه بعد وقت قصير من عبور الطريق أو الخروج من سياراتهن. تلقين رسائل نصية لإبلاغهن بأنهن لا يرتدين الحجاب بشكل صحيح، بناءً على لقطات الكاميرا!
وقالت راها بحريني من منظمة العفو الدولية في مقابلة مع ARD Weltspiegel: “قامت السلطات بتوسيع نظام المراقبة لديها باستخدام تقنيات التعرف على الوجه. ويمكن أن تواجه النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب إجراءات قانونية”. إذ يتعين على العديد من النساء اللاتي يتلقين غرامة عبر الرسائل القصيرة تسليم سيارتهن لعدة أسابيع. وغالباً ما يتبع ذلك خطوات أخرى مثل حظر السفر وغرامات مالية!
ورشة تدريبية لشركة بوش في طهران
وبحسب القائمين على التحقيق، حصلت SWR على وثيقة. تنص على أنه في عام 2017، نُظمت دورة تدريبية حول “أمن بوش” وتقنية التعرف على الوجه في جامعة خاتمي في طهران. بمشاركة شريك توزيع إيراني. التدريب شمل موضوعات مثل “التعرف على الوجوه” و”اكتشاف الوجه” وتتبع الأشخاص. وأكدت شركة بوش توريد حوالي 8000 كاميرا أمنية لإيران بين عامي 2016 و2018، لكنها أوضحت أن كاميراتها لا تأتي مع برنامج التعرف على الوجه بشكل بيومتري. ومع ذلك، أشار بوش إلى أنه يمكن تقييم الصور أو مقاطع الفيديو التي تم التقاطها بواسطة الكاميرات الخاصة بهم باستخدام برنامج التعرف على الوجه، الموجود على المخدم!
وتوصل القائمون على التحقيق إلى أن برنامج تحليل الفيديو تم تصميمه من قبل شركة دنماركية متخصصة بالأمن Milestone Systems. وتم تسليمه إلى إيران من قبل وسطاء. بدورها أكدت الشركة الدنماركية أنها باعت لإيران حلول برمجية حتى عام عام 2019، بما ذلك برنامج تحليل الفيديو XProtect القادر على قراءة الوجوه. ويمكن دمج هذا البرنامج مع الكاميرات من مختلف الشركات المصنعة، بما في ذلك بوش!
لا يوجد انتهاك للعقوبات
من جهتها أكدت شركة بوش للقائمين على التحقيق، أنها لا تتحكم في استخدام الكاميرا. لأنها لم تزوّد العملاء الإيرانيين بشكل مباشر. وأنها أوقفت جميع العلاقات التجارية مع النظام الإيراني عام 2019 وتزعم أنها ملتزمة بلوائح التصدير. لكن رها بحريني من منظمة العفو الدولية تحمّل شركة بوش المسؤولية قائلة: “إن الشركات ملزمة بعدم استخدام تقنياتها التي تبيعها لارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان”!
وبحسب تاغساشاو الإخباري، لا تزال المرأة في إيران تتعرض للقمع والمراقبة، ربما بمساعدة التكنولوجيا الذكية!