Foto: Canva Pro
أغسطس 1, 2023

خمس المهاجرين أسسوا شركات ناشئة ومستقلون اقتصادياً!

لا يزال معدل مؤسسي الشركات الناشئة من الأشخاص ذوي الأصول المهاجرة مرتفعاً بشكل يثير الإعجاب، وهو أعلى بمرتين من مثيله بين السكان الأصليين في ألمانيا. على الرغم من العوائق العديدة، مثل الإجراءات الإدارية والبيروقراطية المعقدة، وصعوبات التمويل، والافتقار لشبكات لتسويق العمل أو المنتج، إلا أنها تحقق نجاحاً ملحوظاً!

فكرة مبتكرة لرجل أعمال من برلين

علي الحكيم، هو أحد مؤسسي الشركات الناشئة. وهو العضو المنتدب لشركة Boreal Light GmbH. طوّر الحكيم نظاماً يعمل بالطاقة الشمسية. ويوفر المياه النظيفة في إفريقيا وهذا النظام صديق للبيئة لأنه ينتج مياه الشرب من المياه المالحة. من خلال استخدام الرمل والكربون المنشط والأشعة فوق البنفسجية، ويتم من خلاله تطوير موارد المياه بشكل مستدام.

وبالفعل تم بناء هذه الأنظمة في العديد من البلدان، ويمنح أكثر من 6 ملايين شخص إمكانية الوصول إلى مياه الشرب النظيفة. ويفخر الحكيم بحسب موقع تاغسشاو الإخباري بهذا العمل. ونقل الموقع عنه أن شركته “من عام 2018 إلى اليوم، تمكنت من تركيب أكثر من 200 نظام في أكثر من 18 دولة. الأنظمة يتم تركيبها في إفريقيا مثل تنزانيا وكينيا. وفي المجموع سيستفيد ستة ملايين شخص من جميع الأنظمة”.

وبحسب تاغسشاو حصل الحكيم على جائزة “Vielfalt unternimmt” من برلين. تقديراً لإنجازاته المتميزة. تُمنح هذه الجائزة تقديراً للشركات التي أسسها أشخاص من أصول مهاجرة تقدم مساهمة كبيرة في المجتمع!

ثلاثة أضعاف الشركات الناشئة أسسها مهاجرون

يُظهر مؤشر على مستوى ألمانيا، أن حوالي واحد من كل 5 أشخاص من أصول مهاجرة قد أسس شركته الخاصة في السنوات الثلاث الماضية. وهي زيادة مذهلة بحسب موقع تاغسشاو مقارنة بعام 2020. ويشير معدل الشركات الناشئة أن المهاجرين أو ذوي الأصول المهاجرة يملكون 19.9% من الشركات الناشئة، وهذا هو أعلى من الأشخاص غير المهاجرين والذين تبلغ نسبتهم 5.9%.

ومع ذلك، فإن دخول المهاجرين إلى العمل الحر لا يتم دائماً بسلاسة. إذ يعاني الكثير من الصعوبات الأولية. ونقص في التواصل. ومن أجل إزالة هذه العقبات، أسست سيدة الأعمال غولسه فيلكه شبكة “2hearts” للتواصل مع المؤسسين المهاجرين. ونقل موقع تاغسشاو عن فيلكه قولها “يمكنني القول إن العديد من الأشخاص الذين لديهم خلفية مهاجرة غالباً ما لا يكون لديهم خيار آخر ليصبحوا ناجحين اقتصادياً وأن يكونوا مستقلين. لسوء الحظ نسمع انه في كثير من الأحيان في “2hearts” الخاصة بنا، أن العديد من الأشخاص يتفاجؤون بشكل سلبي عندما وصلوا إلى ألمانيا، لأن ذلك ليس بهذه السهولة”!

العقبات المالية والبيروقراطية

على الرغم من نجاحاتهم، يواجه رواد الأعمال المهاجرون تحديات مختلفة تجعل طريقهم صعباً. على سبيل المثال التمويل. إذ أفاد البعض بوجود سوء تفاهم ثقافي، يمكن أن يؤدي إلى رفض طلبات القروض، مثل علي الحكيم، الذي يحكي قصة لقاء مع أحد البنوك “لقد رفضنا أحد البنوك ذات مرّة لأننا عُرض علينا مشروباً رفضناه بأدب لأنه كان في شهر رمضان. ولم يكن مسموحاً لنا أن نأكل ولا نشرب. ووجد موظف البنك هذا غريباً”.

ومن العقبات أيضاً المؤهلات المهنية غير المعترف بها والحاجز اللغوي والعمليات البيروقراطية، وعلى الرغم من العقبات، فإن العديد من رواد الأعمال المهاجرين لم ييأسوا. تقول فيلكه “إن العامل الرئيسي في نجاحهم هو وجود نماذج يُحتذى بها تكون مصدر إلهام لهم مثل BioNTech مع Özlem Türeci و Ugur Sahin (الشركة التي أنتجت لقاح كورونا) إذ لها تأثير مجنون على العديد من الأشخاص من أصول مهاجرة، إذ يقولون بينهم وبين أنفسهم “إذا تمكنوا من ذلك فأننا سنفعل ذلك أيضاً”!

التقليد العائلي

من عوامل نجاح رواد الأعمال المهاجرين، التقاليد العائلية. فغالباً ما كان لآباء أو أجداد المؤسسين الأصغر سناً شركاتهم الخاصة. مثال على هذه العائلة المؤسسة الناجحة هي مدرسة Sevim لتعليم قيادة السيارات. إذ أسس بيرول سيفيم مدرسة لتعليم القيادة في حي فيدينغ في برلين عام 2009. وهو ينتمي لعائلة مستقلة اقتصادياً ونجحوا في ألمانيا منذ الجيل الأول من العائلة. يقول بيرول سيفيم: “جاء جدي إلى هنا كأحد العمال الضيوف، ومع مرور الوقت جاء والدي وعمي والعائلة بأكملها إلى هنا. ثم أصبحوا يعملون لحسابهم الخاص. في الزراعة، وفي أكشاك البيع، وكنت دائماً اعمل لحسابي الخاص”.

هناك العديد من قصص النجاح لرواد أعمال مهاجرين. هذه القصص دليل على أن التنوع الثقافي يمكن أن يكون عنصراً غنياً للاقتصاد الألماني. وأصبح طموحهم الريادي وابداعهم لا غنى عنهما. بالنسبة للمؤسسين الجدد في ألمانيا، فإن امتلاك شركة هو أيضاً طريقة جيدة للاندماج في المجتمع. في عالم معولم، يمكن أن يكونوا بمثابة بناة للجسور بين الثقافات والأنظمة الاقتصادية المختلفة!