Bild von Gerd Altmann auf Pixabay
يوليو 5, 2023

السيناريو الفرنسي ومدى احتمالية وقوعه في ألمانيا!

تشير الاضطرابات التي اندلعت في ضواحي فرنسا، لفشل الاندماج هناك على مدى عقود! وهذا ما أثبته مقتل مراهق من أصول مهاجرة برصاص الشرطة الفرنسية مؤخرًا. ورغم أن  دراسة حديثة حول الهجرة في فرنسا أظهرت تحسن الظروف المعيشية للجيل الثاني من المهاجرين! لكن الوقع يشير إلى أن العديد من هؤلاء يشعرون بالتمييز ضدهم، حتى أولئك الذين يحملون جوازات سفر فرنسية. ويتفق الباحثون على أنه على رغم الجهود العديدة لانجاح الاندماج، لم تتغير ظروف الماهجرين في فرنسا كثيرًا، من حيث العزلة الاجتماعية والتمييز في الضواحي.

في عقود ما بعد الحرب العالمية الثانية، شُيدت مجمعات سكنية في ضواحي باريس، لتكون مساكن ميسورة التكلفة. وعلى مدى عقود من الزمن، تحولت هذه التجمعات السكنية إلى نقاط اجتماعية ساخنة وتتميز باستقطابها المهاجرين من البلدان التي استعمرتها فرنسا سابقا. ووفقا لدراسة الهجرة التي أجراها معهد إنسي، يعيش أكثر من 30% من المهاجرين من أفريقيا في مثل هذه الأحياء المكتظة.

المهاجرون المحرومون في فرنسا

هناك حوالي7 ملايين مهاجر في فرنسا حتى العام 2021، وهو ما يمثل 10.3% من السكان، بالإضافة إلى الجيل الثاني من المهاجرين. ووفقا للدراسة، تعد فرنسا واحدة من الدول الأوروبية التي تضم أكبر نسبة من الأشخاص الذين لديهم والد واحد على الأقل مولود في الخارج. يعيش المهاجرون بشكل متزايد في المناطق الحضرية، وخاصة منطقة باريس الكبرى.

ووفقا لدراسة معهد Insee، فإن الجيل الأول من المهاجرين في فرنسا حروموا في سوق العمل والإسكان، وكانوا الأكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية، وتأثروا بالفقر. لكن الأمور تبدو أفضل بالنسبة للجيل الثاني، والذي تمكن من إيجاد موطئ قدم في المدارس وسوق العمل. ومع ذلك، لا تزال هناك مشاكل تواجه هؤلاء عند البحث عن مكان للعيش ووظيفة، ما يعزز شعورهم بالتمييز ضدهم.

أكثر من ربع السكان تقريبًا

هناك أيضا نقاط اجتماعية ساخنة في ألمانيا. ومع ذلك، ترى نائبة رئيس المجلس الألماني للخبراء الاقتصاديين حول الاندماج والهجرة، بيرجيت لينديكر، اختلافات كبيرة بين ألمانيا وفرنسا: “في ألمانيا، وبعد توظيف ما يسمى بالعمال الضيوف، لم يتم بناء مناطق سكنية كبيرة للعمال الأجانب”. لكن لينديكر لم تنكر وجود ظروف سكنية سيئة في ألمانيا، وبعض التجمعات المهمشة إن صح التعبير. مثال على ذلك “نوردشتات دورتموند”.

عام 2022، شكل الأشخاص ذوو الخلفية المهاجرة 28.7% من إجمالي السكان في ألمانيا، أي أكثر من ربع سكان البلاد. ومن بين 23.8 مليون شخص من أصول مهاجرة، هناك 12.2 مليون لديهم الجنسية الألمانية، و11.6 مليونا من الأجانب، معظمهم يعيشون في غرب البلاد.

فرص النهوض بالفقراء ليست جيدة

العلاقة بين الشباب من المناطق المحرومة اجتماعيا والشرطة محفوفة أيضا بالمشاكل في ألمانيا. ومع ذلك، فإن حالات العنف الجماعي والأضرار التي لحقت بالممتلكات نادرة ولم تصل إلى ما هو الوضع عليه في فرنسا، وغالبًا تكون على نطاق أصغر بكثير.

تشير الدراسات إلى أن الآفاق الوظيفية للأشخاص من الأسر الفقيرة في ألمانيا ليست جيدة. وهذا لا ينطبق فقط على الأشخاص ذوي الخلفية المهاجرة، لذلك من المهم جدا الاستثمار بتطوير المدارس والأنشطة الترفيهية للأطفال والشباب بالمناطق المحرومة، ليتمكن هؤلاء من مغادرة أحيائهم والحصول على تجارب مختلفة.

“لحسن الحظ ، ليس لدينا ظروف مثل فرنسا”، تلخص كلامها لينديكر، وتحذر في الوقت نفسه: “إذا لم نوفر بنية تحتية جيدة للأحياء التي تعاني من مشاكل، فقد نشهد ما حصل في فرنسا يومًا ما”. بعد كل شيء، هناك الآن وعي في ألمانيا بأن العنصرية مشكلة، وهناك عدة مشاريع وبرامج لمواجهتها. ومع ذلك، هناك حاجة للمزيد من التدريب على مكافحة العنصرية – على سبيل المثال في المدارس وكذلك في جهاز الشرطة.

المصدر