دعت وزارة الداخلية الألمانية إلى وضع “إطار قانوني واضح” لاستخدام الذكاء الاصطناعي. وقالت متحدثة باسم وزيرة الداخلية نانسي فيسر لصحيفة هاندلسبلات، من المهم تحديد التوازن بين الانفتاح على الابتكار و”معايير الذكاء الاصطناعي الجدير بالثقة”. وقالت الوزارة إن “هناك إمكانات كبيرة بشكل أساسي للمجتمع الرقمي عند استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي”. ويجب وضع قواعد لمسائل الحقوق الأساسية، وجوانب قانون حماية البيانات، ولكن أيضاً يجب تجنب الأخطاء والتمييز. فوفقاً للمتحدثة باسم وزارة الداخلية، إن إمكانية شرح نتائج الذكاء الاصطناعي، وإمكانية تتبعها تلعب دوراً في ذلك!
تحرك سريع
وطالبت زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ساسكيا إيسكن بحسب موقع تاغسشاو الإخباري، بضرورة وجود قواعد واضحة عند التعامل مع الذكاء الاصطناعي. ووجوب تطوير هذه القواعد على المستويين الوطني والأوروبي. مؤكدة على ضرورة إسراع السياسيين في ذلك. وحذرت من التباطؤ! فبحسب إيسكن: “إذا لم نعد نميّز بين ما هو حقيقي وما هو مزيف، فسنواجه مشكلة كبيرة”.
شروط استخدام الذكاء الاصطناعي!
كما دعا وزير الرقمنة فولكر فيسينغ (FDP) إلى تنظيم سريع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي. وقال فيسينغ في صحيفة بيلد أم سونتاغ: “إن ما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي الآن أمر مذهل”. فقد وصل إلى حياتنا اليومية، وسيغيّرها بشكل أساسي بحسب وصفه. ودعا فيسينغ الاتحاد الأوروبي إلى التصرف بسرعة لتنظيم الذكاء الاصطناعي بشكل معقول. إذ يجب التأكد من أن “هذه التكنولوجيا الجديدة لا يمكن استخدامها إلا إذا كانت تلتزم بالقيم الأوروبية مثل الديمقراطية والشفافية والحياد”!
التصويت على قواعد الاتحاد الأوروبي
ذكر موقع تاغسشاو الإخباري، أنه في بداية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وضعت دول الاتحاد الأوروبي قواعد عامة لاستخدام الذكاء الاصطناعي لأول مرة. وأعلن مجلس دول الاتحاد حينها أن القرار يهدف إلى ضمان أن أنظمة الذكاء الاصطناعي آمنة وتحترم الحقوق الأساسية. وقبل تطبيق القواعد الجديدة فعلياً، لا يزال يتعين على دول الاتحاد الاتفاق مع البرلمان الأوروبي، ويستند القانون إلى معايير عالمية. وكلما زادت المخاطر المحتملة للتطبيق، زادت المتطلبات. إذ سيتم فرض عقوبات شديدة على انتهاكات القواعد. وقد دعا مجلس الأخلاقيات الألماني مؤخراً إلى فرض قيود صارمة على استخدام الذكاء الاصطناعي. وقالت ألينا بويكس، رئيسة المجلس: “يجب أن يخدم استخدام الذكاء الاصطناعي تطور التنمية البشرية لا أن يقللها”!
الصين تريد “ذكاء اصطناعي بصفة اشتراكية”
وبحسب موقع تاغسشاو الإخباري، أعلنت هيئة تنظيم الإنترنت في الصين مؤخرًا، أنها ستدعم تطوير الذكاء الاصطناعي، لكنها اوضحت أن المحتوى الذي يقدمه الذكاء الاصطناعي يجب أن يتماشى مع القيم الاشتراكية الأساسية. ومطورو برامج الذكاء الاصطناعي هناك هم مسؤولون عن البيانات التي ترد عليه. ويجب أن يتوقعوا غرامات وتحقيقات جنائية إذا لم يمتثلوا للقوانين. الأمر الذي واجه انتقادات على نطاق واسع. إذ يرى وزير الخارجية النمساوي فلوريان تورسكي، المسؤول عن الرقمنة في النمسا، أن هذا يمثل خطراً هائلاً على الديمقراطية. وحذر السياسي المحافظ من أن “الذكاء الاصطناعي يجب ألا يتّبع أي أيديلوجية تفرضها الدولة. إذ سيؤدي ذلك إلى دخول أنظمة الذكاء الاصطناعي الصينية إلى السوق الأوروبية، والتي لها بصمات أيديولوجية للحزب الشيوعي الصيني”!