الكثير من القادمين الجدد وحتى المقيمين في ألمانيا يشاركون بالاحتفال مع الألمان في موسم الكرنفال، الذي يقام كل سنة يوم الاثنين قبل أربعاء الرماد. ولكن هل سألتم أنفسكم قبل عن سبب هذه الاحتفالات؟ وعن الطقوس التي يمارسونها أثناء الكرنفال! مثلاً لماذا يرتدون الالبسة التنكرية ويرمون السكريات والحلويات اللذيذة من عرباتهم للناس؟ والكثير من الأسئلة الأخرى، التي ممكن أن تخطر في اذهانكم. سنجيبكم في هذا المقال عن كل تلك التساؤلات.
انطلاق موسم الكرنفال
هناك العديد من التسميات التي أطلقت على الكرنفال، فبعضهم أسموه “بليلة الصيام” والبعض الآخر “بمهرجان التنكر”، والكثير من التسميات الأخرى. يُفتتح كل عام في 11 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني موسم كرنفال جديد في ألمانيا. تعد هذه الفعالية حدثًا مهمًا للعديد من الألمان لدرجة أنهم يطلقون على هذه الفترة اسم “الموسم الخامس”، والتي تستمر حتى الليلة التي تسبق الصيام. الكرنفال أو “Rosenmontag” كما يطلق عليه في اللهجة المحلية يصل إلى ذروته في شهر فبراير/ شباط، حيث يبدأ فيه كرنفال الشوارع. يقام كرنفال الشوارع في عدة مدن في ألمانيا، وأبرزها كولن وبون ودوسلدورف وماينز. كما لايعتبر هذا اليوم إجازة رسمية بالبلاد، ولكن تعطى كإجازة من قبل بعض أرباب العمل.
لماذا تقام الكرنفالات في المانيا؟
وبحسب مصادر عديدة، يقال إن الهدف من عروض الكرنفال لدى الألمان القدامى، هو طرد أرواح الشتاء الشريرة وإنهاء موسم البرد. والبعض الآخر يقول، إنهم يتمتعون بالأكل الدسم والأجواء الجميلة، قبل أن يبدأ الصيام. أما عن الالبسة التنكرية، فيرتدونها لإخافة الأرواح الشريرة وطردها، التي تهدد النمو والحصاد.
ماهي طقوس الكرنفال؟
ينطلق المشاركون في مواكب كبيرة وضخمة مخصصة للكرنفال ويسيرون لمسافات طويلة عبر المدينة تستمتر لعدة ساعات. يلقي المشاركون من العربات الحلوى والشوكولا وغيرها من الحلويات اللذيذة، للأشخاص الذين ينتظرونهم على جانبي الطريق، ويهتفون بصوت عالٍ “ألاف” أو “هيلاو”. كما يعتبر شرب البيرة من أهم تلك الطقوس لديهم، حيث يستهلكون ملايين اللترات.
عدة حقائق عن الكرنفال، لايعرفها حتى معظم الألمان
يبدأ الحدث بـ “خميس المرأة”، حيث تستحوذ النساء على السلطة المطلقة. تقوم النساء بقص ربطات عنق الزي الرسمي لدى الرجال، وذلك دلالةً رمزية لقوة المرأة.
ينطلق الكرنفال في العديد من المدن الألمانية في تمام الساعة 11:11، حيث يعطي العمدة مفتاح دار البلدية إما للنساء أو لقادة الكرنفال المحليين. والهدف من هذا، هو نقل السلطة رمزياً إلى الشعب لستة أيام متتالية. كما أن هناك عبرة من موعد انطلاق الكرنفال بالساعة 11:11، وتعني المساواة بين جميع الأشخاص. وبحسب مصادر أخرى، فإن 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، هو يوم دفع الأجور في العصور الوسطى، حيث ُدفعت أجور الخادمات والخدم مقابل عملهم في الحقول وكان لديهم احتفال كبير في ذلك اليوم.
أما بالنسبة لأندية الكرنفال، فتصل إلى ما يقرب 53 ألف في جميع أنحاء ألمانيا. يوجد في مدينة كولن وحدها أكثر من 450 ناديًا مخصصًا “لـلموسم الخامس”. كما حوالي 2.6 مليون شخص في ألمانيا هم أعضاء في جمعيات الكرنفال.
الحقيقة الثالثة تدور حول أطول موكب كرنفال في ألمانيا، والذي أقيم في دوسلدورف عام 2007. استمر الكرنفال 35 ساعة و 22 دقيقة! و شارك فيه أكثر من 2000 شخص و150 فنان. كما قدر استهلاك البيرة ب 4000 ليتر.
الحقيقة الرابعة: في كل عام خلال الكرنفال في ألمانيا، توزع حوالي 300 طن من الحلوى، والتي معظمها أنواع مختلفة من المصاصات أو حلوى الهلام. معظمها ثقيلة، لذلك يجب على المشاركين أن يكونوا حذرين عند رمي تلك الحلويات على الناس، لأنه وفقًا للقانون الألماني، لا يحق للشخص الذي تعرض لضربة بالحلويات الحصول على تعويض.
الحقيقة الخامسة من أكثر الأشياء الملفتة للانتباه في الكرنفال، وهي الملابس التنكرية. ووفقًا لاستطلاع ستاتيستا، فإن الأزياء الأكثر شعبية، هي ملابس القراصنة. المرتبة الثانية تحتلها أزياء الحيوانات، والثالثة أبطال القصص الخيالية. بالإضافة لأزياء مأخوذة من الأفلام أو الإعلانات، على سبيل المثال أزياء أبطال مسلسل “Game of Thrones” أو شعر مستعار لتصفيفات شعر السياسيين المشهورين.