كَثُرت التوقعات حول من سيخلف وزيرة الدفاع المستقيلة كريستين لامبرشت (SPD)، لكن المستشار الألماني أولاف شولتز خالف كل هذه التوقعات، وقطع الشك باليقين بتعيين وزير داخلية ولاية نيدرساكسن بوريس بيستوريوس (SPD) خلفاً للامبرشت.
المستشار متحمس لوزيره الجديد
وقال المستشار الألماني في بيان له خلال تقديم الوزير الجديد: “بوريس بيستوريوس ليس صديقاً وسياسياً جيداً فقط، بل لديه أيضاً خبرة كبيرة بالسياسة الأمنية”. وذكر موقع تاغسشاو الإخباري أن بيستوريوس كان عمل بالفعل بشكل علني ووثيق مع الجيش. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع النيدرساكسوني بالقوة والهدوء اللازمين للظروف الحالية التي تعيشها البلاد وخاصة بما يخص السياسة الدفاعية. وأضاف شولتز في بيانه بأنه مقتنع بأن الجيش الألماني (البوندسفير) سيتوافق جيداً مع بيستوريوس، وهو شخص “يمكنه العمل مع الجيش وسيحبه الجنود كثيراً”. وعبّر شولتز عن امتنانه الكبير لبيستوريوس لأنه قَبِل هذه المهمة.
شرف عظيم للغاية
من جهته وقبل تقديمه لشغل المنصب الجديد، قال بيستوريوس عن تعيينه كوزير للدفاع، بأنه “شرف عظيم للغاية” وأضاف: “أعرف مدى أهمية هذه المهمة”. وشكر بيستوريوس الوزيرة المستقيلة كريستين لامبرشت، وقال إنها وضعت الخطوات الأولى لإعادة التنظيم الضرورية في الجيش الألماني.
وبحسب موقع تاغسشاو الإخباري، شغل وزير الدفاع الجديد، منصب وزير الداخلية والرياضة في ولاية نيدرساكسن منذ عام 2013. ويتمتع بعلاقات جيدة في حزبه (SPD). وأن ولايته الثالثة كوزير للداخلية بدأت منذ بضعة أشهر. كما كان بيستوريوس قبل ذلك رئيساً لبلدية أوسنابروك بين عامي 2006 و2013. وعلى الرغم من تواجده الدائم في ولاية نيدرساكسن، إلا أنه شارك في السياسة الاتحادية لحزبه والحملات الانتخابية الاتحادية وفي مفاوضات تشكيل الحكومة.
واكتسب بيستوريوس سمعة جيدة باعتباره سياسياً متخصصاً وواسع الاطلاع بين وزراء الداخلية في الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات، وقد قيل مراراً بأن لديه طموحات لمنصب سياسي على المستوى الاتحادي. على سبيل المثال، كانت هناك شائعات حول استلامه حقيبة وزارة الداخلية الاتحادية بدل زميلته في الحزب نانسي فيسر.
مباركات من الائتلاف الحاكم
بدورهم هنأ سياسيون من الائتلاف الحاكم في ألمانيا بيستوريوس على مهمته الجديدة. وكتب وزير المالية كريستيان ليندنر على تويتر: “هناك مهمة كبيرة تنتظرنا، خاصة مع تنفيذ الصندوق الخاص”. ورحب وزير العمل الاتحادي هوبرتوس هايل بتعيين زميله في الحزب بيستوريوس، ووصف اختياره بأنه “خيار ممتاز”، وأضاف: “إنه ذكي وذو خبرة، وحازم”. من جهتها قالت إيفا هوغل التي كانت على قائمة التوقعات كخليفة للامبرشت المستقيلة، وتشغل منصب مفوضة البوندستاغ للقوات المسلحة حالياً: “لقد حصل الجيش على قائد ملتزم وقوي وسياسي متحمس”. وأضافت هوغل لصحيفة (راينيش بوست): “يمكن للجيش الاعتماد عليه، فهو قريب جداً من قلب بيستوريوس”.
الخارجية تُرحب
من جهتها أعلنت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك أنها تنوي مواصلة العمل عن كثب مع وزارة الدفاع. وقالت: “اعتمد على حقيقة أننا سوف نستمر بعمل ما فعلناه معاً في الماضي بروح الثقة بين وزارة الدفاع والخارجية في هذه الأوقات الصعبة”. رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي لارس كلينغبيل، وهو أيضاً أحد الأشخاص الذين أشارت إليهم التوقعات لتولي حقيبة الدفاع، رحب أيضَا بتعيين بيستوريوس في المنصب. وقال كلينغبيل إنه متأكد أن بورس بيستوريوس سيجد الطريقة الصحيحة والاحترام الضروري لجنود الجيش الألماني. وأضاف: “سوف يعمل بشكل جيد مع الجيش”.
انتقادات من الاتحاد والبديل!
تعيين بيستوريوس لم يَرُق لنائب رئيس كتلة الاتحاد المسيحي المعارض. وقال يوهان فادفول: “مرة أخرى، لم يتم الاعتماد على الخبرة والتجربة في الجيش الألماني”. ووصف اختيار شولتز بأنه “مفاجأة لم تكن جيدة”. وأضاف: “تقدم الجيش إلى الأمام لا يتطلب المال فحسب، بل يتطلب الخبرة أيضاً”.
أما زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي ماركوس سودر قال: “من الواضح أنه (ويعني بيستوريوس) ليس الخيار الأول”. وأوضح رئيس وزراء بافاريا أنه بوجود المفوضة العسكرية هوغل، كان من الممكن الاعتماد عليها كونها تمتلك خبرة في الجيش. وعلّق سودر بأنه من الواضح أيضاً أن المساواة بين الجنسين انعدمت لدى الحكومة الاتحادية.
فيما يعتقد زعيم كتلة اليسار ديتمار بارتش أن وزير الدفاع الجديد يواجه “مهمة شاقة”. وأضاف: “سيكون من المهم أن يغير بشكل جذري نظام المشتريات لدى الجيش الألماني”. في حين لم ترى زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا AfD أليس فايدل، تعيين بيستوريوس “كتجديد بعد فترة كريستين لامبرشت الكارثية” حسب وصفها. ونعتت اختيار شولتز للوزير الجديد بأنه “عمل بائس”!