تَزخر مدينةُ فرانكفورت بالعَديدِ من المتاحفِ العَريقةِ والتَّاريخيَّة، والَّتي يعُودُ تَأسيس بعضها إلى بداياتِ القرنِ التَّاسعِ عشر الميلاديّ، حيث تحتوي المدينةُ المُطلَّةُ على نهرِ الماين على ثمانية وثلاثين متحفاً يتنوَّعون بين متاحف فنّيَّة، وثقافيَّة، وعلميَّة، وتَّاريخيَّة، وغيرها من المتاحف الأخرى. في المقال التَّالي سوف استغرض لكم ثلاثة من أشهرِ وأكثرِ هذهِ المتاحفِ شعبيّةً في المدينة.
متحفُ شتيدل (Städel Museum)
يُعتبر هذا المتحف أقدم وأشهر مُؤسَّسة مُتحف في ألمانيا، حيث تمَّ تأسيسهُ في عام 1815م كمُؤسَّسةٍ مدنيَّةٍ من قبل المصرفيّ ورجُل الأعمالِ يوهان فريدريش شتيدل. يضمُّ هذا المتحف حوالي ثلاثةِ آلاف ومئةِ لوحةٍ، وسِتّمائة وسِتُّون منحُوتةٍ، وأكثر من خمسةِ آلافِ صورةٍ، تُوثّق جميعُها تاريخ الفنّ الأُورُوبّيّ مُنذُ أوائلِ القرنِ الرَّابِعِ عشر مروراً بعصرِ النَّهضةِ، والباروك، والحداثة الكلاسيكيَّة وصولاً حتَّى الوقت الحاضر. تعود هذه الأعمال إلى مجموعةٍ كبيرةٍ بارزةٍ من الفنَّانين الأُورُوبّيين مثل بابلو بيكاسو، وفرانسيس بيكون، ويوهانس فيرمير صاحب اللَّوحة المشهُورة (الفتاة ذات الأقراط اللُّؤلئيَّة) والعديد من الفنَّانين الآخرين الَّذين تميَّزت أعمالهم بِالإِبداعِ والإِتقانِ.
متحفُ سينكنبرع لِلعلُومِ الطَّبيعيَّة (Senckenberg Naturmuseum)
على مساحةِ ستَّة آلافِ مترٍ مُربَّع يستقرُّ متحف سينكنبرغ في مدينة فرانكفورت، وهو واحدٌ من أكبرِ متاحفِ التَّاريخِ الطَّبيعيّ في أُورُوبَّا، حيثُ يَضمُّ المتحفُ مجموعةً ضخمةً من الهياكلِ العظميَّة، وبقايا آثَار الدّيناصورات، والحيوانات المُنقرضةُ، والعديد من أنواعِ الثديات والطُّيور المُحنَّطة، ويُقدّم المتحفُ لزوَّاره من خلال القطع المعرُوضة في داخله، والَّتي يُقدَّرُ عددُها بحوالي عشرة آلاف قطعة، نظرة شاملة حول تطوُّر كوكب الأرض والكائنات الحيَّة على مدى ملايين السّنين. الجديرُ بالذّكرِ أنَّ ميزة التَّجوُّل الافتراضيّ، والتي يقدمها موقع غوغل، تُتيحُ للمُهتمّين بالتَّاريخ الطَّبيعيّ جولةً افتراضيّةً داخل بعض القاعات والأروقة.
متحفُ فرانكفورت التَّاريخيّ (Historisches Museum Frankfurt)
على مقربةٍ من المنزل السَّابق للأديب الألمانيّ الشَّهير يوهان فولفغانغ فون غوته يقع متحفُ فرانكفورت التَّاريخيّ العريق، حيثُ يتخصَّصُ هذا المتحف في عرضِ التُّراثِ الأثريّ لِلمدينةِ. يُضمَّ المتحفُ مجموعةً ضخمةً من المقتنيات الأثريَّة، والَّتي تتوزَّعُ على عدَّة أقسامٍ، مثل قسم الصور الفوتوغرافيًّة، وقسم الأزياء التقليديَّة، وقسم اللَّوحات المرسومة، وغيرها من الأقسامِ الأخرى، والَّتي يصلُ عددها إلى خمسة عشر قسماً. كما يحتوي المتحف على مكتبة ضخمة تضمُّ حوالي خمسين ألف كتاب ومخطوطة مُخصَّصين للأعمال الأكاديميَّة المتعلّقة بالمتحف.
لا ينتهي الحديث عن متاحف مدينة فرانكفورت المتنوّعة والساحرة، إلاّ أنَّ المتعة الحقيقة تكمنُ بزيارةِ المرء لتلك المتاحف وقضاء بعض الوقت فيها متنقّلاً بين أروقتها، لأنَّ القارئ قد يعجز عن تكوينِ صورةٍ فعليَّةٍ في عقلهِ لهذا التراث التاريخيّ العظيم ما لم يشاهده بِأُمّ عينه.