في وسط مدينة فرانكفورت يقع أحد فروع حلويات القاطرجي الشرقية أو المعروفة باسم „Pâtisserie de l’Arabie“. لدى دخولك المتجر، تستقبلك رائحة مغرية من السمن والفستق الفاخر. وراء المنضدة، يعمل فريقٌ يضع الحبَّ والاهتمام في أدق التفاصيل، محافظًا على إرثٍ عائليٍّ يمتدُّ لأجيال. تحدثت مع الابن الأكبر للعائلة عباس القاطرجي، وهو أحد المؤسسين لهذا المشروع، لمعرفة المزيد عن هذا النجاح.
كيف بدأ كل شيء؟
قبل حوالي 45 عامًا، قدم والد العائلة من سوريا إلى ألمانيا وتزوج بامرأة ألمانية وأسس معها عائلة. ثم قرر قبل 15 عامًا، هو وأبناؤه الثلاثة، افتتاح محل حلويات، فولدت „Pâtisserie de l‘Arabie“.
التحديات على طريق النجاح
“المشروع لا ينجح بين ليلة وضحاها”، هذا ما عبَّر عنه السيد عباس. فقد شكلت المتطلبات البيروقراطية، والشهادات، والتراخيص في البداية تحديًا كبيرًا. لكن بالصبر والعمل الجاد، تمكنت العائلة من بناء مشروعها خطوة بخطوة.
كيف تفاعل الزبائن الألمان مع الحلويات العربية؟
لم تعد الحلويات العربية في ألمانيا سرًا خفيًا، خاصة البقلاوة، التي توجد منها أصناف كثيرة وتحظى بشعبية كبيرة. لكن الصنف السوري الذي تقدمه حلويات القاطرجي يتميز بمذاق خاص. “حلوياتنا ليست لاذعة الحلاوة مثل الأنواع التركية، وهذا بالضبط ما يعجب الألمان”. بحسب ما أوضح الابن عباس.
الطعام قطعة من الوطن
مع مجيء آلاف من اللاجئين السوريين إلى ألمانيا في عام 2015، أته معهم الشوق للحلويات العربية التقليدية. وهذا ما لاحظته „Pâtisserie de l’Arabie“ في فرانكفورت. فالزبائن العرب يخوضون الأحاديث مع البائعين، ويصفون كيف تذكرهم الحلويات هنا بحلويات مدنهم، سواء كانت حلب، حماة، أو دمشق. الحلويات تربطهم بذكريات وأطعمة من الوطن، ما انعكس إيجابًا على المردود المادي لسلسلة متاجر عائلة القاطرجي.
كيف يبدو المستقبل؟
الآن، يقود الجيل الثاني من الأبناء الذين نشأوا مع „Pâtisserie de l’Arabie“ منذ الصغر. وهناك خطط واضحة للمستقبل أيضًا: “بالطبع، سأورث المشروع لأبنائي لاحقًا”، قال الابن الأكبر.
مهنة الأحلام منذ الصغر
“كنت دائمًا أريد أن أصبح خبازًا، وفي النهاية تحقق ذلك، فالحلويات مخبوزات أيضًا!”، يقول مبتسمًا. منذ أن كان طفلًا صغيرًا، حلم الابن بأن يصبح خبازًا، شغف تحقق بشكل مثالي في مشروع العائلة. واليوم، يقف في مصنع الحلويات ويبدع بصنع الحلويات العربية.
حلويات القاطرجي أو ما يعرف باسم „Pâtisserie de l’Arabie“ ليست مجرد مشروع تجاري، بل هي رمز للاندماج والثقافة وطعم الوطن.
- إعداد وتقرير: جنى صلاح