“حق اللجوء ليس مطروحاً للنقاش بالنسبة للحزب الاشتراكي الديمقراطي” هذا رد وزيرة الداخلية نانسي فيسر، على اقتراح تقدم به رئيس المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) هانز-إيكهارد سومر. دعا سومر فيه إلى تبني نظام مختلف جذرياً لاستقبال اللاجئين في أوروبا.
سومر: استقبال إنساني بدلاً من حق اللجوء
اقترح سومر أنه من الأفضل استبدال النظام الحالي في التعامل مع طلبات اللجوء ببرنامج استقبال إنساني “على نطاق واسع”. ما يعني التخلي عن أي حق في اللجوء أو الحماية الأخرى. غير أن فيسر رفضت الفكرة، معتبرة أن برامج الاستقبال الإنساني وحدها “ليست فعّالة” لأنها لا تؤدي إلى وقف مجيء المهاجرين واللاجئين الفارين من الحروب، مضيفةً أنه “لم يُتبع هذا النهج في أي دولة أخرى”.
رئيس (BAMF) يريد استقبال عدد ثابت من اللاجئين
وفقاً لمقترح سومر، سيُحدد عدد الأشخاص الذين تستقبلهم دول الاتحاد الأوروبي سنوياً، مع تحديد الدول التي سيتم قبول المهاجرين منها. لكن فيسر ردّت على هذا المقترح بقولها إن المهربين لن يتوقفوا عن جلب الأشخاص إلى أوروبا لمجرد وجود قيود عددية. كما رأى سومر أن القدرة الاستيعابية لسوق العمل يجب أن تلعب دوراً في تحديد الأعداد، وضرب مثالاً على ذلك كندا. ووفقاً لخطة ومقترح سومر، فإن أي شخص يدخل ألمانيا بطرق غير قانونية لن يكون لديه أي فرصة للحصول على حق البقاء فيها. كما اعتبر أن نقل إجراءات اللجوء إلى دول ثالثة، وهو ما طرحه بعض السياسيين “ليس خياراً واقعياً للحد من الهجرة”.
فيسر تؤكد مطالب SPD في المفاوضات
شغل سومر سابقاً منصب مدير مكتب رئيس وزراء بافاريا السابق إدموند شتويبر. وعُيّن رئيساً للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين عام 2018 من قبل وزير الداخلية آنذاك هورست زيهوفر(CSU). وخلال المفاوضات الجارية حالياً لتشكيل حكومة في ألمانيا، بعد الانتخابات المبكرة، التي جرت في شباط/ فبراير من هذا العام، تضغط أحزاب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/ الاجتماعي المسيحي من أجل السماح برفض طالبي اللجوء عند الحدود الألمانية للحد من الهجرة غير الشرعية. بينما تريد الأحزاب المحافظة إبلاغ الدول المجاورة الأوروبية فقط بهذه القرارات بغض النظر عن موقفها، يصر الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD على ضرورة موافقة هذه الدول قبل إعادة المرفوضين. وأكدت فيسر مجدداً موقف حزبها SPD، مشيرة إلى بيانات من حكومة شولتس، تفيد بانخفاض عدد طالبي اللجوء بنسبة 50% خلال العامين الماضبين، وزيادة عمليات الترحيل بنسبة 55%.
سومر يدعو للتخلي عن “أنماط التفكير القديمة”
وفي معرض ردّه على سؤال حول إمكانية تنفيذ مقترحه، قال سومر: “السياسة قادرة على فعل الكثير في حال توفرت الإرادة”. وأضاف أن موازين القوى في أوروبا تغيّرت مؤخراً، داعياً إلى “التخلص من أنماط التفكير القديمة”. وحذّر سومر من أن صعود الأحزاب الشعبوية واليمينية المتطرفة في أوروبا سيؤدي إلى انهيار دولة القانون الديمقراطية بسبب هذه القضية.
سومر يوضّح أنها “وجهة نظر شخصية”!
شدد سومر على أن مداخلته لا تعبر عن موقفه كرئيس للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، وإنما تعكس “وجهة نظره الشخصية”. وقال : “طالما أننا نؤمن بالقيم الأوروبية، فإننا ملزمون بمساعدة المحتاجين بالوسائل المُتاحة لنا”. ورغم تأكيده على ذلك، قوبلت تصريحاته بانتقادات من الحزب الاشتراكي الديمقراطي. إذ قال النائب في البرلمان الألماني رالف شتينغر لصحيفة هاندلسبلات: “مثل هذه التصريحات على العلن من رئيس هيئة رسمية تتعارض مع مسؤوليته”. فيما دعت عضو حزب اليسار، كلارا بينغر، إلى استقالة هانز-إيكهارد سومر من منصبه فورًا!