العنصرية هي جزء من الحياة اليومية لكثير من الأشخاص في ألمانيا. حيث يرصد تقرير جديد صادر عن المرصد الوطني للتمييز والعنصرية (NaDiRa) ارتفاع معدل العنصرية في ألمانيا. يتوافق نشر التقرير مع اليوم العالمي لمكافحة العنصرية في 21 مارس. وفقاً للدراسة يتعرض أكثر من 60% من النساء المسلمات والسمراوات لأشكال مخفية متزايدة من التمييز. ولا يحدث ذلك بشكل عشوائي ولكن بسبب دوافع عنصرية. فإن واحدة من كل اثنتين ممن لهن انتماء عرقي معين تتعرض للتمييز مرة واحدة على الأقل شهرياً! يحمل التقرير عنوان “أنماط مخفية وعواقب مرئية– العنصرية والتمييز في ألمانيا”.
الأقليات العرقية والدينية والمطالبة بالمساواة
يتناول التقرير كيف تطورت المواقف العنصرية في المجتمع الألماني والتجارب السيئة التي يعيشها الأشخاص بسبب التمييز. جمع المرصد المعلومات بين عامي 2022 و 2024 حول المواقف العنصرية وتجارب التمييز والضغوط النفسية والثقة في المجتمع والمؤسسات. وخلال تلك الفترة أجري استطلاعان للرأي شارك فيهما 29 ألف و500 شخص مع أو بدون خلفية مهاجرة. وفقاً للتقرير فإن ما يقرب من نصف الأشخاص الذين ينتمون لأقليات عرقية أو دينية يتعرضون للتمييز العنصري بشكل منتظم في ألمانيا. ويعتقد 23% من الألمان أن الأقليات العرقية والدينية تطالب كثيراً بالمساواة في الحقوق. كما يرى 22% من الألمان المشاركين في الدراسة أن هذه الأقليات استفادت اقتصادياً في السنوات الأخيرة أكثر مما تستحق!
النساء المسلمات يتعرضن للعنصرية
يظهر التقرير ارتفاع نسبة النساء المسلمات اللاتي يتعرضن للتمييز مرة واحدة على الأقل شهرياً بنسبة 61%. كذلك تعرض الأشخاص أصحاب البشرة السمراء للعنصرية مرة واحدة على الأقل شهرياً. وتصل نسبة النساء إلى 63% أما الرجال فتصل إلى 62%. وتشمل تجارب العنصرية الخفية في كثير من الأحيان السلوك غير الودود والتحديق في الأشخاص وعدم أخدهم على محمل الجد. كذلك اظهار الخوف منه عند الالتقاء به. لا تعتبر هذه التجارب شكلاً من أشكال التمييز إلا إذا ذكر الشخص المتضرر سبباً للتمييز مثل لون البشرة أو الدين أو الاسم أو عدم اعتباره ألمانياً. لون البشرة هو السبب الأكثر شيوعاً للتمييز ضد السود بنسبة 84% وبالنسبة للآسيويين بنسبة تصل إلى 52%. ويتشارك المسلمون والآسيويين معاً نسبة 55% من حيث النظرة إليهم على أنهم “ليسوا ألمان” ويتعرضون للتمييز. ويشير المسلمون في المقام الأول إلى تعرضهم للعنصرية بسبب دينهم وذلك بنسبة 51%.
نصائح للتعامل مع العنصرية
يقدم الخبير جورج تشودينسكي من الجمعية الإقليمية في هامبورغ لاتحاد مناهضي الفاشية بعض النصائح لمواجهة العنصرية. يؤكد أن الخطوة الأولى هي التغلب على لحظة الصدمة عند التعرض لموقف عنصري. إذ يجب على الشخص أن يسأل نفسه إن كان يمتلك الشجاعة للتدخل في الموقف، وما إذا كان قادراً على التعامل معه بمفرده أو يحتاج إلى دعم من الآخرين.
عند مشاهدة تصرف عنصري، ينبغي تحديد الهدف من التدخل، سواء كان لدعم الضحية أو توعية الشخص الذي قام بالفعل العنصري. في حال فتح حوار، يمكن طرح أسئلة مثل: “تخيل أنك في هذا الموقف”. كما يشير تشودينسكي إلى أن الإهانات، مثل “أنت نازي”، ليست مفيدة، لكن يمكن التعبير عن المشاعر بوضوح بقول: “ما قلته يؤلمني”.
