Foto: Eman Helal
فبراير 19, 2025

خمس سنوات على هجوم هاناو العنصري.. أسئلة دون إجابات!

تمر خمس سنوات على فاجعة هجوم هاناو العنصري الذي وقع في 19 فبراير/ شباط 2020، وراح ضحيته تسعة أشخاص من خلفية مهاجرة ومعظمهم مسلمين. وما تزال عائلات الضحايا تبحث عن إجابة للأسئلة المفتوحة. يقول أرمين كورتوفيش والد الضحية حمزة إنه لا توجد رغبة سياسية في توضيح ما حدث. ولكنه ما يزال يريد توضيح الأخطاء ومحاسبة المسؤولين عنها.

عندما بدأ المهاجم إطلاق النار في موقع الجريمة الثاني أرينا بار لم يستطع أحد الهروب من باب الطوارئ لأنه كان مغلقاً من الخارج. كذلك رقم الطوارئ الخاص بالشرطة لم يجب، فلم يستطع أحد الضحايا الذي لاحق الجاني بسيارته قبل وصوله لموقع الجريمة الثانيأن يبلغ الشرطة. توقف الجاني وأطلق عليه الرصاص وتركه قتيلا داخل سيارته.

حمزة ذو العيون الزرقاء

كان حمزة كورتوفيتش يبلغ من العمر 22 عاماً عندما قُتل. حيث أصيب بالرصاص في الرأس والصدر داخل مقهى الشيشة أرينا بار. يقول والده لم نعرف مكان جثته لمدة ثمانية أيام حيث كانت في حوزة الشرطة ولم يسمحوا لنا رؤيته. حتى جاء قرار الإفراج عن الجثة مع الإعلان عن اسم متعهد الجنازات الذي سيستلم الجثمان. لم يسمح لأي من أفراد الأسرة استلام الجثة”. وصفته الشرطة بأنه شرقي جنوبي. يقول والده ابني ألماني بشرته بيضاء وعيونه زرقاء. لقد أعطوه تلك الأوصاف بسبب اسمه لكن لم ينظروا إليه حتى، لأنهم لم يكونوا مهتمين. لو كان اسم ابني Hans لكاوا تعاملوا معنا بشكل مختلف.   

قتل أولادنا عنصري ثم أرسلوا لنا أفراد شرطه عنصريين 

يقول والد حمزة قُتل أولادنا على يد عنصري ثم أتى أفراد شرطة عنصريون لموقع الجريمة. في يونيو/حزيران 2021 كُشِف عن فضيحة جديدة في الشرطة. فقد حُلّت فرقة القوات الخاصة في فرانكفورت (SEK) بعد الكشف عن مجموعة دردشة يمينية متطرفة. وبعد فترة وجيزة، كُشِف عن أن 13 من أصل 19 ضابطًا يشتبه في تورطهم في التطرف اليميني كانوا في الخدمة ليلة الهجوم في هاناو. وظل السؤال بلا إجابة: لماذا داهمت فرقة القوات الخاصة شقة المهاجم بعد خمس ساعات من تحديد هويته؟

الجاني مريض عقلي وامتلك ثلاثة مسدسا

جاء تشخيص الجاني توبياس راثجين البالغ من العمر 43 عاماً بإصابته بأوهام جنون العظمة في عام 2002. وذكر من قبل أن أصواتاً في رأسه كانت تراوده منذ ولادته وتتبعه عملاء سريون. بالرغم من ذلك فقد كان يمتلك ثلاثة مسدسات بشكل قانوني وقت الهجوم ، كما تمكن من استعارة مسدس آخر من تاجر أسلحة. وقد نشر قبل الهجوم على موقعه الإلكتروني بياناً عبر فيه عن كراهيته الشديدة للمهاجرين وكان يعتقد أنه يجب القضاء على بعض الأعراق و تدمير الأجانب الذين لا يمكن ترحيلهم من ألمانيا.

مخرج الطوارئ مُغلق

قدمت عائلة كورتوفيش شكوى جنائية بخصوص باب الطوارئ المغلق. يقول والده لا توجد رغبة سياسية لتوضيح حقيقة ما حدث ليلة الهجوم. مكتب المدعي العام لم يوجه أي اتهامات. ودحض كل شيء. وكل من شارك في إخفاء الحقيقة متواطئ. لم تقم الشرطة بعمل تحقيق مفصل عن مسرح الجريمة لأن الجاني كان معروفاً لدى الشرطة وميتاً. لم تعاين الشرطة مسرح الجريمة بشكل دقيق.

فبعد الهجوم أشار الناجون والمترددون على أرينا بار إلى أنه لم يكن من الممكن الهروب من الجاني عبر مخرج الطوارئ لأنه مُغلق منذ سنوات والجميع يعرف ذلك. ويشير التقرير الأول للشرطة عن مسرح الجريمة بعد الهجوم أيضاً إلى أن الباب كان مُغلقاً وقت الهجوم. ومع ذلك لم يكن مخرج الطوارئ المُغلق موضع نقاش في الإعلام إلا في نهاية عام 2020. كما لم يفتح مكتب المدعي  العام في هاناو التحقيق في ذلك إلا بعد مرور أكثر من نصف عام على الهجوم. وذلك فقط رداً على شكوى جنائية تقدم بها أقرباء الضحايا.

 أوقفت السلطات التحقيق في أغسطس 2021 وكان السبب المذكور أنه لم يكن من الممكن توضيح أسباب إغلاق مخرج الطوارئ في ليلة وقوع الهجوم بدرجة كافية من اليقين. ولا يمكن الافتراض أن الشخصين اللذين قُتلا في أرينا بار سعيد نصار هاشمي و حمزة كورتوفيتشكانا قادرين على الفرار عبر مخرج طوارئ مفتوح. ولم يدان أي مسؤول بالتقصير.

رقم الطوارئ لم يكن يعمل وقت الحادث

يقول والد حمزة إنه منذ عام 2002 كان من المعروف أن رقم خدمة الطوارئ لا يعمل في هاناو. وفي عام 2015 وقع قائد الشرطة السابق على إصلاحه. لكن لم يحدث ذلك بسبب التكاليف، لأن بناء مقر الشرطة الجديد استغرق سنوات. واليوم نعلم من خلال لجنة التحقيق أن الجميع كان على علم بذلك. ثم تسأل نفسك أين نعيش هنا!” ويضيف كورتوفيتش يأتي السياسيون إلى هاناو في الذكرى السنوية ويلتقطون الصور معنا ثم يرحلون. إنهم يستغلون الحدث لكن بصراحة تامة لم أر أياً منهم يبذل مجهوداً حقيقياً. هذا محزن للغاية. لا أعتقد أنه من المقبول أن أتلقى دعوة من رئيس البلدية لزيارة قبر ابني.

العائلة تجمع المال من أجل دعوة قضائية أمام المحكمة الأوروبية

قررت عائلة حمزة رفع دعوة قضائية أمام محكمة العدل الأوروبية للحصول على العدالة. حيث يقول والده يعتقد بعض السياسيون أنني تعبت وسأتوقف، لكننا مدينون لحمزة. ويضيف أن هذا الهجوم العنصري كان يجب ألا يحدث وللأسف يمكن أن يتكرر مجدداً إذا لم تكن هناك عواقب. والد حمزة البالغ من العمر خمسون عاماً مريض وأصيب بثلاث جلطات، لكنه أخبر زوجته وأولاده أنه إذا سقط ميتاً فعليهم أن يواصلوا العمل.

لقد أطلقوا حملة على الانترنت لجمع المال من أجل تكاليف رفع الدعوى القضائية. يقول والده يتألف التقرير النهائي لهجوم هاناو من 400 صفحة. هناك 80 صفحة تتحدث عن مخرج الطوارئ. وقد صدر التقرير من أعلى هيئة سياسية في هيسن وبطريقة ما ينبغي علينا جميعاً تقبله والالتزام بما يقوله. ويضيف كان باب الطوارئ مغلقاً منذ سنوات والمدينة تعرف ذلك ولم يفعلوا شيئاً حيال ذلك لأنهم لم يكونوا مهتمين. إما أن تعيش في دولة دستورية ونكون جميعاً متساوين أمام القانون، أو لا نكون كذلك.

فريدريش ميرتس يصف أبناء المهاجرين ب “Paschas”

وصف فريدريش ميرتس المرشح لمنصب المستشار الاتحادي أبناء المهاجرين  بـ“Paschas” خلال لقاء تلفزيوني في يناير 2023. يقول أرمين كورتوفيتش ميرتس ينعت أبنائي بـ “Paschas” ويعتبرهم غير مندمجين في المجتمع. لقد ولدت هنا أنا وأولادي وذهبنا إلى المدرسة هنا. فلماذا يدعونا بـ“Paschas”. تعرض ميرتس إلى انتقادات عديدة بسبب تصريحاته، حيث اعتبرتها سابين بانغرت النائبة السابقة في مجلس النواب في برلين بأنها مثيرة للاشمئزاز. بينما علق الخبير الاقتصادي مارسيل فراتزشر بأنها تصريحات شعبوية.

Amal, Frankfurt!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.