Foto: epd-bild/Christian Ditsch
فبراير 7, 2025

السياسية المثيرة للجدل سارة فاغنكنخت وطريقها نحو المستشارية!

لطالما كانت السياسية المثيرة للجدل سارة فاغنكنخت شخصية بارزة في المشهد السياسي الألماني. حيث اشتهرت بمواقفها الجريئة التي تجمع بين السياسات الاقتصادية اليسارية والتوجهات المحافظة في القضايا الثقافية والاجتماعية. فبعد سنوات من قيادتها داخل حزب اليسار انفصلت عنه لتؤسس حزبها الجديد (BSW) الذي سرعان ما أصبح قوة سياسية صاعدة.

نشأتها ومسيرتها الأكاديمية

وُلدت سارة فاغنكنخت بتاريخ 16 يوليو 1969 في يينا، ألمانيا الشرقية، لأب إيراني وأم ألمانية. درست الفلسفة والأدب الألماني في جامعة هومبولت برلين، قبل أن تحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد. بدأت مسيرتها السياسية في أواخر الثمانينيات. وسرعان ما صعدت إلى الواجهة داخل حزب اليسار، حيث تميزت بمواقفها المستقلة التي تباينت أحياناً مع سياسات الحزب التقليدية.

تأسيس حزب جديد بعد انشقاقها عن اليسار

في يناير 2024، أعلنت فاغنكنخت تأسيس حزبها الجديد “تحالف العقل والعدالة (BSW)”. ليكون بديلاً عن حزب اليسار الذي انشقت عنه بسبب الخلافات حول قضايا الهجرة، والسياسات الاقتصادية، والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي.

يتبنى الحزب نهجاً يجمع بين العدالة الاجتماعية والمواقف المحافظة ثقافياً. وهو ما جعله يحظى بدعم الناخبين المعارضين للسياسات التقليدية للأحزاب الحاكمة. وعلى الرغم من أن الحزب ما يزال في بداياته، إلا أنه تمكن من تحقيق نجاح ملحوظ في الانتخابات الأوروبية 2024، حيث حصل على 6% من الأصوات، ما يعكس تنامي شعبيته في الشارع الألماني.

موقفها تجاه الهجرة واللجوء

في تصريح لافت، دعت فاغنكنخت إلى إجراء استفتاء شعبي حول سياسة الهجرة، مؤكدة أن ذلك سيساهم في تحديد الاتجاه الأساسي للحكومة في هذا الملف الحساس. وقالت: لكي نطبق سياسة هجرة تحظى بدعم الأغلبية، نحتاج إلى استفتاء يمنح الحكومة الفيدرالية التوجيه اللازم.”

وأكدت أن أعداد المهاجرين يجب أن تنخفض بشكل كبير. لأنها تعتقد أن تقليص أعداد المهاجرين قد يضعف شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)، الذي يستفيد من تصاعد الغضب الشعبي تجاه سياسات الهجرة الحالية.

وكانت قد ألقت باللوم على المستشارة السابقة أنجيلا ميركل عندما حصلت الهجمات الإرهابية التي وقعت في برلين عام 2016، معتبرة أن سياسات الحدود المفتوحة ساهمت في خلق بيئة غير آمنة. ومؤخراً حذرت من موجة لجوء جديدة من سوريا، حيث ترى أن سوريا تتجه إلى أن تصبح “جمهورية إسلامية جديدة”، ما قد يؤدي إلى تهديد الأقليات مثل العلويين، والمسيحيين، والأكراد، والأرمن.

مواقفها المثيرة للجدل في قضايا أخرى

وتنتقد فاغنكنخت أيضاً الحركات البيئية المتطرفة، مثل “الجمعة من أجل المستقبل”، وتتهم “اليساريين المتعصبين لنمط الحياة” بفرض أفكارهم على المجتمع. كما أعربت عن رفضها لبعض الإجراءات البيئية الصارمة التي تراها عبئاً غير ضروري على الاقتصاد والمواطنين.

ومن القضايا المثيرة للجدل معارضتها لفرض العقوبات على روسيا، حيث تدعو إلى استمرار استيراد الغاز الروسي. وتؤمن بأن حلف الناتو يلعب دوراً في زعزعة الاستقرار العالمي، وتدعو إلى تفكيكه أو تقليص نفوذه. كما أنها رفضت التطعيم الإجباري وارتداء الكمامات خلال جائحة كورونا، مما أثار موجة انتقادات حادة ضدها.

هل تستطيع سارة فاغنكنخت الوصول إلى منصب المستشارة؟

مع تنامي شعبيتها ونجاحها في استقطاب الناخبين غير الراضين عن السياسات التقليدية، أصبح حزب BSW لاعباً جديداً في المشهد السياسي الألماني. لكن الطريق نحو منصب المستشارة ما يزال طويلاً ومعقداً. فنجاحها يعتمد على عدة عوامل منها، قدرتها على توسيع قاعدتها الانتخابية، واستقطاب مزيد من الأصوات بعيداً عن حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) والأحزاب اليسارية التقليدية. وبناء تحالفات سياسية قوية، خاصة مع الأحزاب المعارضة للنهج النيوليبرالي في الاقتصاد. كما يقع على عاتقها ضرورة التعامل مع الانتقادات الموجهة إليها بسبب مواقفها المثيرة للجدل، وإقناع الناخبين بأن حزبها يقدم بديلاً واقعياً وفعالاً عن الأحزاب التقليدية.

النص مترجم بتصرف عن مقال لـ Jalal Husaini

Amal, Frankfurt!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.