منذ تقديم الاتحاد المسيحي في يوم الأربعاء الماضي اقتراحه بشأن خطة الهجرة، أصبح الوضع في ألمانيا أكثر انقساماً. وفي ظل هذه الانقسامات والاحتجاجات الحاشدة ضد التعاون الذي حصل بين CDU و حزب البديل من أجل ألمانيا AfD للحصول على أغلبية في عملية التصويت على مقترحات ميرتس، عُقد يوم أمس مؤتمر الاتحاد الديمقراطي المسيحي في برلين، وسط إجراءات أمنية مشددة!
المطالبة بالتوصل لتسويات
الانتقادات لم تقتصر على أناس من خارج حزب ميرتس، بل هناك أصوات ناقدة تُسمع في أعلى مستويات الحزب. ومع ذلك فإن الجناح الليبرالي في الحزب، الذي تنتمي إليه نائبة رئيس الحزب كارين بريين، وقف أيضاً خلف رئيس الحزب فريدريش ميرتس. وقالت السياسية من شليسفيغ هولشتاين: “الأمر كان يتعلق بتوضيح موقفنا”. بالنسبة لبريين، فإن المأساة الحقيقية في الأسبوع الماضي هي أن الأحزاب الديمقراطية لم تتمكن من التوصل إلى حل مشترك في النهاية. وتدعو بريين إلى ضرورة “تغيير ذلك”. وهذا يعني ضمناً أن الاتحاد المسيحي يجب أن يُظهر استعداداً أكبر للتوصل إلى تسويات بعد الانتخابات البرلمانية.
زعيم الحزب البافاري سودر ينتقد هابيك
ما زال هناك ثلاثة أسابيع على الحملة الانتخابية، لكن الاتحاد المسيحي، لا يأخذ في اعتباره شركاء التحالف المحتملين الذي سيقود البلاد معهم في حال وصوله إلى مبنى المستشارية. وكما كان متوقعاً، انتقد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي CSU ماركوس سودر وزير الاقتصاد روبرت هابيك، واشتكى من أن الاتحاد المسيحي مع الخضر لا يمكنه تغيير أي شيء. وقال ضيف برلين البافاري إن المستشار أولاف شولتس يجب أن يرحل، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة غير قادر على قيادة البلاد. ووقف سودر بشكل واضح وراء ميرتس في خطابه.
ميرتس: لا تسامح ولا تعاون
بعد الاتهامات والهجوم الحاد في الأسبوع الماضي من البرلمان الاتحادي، ظهر من خلال تصريحات قادة الاتحاد المسيحي أن الحملة الانتخابية يجب ألا تصبح أكثر شخصانية وجارحة. في النهاية، يحتاج ميرتس في حال فوزه بانتخابات 23 شباط/ فبراير، إلى حليف يشارك في تأسيس الحكومة. مع ذلك، يعتزم الاتحاد المسيحي قبل ذلك تعزيز هويته ليصبح أقوى ما يمكن. وقد حصل ميرتس على تصفيق حار من الحاضرين في المؤتمر لتأكيده مجدداً رفضه التام لحزب البديل من أجل ألمانيا. وقال ميرتس في هذا الخصوص إنه “لن يكون هناك تسامح”، “ولا تعاون”، “ولا حكومة أقلية” مع هذا الحزب. وعندما رفع الناشطون لافتات مكتوب عليها “الجدار النازي” في المؤتمر، تم إخراجهم بسرعة من القاعة.
ميرتس يعتمد استراتيجية من هيسن
كان من اللافت أيضاً أن ميرتس دعا أعضاء حزبه للوقوف خلفه والحفاظ على الاتجاه نفسه رغم بعض التحفظات. فهو يعلم أن الأمر يعتمد الآن على تماسك الحزب. وكان ميرتس قد بدأ الأسبوع الماضي حملة انتخابية حول الهجرة أثارت الانقسام. ويعد رولاند كوتش من أسلافه في هذه الاستراتيجية. ففي عام 1999، بدأ كوتش حملة توقيعات ضد الجنسية المزدوجة خلال الانتخابات في هيسن، وأثارت جدلاً كبيراً حينها. وعلى الرغم من ذلك فاز كوتش بالانتخابات البرلمانية في ولاية هيسن. ويبدو أن ميرتس يسعى لتحقيق هدف مشابه في الانتخابات الاتحادية المقبلة.