Foto: Eman Helal
فبراير 3, 2025

تصاعد الاحتجاجات في ألمانيا ضد حزب البديل واليمين المتطرف

مع اقتراب الانتخابات الاتحادية في 23 فبراير 2025، تشهد ألمانيا موجة غير مسبوقة من المظاهرات الحاشدة، احتجاجاُ على تنامي نفوذ حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) والتوجهات اليمينية المتطرفة. حيث خرج عشرات الآلاف في مختلف المدن، مطالبين بالحفاظ على “الجدار الحامي” الذي يمنع التعاون مع الحزب اليميني المتطرف، وذلك بعد دعم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) لمقترح برلماني حول سياسات الهجرة، مستعيناً بأصوات AfD.

برلين: 160 ألف متظاهر يطالبون بالحفاظ على الديمقراطية

في برلين، احتشد أكثر من 160 ألف متظاهر يوم الأحد، بينما أشار المنظمون إلى احتمالية أن العدد  قد تجاوز 250 ألف شخص. وانطلقت المظاهرة من Siegessäule، مروراً بشوارع Straße des 17. Juni، وصولاً إلى مقر حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في Konrad-Adenauer-Haus. وكانت الشعارات الأبرز في المظاهرة: “نحن الجدار الحامي!” و*“الفاشية ليست بديلاً!”*، في إشارة واضحة إلى رفض التعاون السياسي مع حزب البديل.

الصحفي المتخصص في الحركات الاجتماعية، ميشيل فريدمان، أكد خلال كلمته في المظاهرة، أن “من يتعاون مع الفاشيين، عليه أن يتوقع مقاومتنا”، منتقداً محاولة CDU كسب أصوات AfD لتمرير سياساته. كما شددت روث براند، مسؤولة الانتخابات الاتحادية، على أن العملية الانتخابية محصنة ضد التلاعب، مشيرةً إلى أن “تزوير الانتخابات جريمة يُعاقب عليها بالسجن حتى خمس سنوات”. في السياق ذاته، أوضح عالم السياسة، كاي أوي شناب، أن “نظام فرز الأصوات في ألمانيا يخضع للرقابة العامة، ما يضمن الشفافية والمصداقية”.

احتجاجات في كيل، هامبورغ وفلنسبورغ

لم تقتصر المظاهرات على برلين، بل امتدت إلى عدة مدن أخرى، حيث شهدت Kiel خروج 15 ألف متظاهر إلى Rathausplatz، رغم تسجيل 2,500 شخص فقط مسبقاً. ووصف رئيس البلدية، أولف كامبفر (SPD)، هذه المظاهرة بأنها “إحدى أكبر الاحتجاجات التي شهدتها المدينة منذ عقود”، محذراً من تنامي الخطاب اليميني وتأثيره على السياسة المحلية. أما في Flensburg، فقد تضاعف عدد المشاركين إلى 5,000 متظاهر، حيث دعت 18 منظمة وجمعية إلى الوقوف ضد التطرف اليميني. بينما تظاهرالآلاف في محيط Rathausmarkt بـ Hamburg، احتجاجاً على سياسات CDU المتشددة في الهجرة، والتي يدعمها AfD.

دعم الحزب الديمقراطي المسيحي لـ AfD يثير جدلاً واسعاً

أثار تصويت CDU لصالح مشروع قانون الهجرة بمساعدة أصوات AfD جدلاً واسعاً داخل المشهد السياسي الألماني. من جانبه، أكد زعيم الحزب، فريدريش ميرز، أنه “لن يكون هناك تعاون بيننا وبين حزب البديل من أجل ألمانيا. نحن نناضل من أجل الأغلبية السياسية في الوسط الديمقراطي”، وذلك خلال كلمته في CityCube Berlin. رغم ذلك، لم يمنع هذا التصريح تصاعد الانتقادات داخل حزبه، حيث اعتبر بعض أعضاء الحزب أن مواقف ميرز الأخيرة قد تمنح AfD شرعية سياسية غير مسبوقة.

منظمات المجتمع المدني تحذر من استبعاد المهاجرين

مع تصاعد الخطاب المتطرف، أصدرت أكثر من 145 منظمة حقوقية ومدنية، من بينها منظمة العفو الدولية (Amnesty International)   و(Pro Asyl)، بياناً مشتركاً يدعو الأحزاب إلى عدم استبعاد الأشخاص ذوي الأصول المهاجرة من القرارات السياسية. وأكد البيان أن “رفض طالبي اللجوء على الحدود وإلغاء لم الشمل الأسري، الذي طالب به ميرز، يتعارض مع القوانين الدولية وأسس الديمقراطية”.

التضليل الإعلامي وانتشار نظريات المؤامرة

تزامنت هذه الاحتجاجات مع انتشار معلومات مضللة عبر الإنترنت، خاصة على منصات مثل Telegram وX، تداولت منشورات مزاعم حول تزوير الانتخابات والتلاعب بالتصويت البريدي. وفقاً لعالم السياسة، كاي أوي شناب، فإن “نشر الأخبار الكاذبة حول الانتخابات هو محاولة ممنهجة لضرب شرعية الديمقراطية. ولا يوجد دليل على التزوير، ونظام التصويت في ألمانيا يخضع لرقابة”.

هل تؤثر المظاهرات على الانتخابات؟

مع استمرار الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، يتوقع الخبراء تصاعد حدتها مع اقتراب الانتخابات الاتحادية. ويرى محللون أن الضغط الشعبي قد يدفع CDU لإعادة النظر في سياساته، خاصة بعد الانتقادات الواسعة من شركائه بالمعسكر الديمقراطي.

على الجانب الآخر، يراهن حزب البديل من أجل ألمانيا على استمرار الجدل لجذب المزيد من المؤيدين، مستغلاً المخاوف المتعلقة بالهجرة. ويبقى السؤال الأهم: هل ستنجح هذه الاحتجاجات في الحفاظ على “الجدار الحامي” ضد التطرف اليميني؟ أم أن نتائج الانتخابات ستُفاجئ الجميع؟

المصدر

Amal, Frankfurt!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.