يناير 30, 2025

هل يمكن لسوريا الاستفادة من تجربة الألمان بمحاربة النازية؟

خلال زيارتي الأولى لمبنى البوندستاغ (البرلمان) الألماني، لفتت انتباهي كتابات بالقلم الرصاص على أحد جدران المبنى، تعود لجنود روس كتبوا عباراتهم أثناء اجتياحهم برلين في نهاية الحرب العالمية الثانية. المثير للدهشة أن الألمان لم يزيلوا هذه الكتابات، بل أبقوها كشاهد على حقبة تاريخية أليمة. بدافع الفضول، سألت المرشد السياحي عن سبب الإبقاء عليها، فأجاب بابتسامة:

“من حق المنتصر أن يسجل انتصاره، ومن واجبنا كألمان أن نتعلم من أخطاء الماضي ونبني دولتنا الحديثة. أعتقد أننا نجحنا في ذلك.”

هل يمكن لسوريا الاستفادة من التجربة الألمانية بعد النازية في مرحلة ما بعد الحرب؟

كتابات على جدران البوندستاغ من قبل جنود سوفييت

تحمل هذه الإجابة دلالات عميقة حول كيفية تعامل الأمم مع ماضيها المؤلم، وتحويل الهزائم إلى دروس لبناء مستقبل أفضل. وهنا يبرز السؤال: هل استفدنا كسوريين من دروس حرب استمرت لأكثر من 14 عامًا، وخلّفت أكثر من مليون شهيد و14 مليون مهجر؟

مقارنة تاريخية: النازية في ألمانيا ونظام الأسد في سوريا

قبل محاولة الإجابة عن هذا السؤال، يجب تسليط الضوء على أوجه التشابه بين النظام النازي في ألمانيا ونظام الأسد في سوريا. رغم الاختلافات الزمنية والجغرافية، تشترك هذه الأنظمة في الأساليب القمعية والأيديولوجيات الشمولية التي اعتمدتها:

1. عبادة الشخصية

  • النازية: قدم أدولف هتلر كـ”القائد الأعلى” والمخلص للأمة الألمانية، وسط دعاية مكثفة ملأت البلاد بصوره وتماثيله.
  • النظام السوري: حافظ الأسد ثم بشار الأسد رسخا عبادة القائد من خلال الانتشار الواسع للتماثيل والصور في كل المدن السورية، ما عكس سيطرة أيديولوجية قسرية.

2. السيطرة على الإعلام

  • النازية: قاد جوزيف غوبلز وزارة الدعاية النازية، حيث سيطر على الإعلام والفنون، وروج للأيديولوجية النازية وشيطنة الأعداء.
  • النظام السوري: استُخدم الإعلام الرسمي السوري كأداة لتلميع صورة النظام وشيطنة المعارضة، مع قمع الأصوات المستقلة.

3. القمع الأمني

  • النازية: استخدم جهاز الغيستابو أساليب التجسس والترهيب لقمع المعارضين.
  • النظام السوري: اعتمدت المخابرات السورية على القمع الممنهج، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والتعذيب، لترسيخ السيطرة.

4. الأيديولوجيا الشمولية

  • النازية: روجت لفكرة التفوق العرقي وسيادة العرق الآري.
  • النظام السوري: اعتمد شعارات المقاومة والممانعة والاستقرار لتبرير القمع، مغلفًا الأيديولوجيا بغلاف وطني.

5. شيطنة الأعداء

  • النازية: شُيطِن اليهود والشيوعيون لتبرير الجرائم ضدهم.
  • النظام السوري: صُورت المعارضة كإرهابيين وعملاء للخارج لتبرير القمع والقتل الممنهج.

التجربة الألمانية: مواجهة الماضي وبناء المستقبل

بعد سقوط النازية، تعامل الألمان بشجاعة مع ماضيهم، مقدمين نموذجًا رائدًا للتعافي الوطني. من الأمثلة البارزة على هذا التعامل عرض تماثيل الخيول البرونزية الخاصة بهتلر  بمعرض في برلين، ضمن سياق تاريخي وثقافي يعكس التعاطي مع إرث النظام النازي.

هذه التماثيل لا تمثل تمجيدًا لهتلر، بل تُعرض لتسليط الضوء على حقبة مظلمة من التاريخ الألماني. إلى جانبها، عُرض تمثال لهتلر في غرفة متواضعة ضمن المتحف، في خطوة هدفها مواجهة الماضي بعقلانية وموضوعية بعيدًا عن العواطف.

 

في المقابل، شهدت سوريا نهجًا مختلفًا بعد انتصار الثورة، تمثل في تمزيق التماثيل المرتبطة بالنظام السابق وإلقائها في حاويات النفايات. طمس معالم الحقبة التاريخية يُعدّ من أخطر الأخطاء التي يمكن ارتكابها، لأنه يحرم الأجيال القادمة من أدلة تاريخية توثق تلك المرحلة.

إن توثيق الماضي يُمكّن من تطوير قوانين تُجرّم إنكار الجرائم المرتكبة، وتُؤسس لتعويض الضحايا، كما فعلت ألمانيا مع ضحايا المحرقة. يمكن أيضًا استخدام هذه الشواهد كجزء من جهود بناء قوانين تضمن منع تكرار الأنظمة القمعية مستقبلاً.

شاحنة تسحب رأس التمثال المقلوب للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد عبر شوارع مدينة حماة التي تم الاستيلاء عليها في وسط غرب البلاد في 6 ديسمبر 2024. . (تصوير: محمد حاج قدور / وكالة الصحافة الفرنسية)

تمثال هتلر في متحف قلعة شبانداو المخصص للرموز النازية في برلين - تصوير: أنس خبير

تمثال هتلر في متحف قلعة شبانداو المخصص للرموز النازية في برلين – تصوير: أنس خبير

 

مراسلة ترصد نقل تمثال حافظ الاسد الى سلة المهملات في سوريا

محاسبة المسؤولين عن الجرائم

في سوريا، تتعالى اليوم العديد من الأصوات الحقوقية المطالبة بالمحاسبة وتحقيق العدالة الانتقالية. يمكن القول إن من أهم الركائز التي اعتمد عليها الألمان في إعادة بناء دولتهم بعد الحرب العالمية الثانية كان ترسيخ مبدأ المساءلة القانونية. وقد تجسّد هذا المبدأ من خلال محاكمات نورمبرغ، التي قُدّم أمامها قادة النازية المتهمون بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. لم تقتصر هذه المحاكمات على العسكريين والقيادات السياسية فحسب، بل شملت أيضًا المفكرين والصحفيين الذين ساهموا في التحريض على الكراهية والعنف، ووفّروا التبرير للجرائم. آنذاك، ارتفعت الأصوات الداعية إلى منع النازيين من تولي أي مناصب في المستقبل، وحُظر الحزب النازي بشكل كامل لضمان عدم تكرار الجرائم.

على النقيض، لا نجد مثل هذا النهج في سوريا حاليًا على الأقل. ويمكن القول إن ظاهرة “التكويع” – أي التحول المفاجئ في الولاءات – باتت منتشرة في الأوساط المختلفة، حيث تحوّل بعض الموالين لنظام الأسد إلى مؤيدين للثورة في وقت قصير! بهدف المحافظة على مكتسباتهم من النظام الساقط، أو الحصول على مناصب أو امتيازات ضمن النظام الجديد. وقد وُجّهت اتهامات للإدارة الجديدة بتسوية أوضاع بعض رموز النظام السابق بحجة الضرورة الاقتصادية أو مراعاة الضغوط الأوروبية والأمريكية.

  • مطران سوري: الرئيس بشار الأسد كان ضحية لمؤامرة

ومن القضايا الجدلية التي ظهرت أيضًا، الامتناع عن محاكمة المجرمين المحسوبين على الأقليات التي دعمت النظام السابق. بعض هذه الأقليات طلبت الحماية الخارجية، ما أثار تساؤلات حول النزاهة في تطبيق العدالة. في هذا السياق، برزت الدول الأوروبية بدور مؤثر، حيث ظهر ذلك في تجاهل بعض المسؤولين الأوروبيين، مثل وزير الخارجية الفرنسي، للمعاناة التي عاشتها الأكثرية السُنّية، والتي قدّمت أكثر من مليون شهيد في مواجهة نظام الأسد. بدلاً من ذلك، تركزت الجهود على حماية الأقليات. هذا الموقف أثار جدلاً واسعًا، لا سيما بعد تصريح جهاد مقدسي، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية، الذي أشار في مقابلة مع قناة العربي إلى تجاهل المأساة الكبرى التي طالت الأكثرية السكانية.

هل يمكن لسوريا الاستفادة من التجربة الألمانية بعد النازية في مرحلة ما بعد الحرب؟

عدد الشهداء من الطائفة السنية يتجاوز عدد الأقليات كافة”.. هذا ما قاله الناطق السابق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي بشأن الدعوات الكثيفة لحماية الأقليات في #سوريا

الظروف الملائمة لإنشاء محكمة دولية لسوريا

لإقامة محكمة شبيهة بنورمبرغ في سوريا، يجب توفر الظروف التالية:

  1. إنهاء الصراع العسكري: لا يمكن الحديث عن عدالة شاملة دون إنهاء الحرب وإرساء الاستقرار.
  2. توافق دولي: كما كانت محاكم نورمبرغ نتاج اتفاق دولي، فإن إنشاء محكمة مشابهة يتطلب دعمًا واسعًا من الأمم المتحدة والدول الكبرى.
  3. إطار قانوني دولي: يمكن تأسيس المحكمة عبر قرار من مجلس الأمن الدولي أو بالتعاون مع منظمات دولية كما حدث في يوغوسلافيا ورواندا.

محاسبة مجرمي الحرب السورية خارج البلاد

تمت محاكمة العديد من رموز النازية خارج ألمانيا، أبرزها: بولندا: محاكمة رودولف هيس قائد معسكر أوشفيتز. إسرائيل: محاكمة أدولف أيخمان، المسؤول عن تخطيط المحرقة. فرنسا: محاكمة كلاوس باربي “جزار ليون”. إيطاليا: محاكمة المسؤولين عن مذابح المدنيين. الاتحاد السوفيتي: محاكمات في ستالينغراد. النمسا ودول أخرى: ملاحقة النازيين أو المتعاونين معهم.

تمثل الولاية القضائية العالمية أداة قانونية تتيح محاكمة مرتكبي الجرائم الخطيرة خارج سوريا. شهدت دول مثل ألمانيا والسويد وفرنسا محاكمات لمسؤولين سابقين في النظام السوري، مثل محاكمة الضابطين أنور رسلان وإياد الغريب بتهم التعذيب وجرائم ضد الإنسانية.

عوامل تسهيل المحاكمات الدولية

توثيق الجرائم: تشمل الأدلة تقارير منظمات حقوق الإنسان، وشهادات ناجين، ووثائق مثل صور “قيصر” التي توثق التعذيب في مراكز الاعتقال السورية.

الضغط الدولي: الدول المتضررة من أزمة اللاجئين السوريين تسعى لضمان العدالة ومحاسبة الجناة.

الدعم القانوني الدولي: يمكن الاستفادة من سابقة المحاكم الدولية، مثل محاكم رواندا ويوغوسلافيا.

نحو مستقبل أفضل: دروس من العدالة الانتقالية وتطبيقها على الحالة السورية

يشكل التعامل مع الماضي أساسًا لتحقيق العدالة الانتقالية وبناء مستقبل مستدام. من خلال استلهام تجارب دولية كألمانيا، يمكن لسوريا تبني استراتيجيات فعّالة لتعزيز المصالحة الوطنية وإعادة الإعمار.

1. التعامل مع الذاكرة الجماعية: دروس من ألمانيا لسوريا

في ألمانيا، كانت معالجة الماضي النازي أكثر من مجرد محاكمات؛ إذ امتدت لتشمل بناء ذاكرة جماعية تهدف إلى الاعتراف بالجرائم وتخليد ذكرى الضحايا. تجسدت هذه الجهود في متاحف ونُصب تذكارية، مثل النصب التذكاري للمحرقة في برلين، التي تذكر الأجيال المقبلة بفصول الظلام التي عاشتها البلاد. هذا النهج لم يكن مجرد تعبير رمزي، بل خطوة حقيقية نحو ضمان عدم تكرار الماضي.

بالنسبة لسوريا، يمكن الاستفادة من هذا النموذج عبر إنشاء مراكز توثيق ومتاحف تسجل شهادات الناجين وتخلد ذكرى الضحايا. هذه الخطوات ستكون أداة لبناء ذاكرة جماعية تعترف بالمأساة، وتعزز المصالحة الوطنية كجزء من عملية العدالة الانتقالية.

2. دور التعليم في بناء المستقبل: إصلاح التعليم مفتاح التغيير
في أعقاب الحرب العالمية الثانية، أدخلت ألمانيا مواد تعليمية في مناهجها تركز على قبح الحقبة النازية وجريمة المحرقة المروعة، بهدف تعزيز قيم التسامح والمواطنة. ساعد هذا التعليم في بناء مجتمع واعٍ بمخاطر التطرف وقادر على رفض العنف.

في سوريا، ينبغي أن يكون إصلاح النظام التعليمي من الأولويات لبناء مستقبل مستدام. إن إدخال مواد تعليمية توثق الجرائم غير المسبوقة التي ارتكبها النظام السوري، وتناقش العدالة الانتقالية، يمكن أن ينشر الوعي بين الشباب ويؤسس لثقافة تحترم حقوق الإنسان وتحمي من تكرار الأخطاء.

3. دور المجتمع المدني: شريك أساسي في العدالة الانتقالية
لعبت منظمات المجتمع المدني في ألمانيا دورًا محوريًا في دعم ضحايا النازية ومراقبة تنفيذ العدالة الانتقالية، ما أسهم في تعزيز الثقة بين الدولة والمجتمع.

أما في سوريا، فإن المجتمع المدني لديه فرصة للقيام بدور مشابه، عبر دعم الضحايا ومراقبة المحاكمات المستقبلية لضمان الشفافية. تقوية منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية سيشكل خطوة حاسمة في تحقيق العدالة وضمان المساواة.

4. التعويضات وإعادة الإعمار: خطوة نحو العدالة
خصصت ألمانيا تعويضات مالية ومعنوية لضحايا النظام النازي، مع برامج دعم نفسي واجتماعي أسهمت في تعزيز الشعور بالعدالة.

في السياق السوري، يجب أن تكون التعويضات جزءًا من عملية العدالة الانتقالية، سواء كانت مادية أو عبر برامج دعم شاملة للضحايا. هذه الجهود ستساعد في تخفيف معاناة الناجين وإعادة تأهيلهم، في ظل الدمار الذي ألحقته الحرب.

5. دور الفن والثقافة في التعافي: أدوات فعالة لإعادة البناء
في ألمانيا، استُخدم الفن كوسيلة لمواجهة الماضي وتعزيز قيم التسامح والمصالحة. أبدع الفنانون أعمالًا تسلط الضوء على الجرائم النازية، ما ساعد على نشر الوعي العام.

يمكن للفن السوري أن يلعب دورًا مشابهًا من خلال السينما، المسرح، الأدب، والفنون البصرية لتوثيق المعاناة وتعزيز الحوار الوطني. دعم المبدعين والفنانين سيخلق مساحة ثقافية قادرة على نشر قيم العدالة والتسامح.

6. دور النساء في العدالة الانتقالية: قوة محركة للتغيير
ساهمت النساء في ألمانيا بشكل كبير في دعم الضحايا وتعزيز العدالة بعد الحرب العالمية الثانية، ما جعل لهن دورًا محوريًا في بناء مجتمع أكثر عدلًا.

في سوريا، يمكن للنساء أن يقدن جهود المصالحة الوطنية من خلال المشاركة في صنع القرار ودعم الضحايا. تمكين المرأة سيعزز بناء مجتمع قائم على الإنصاف والمساواة.

7. دور الإعلام في العدالة الانتقالية: صوت الضحايا
كان للإعلام الألماني المستقل دور كبير في توثيق الجرائم وتعزيز الحوار الوطني، ما ساعد على بناء مجتمع متماسك بعد الحرب.

في سوريا، يمكن للإعلام أن يلعب دورًا محوريًا في تسليط الضوء على الجرائم وتعزيز الوعي بأهمية العدالة الانتقالية. دعم الإعلام المستقل وتوفير بيئة حرة له سيساعد في توثيق الحقائق ومحاسبة المسؤولين.

8. الاستفادة من التجارب الدولية: دروس مستفادة من جنوب إفريقيا ورواندا
استفادت جنوب إفريقيا ورواندا من آليات العدالة الانتقالية، حيث لعبت “لجنة الحقيقة والمصالحة” في جنوب إفريقيا ومحاكم “غاتشاتشا” في رواندا دورًا في توثيق الجرائم وتعزيز المصالحة.

يمكن لسوريا تبني نماذج مماثلة تتناسب مع واقعها السياسي والاجتماعي، بهدف تحقيق العدالة وتعزيز الوحدة الوطنية.

9. دور الشباب في بناء المستقبل: طاقة التغيير
ساهم الشباب الألماني، عبر التعليم والتدريب، في إعادة بناء الدولة بعد الحرب العالمية الثانية، ما جعلهم قوة دافعة للتغيير.

في سوريا، يمثل الشباب النسبة الأكبر من السكان، ما يجعلهم عنصرًا حاسمًا في عملية إعادة الإعمار. من خلال توفير برامج تعليمية وتدريبية، يمكن تمكين الشباب للمساهمة في بناء مستقبل مستقر وديمقراطي.

10. دور الدين في المصالحة: جسر للتسامح
في ألمانيا، لعب الدين دورًا إيجابيًا في تعزيز التسامح والمصالحة بعد الحرب، عبر جهود قادة دينيين ركزوا على تجاوز الماضي.

أما في سوريا، فيمكن للقيادات الدينية أن تكون جسرًا للحوار الوطني من خلال تعزيز قيم التسامح والسلام. دور الدين في المصالحة يمكن أن يكون وسيلة فعالة لبناء مجتمع أكثر انسجامًا.

تظهر التجارب الألمانية والدولية أن مواجهة الماضي بشجاعة، وإرساء العدالة الانتقالية، وتعزيز دور المؤسسات والمجتمع المدني، يمكن أن تكون خطوات فعالة لبناء مستقبل مشرق لسوريا. تحقيق ذلك يتطلب التزامًا جماعيًا ورؤية طويلة الأمد.

 

المصادر المعتمد عليها في كتابة هذه المقالة:

  • كتب:
    • “The Nuremberg Trials: The Nazis and Their Crimes Against Humanity” by Paul Roland.
    • “The Third Reich in History and Memory” by Richard J. Evans.
    • “The Rise and Fall of the Third Reich” by William L. Shirer.
    • “Hitler: A Biography” by Ian Kershaw.
    • “Transitional Justice: How Emerging Democracies Reckon with Former Regimes” by Neil J. Kritz.
    • “The International Criminal Court: A Global Civil Society Achievement” by Marlies Glasius.
    • Burning Country: Syrians in Revolution and War” by Robin Yassin-Kassab and Leila Al-Shami.
    • “The Syrian Rebellion” by Fouad Ajami.
    • “The Anatomy of Fascism” by Robert O. Paxton.
    • “Totalitarianism: Part Three of The Origins of Totalitarianism” by Hannah Arendt.
Amal, Frankfurt!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.