رفضت المحكمة الدستورية الاتحادية في 23 أيلول/ سبتمبر 2024 دعوى قضائية تقدمت بها طالبة، أرادت زيادة الدعم المادي المخصص للطلبة (BAföG)،، بحجة أن مخصصاتها كانت أقل من الحد الأدنى للمعيشة. وأكدت المحكمة أنه لا يوجد حق دستوري لتمويل الدراسة من قبل الدولة.
وتعليقاً على قرار المحكمة، وصفت إيمي كرافت، عضو مجلس إدارة “التجمع الحر للطلاب”، القرار، بأنه “صفعة في الوجه”َ!. إذ يعني الحكم من وجهة نظرها أن الطلاب لا يحق لهم الحصول على الحد الأدنى للمعيشة. وأضافت أن من لا يستطيع تحمل تكاليف الدراسة عليه العمل أو الالتحاق ببرنامج تدريب مهني.
خبراء: مخصصات (BAföG) منخفضة جداً
القرار بالنسبة لماتياس أنبول من اتحاد الطلاب الألمان يعتبر مشكلة كبيرة. لأن نحو ثلث الطلاب يعيشون بأقل من 800 يورو شهرياً، في حين أن إيجار غرفة مشتركة وحده يصل إلى 489 يورو شهرياً، وفي ميونيخ يقارب الـ790 يورو.
ووفقاً لدراسة أجراها معهد Moses Mendelssohn، فإن 12% فقط من الطلاب يحصلون على (BAföG)، يصل المبلغ وسطياً لـ450 يورو بالإضافة إلى 380 يورو كمخصصات للسكن، يإجمالي 855 يورو. حتى الذين يحصلون على الحد الأقصى من المخصصات لدعم الطلبة والتي تساوي 992 يورو، يعيشون تحت خط الفقر، وفقاً ليواخيم روك من الاتحاد الألماني للرعاية الاجتماعية.
من جهتها قالت عضو مجلس إدارة “التجمع الحر للطلاب”، إن احتياجات الطلبة لا تقتصر على الطعام والسكن، بل يحتاجون أيضاً إلى أجهزة كمبيوتر محمولة للدراسة، إلى جانب تسديد الرسوم الدراسية وشراء المواد التعليمية.
مطالبات بإصلاح شامل لمخصصات (BAföG)
طالب كل من كرافت وأنبول وروك وزير التعليم المقبل بزيادة كبيرة في مخصصات (BAföG). مع ضرورة تعديلها تلقائياً لتتناسب مع الأسعار ودخل الطلاب، كما يحدث مع المساعدات الاجتماعية الأخرى. وأكدوا على أهمية زيادة الحد الأقصى لإعفاء دخل الأهل ليشمل عدد أكبر من الطلاب. واقترحت كرافت أن يعود (BAföG) ليكون دعماً كاملاً غير قابل للاسترداد. كما كان عند إطلاقه في عام 1971، لتجنب تراكم الديون التي تقف عائقاً أمام العديد من الشباب لبدء الدراسة.
أزمة الإسكان والضغط النفسي
يبدو أن الموضوع لا يتعلق فقط بمخصصات (BAföG). إذ أكد أنبول ضرورة استمرار “السكن الشبابي” الذي بدأ عام 2023. فحالياً يوجد 240 ألف مكان سكني فقط لنحو 3 ملايين طالب. ووصفت كرافت البحث عن السكن بأنه “معركة”، حيث تتسم الأماكن المتاحة بسوء الظروف المعيشية فيها. واختتمت كرافت حديثها بالقول “من المهم أن يفهم السياسيون أن الطلاب يحتاجون إلى من يدافع عنهم. فشعور الإهمال يمكن أن يؤدي إلى نفور سياسي لدى الجيل الشاب على المدى الطويل”.