أعلنت حديقتا الحيوانات في برلين بعد ظهر يوم أمس الاثنين أنهما ستغلقان أبوابهما أمام الزوار حتى إشعار آخر؛ بسبب المخاوف من انتشار مرض الحمى القلاعية (MKS) في منطقة هونو (Märkisch-Oderland) الأسبوع الماضي. إذ يُشكل المرض تهديداً ليس فقط للأبقار والأغنام، بل أيضاً للزرافات والفيلة وغيرها من الحيوانات. وعلى الرغم من أن مستقبل انتشار المرض غير واضح، إلا أن القلق في القطاع الزراعي كبير. فيما أسئلة وأجوبة اختارها موقع تاغسشاو لإعطاء معلومات حول الحمى القلاعية.
ما هو مرض الحمى القلاعية؟
الحمى القلاعية (MKS) مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الحيوانات ذات الحوافر المشقوقة، مثل الأبقار والأغنام والماعز والخنازير. يمكن أن تصاب به أيضاً العديد من الحيوانات البرية وحيوانات الحدائق.
وفقًا لمعهد “فريدريش لوفلر” (FLI)، تُعتبر ألمانيا والاتحاد الأوروبي رسمياً خاليين من هذا المرض. وكان آخر ظهور له في الاتحاد الأوروبي في بلغاريا عام 2011، وفي ألمانيا في ولاية سكسونيا السفلى عام 1988.
أين تفشى المرض الآن؟
تم اكتشاف فيروس الحمى القلاعية الأسبوع الماضي في قطيع صغير من جاموس الماء في بلدة هونو بولاية براندنبورغ، على أطراف برلين. نفق ثلاثة جاموس، وتم القضاء بشكل احترازي على 11 جاموساً مصاب. يعمل فريق من الأطباء البيطريين والمتخصصين من معهد “فريدريش لوفلر” على تحديد طريقة انتقال العدوى.
ما هي أعراض المرض؟
تشمل الأعراض الحمى المرتفعة، فقدان الشهية، والخمول، بالإضافة إلى ظهور بثور مميزة على الفم واللسان والحوافر والحلمات. كما تعاني العديد من الحيوانات من العرج، أو حتى عدم القدرة على المشي بسبب الألم. أما بالنسبة للأغنام والماعز، فقد تمر الإصابة دون أعراض واضحة.
هل كان الكشف عن المرض مفاجئاً؟
ليس تماماً. على الرغم من أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي كانا يُعتبران خاليين من الحمى القلاعية لفترة طويلة، فإن خطر دخول المرض من الدول التي ينتشر فيها بشكل منتظم يظل كبيراً. بحسب معهد FLI، لا تزال حالات الحمى القلاعية تُسجل بانتظام في تركيا، الشرق الأوسط، وإفريقيا، وفي العديد من دول آسيا، وأجزاء من أمريكا الجنوبية. المنتجات الحيوانية المهربة بشكل غير قانوني والأعلاف المستوردة من هذه المناطق قد تشكل خطراً كبيراً على الزراعة الأوروبية.
كيف وصل الفيروس إلى القطيع في براندنبورغ؟
لا يزال ذلك غير واضح، حيث لا تزال التحاليل مستمرة. لكن تشير المعطيات الأولية إلى أن العدوى ربما انتقلت منذ فترة. تشير التحقيقات إلى أن الفيروس ربما جاء من الشرق الأوسط أو آسيا.
ما هي التدابير المتخذة؟
فرضت السلطات منطقة حماية قطرها ثلاثة كيلومترات حول المزرعة المصابة. كما أصدرت وزيرة الزراعة في براندنبورغ، هانكا ميتلشتيت، قراراً طارئاً لمنع انتشار المرض. تم تعليق نقل الحيوانات المعرضة للإصابة، مثل الأبقار والخنازير والأغنام والماعز، كما أُغلقت حديقة الحيوان ومتنزه الحيوانات في برلين مؤقتاً.
لماذا هذه الإجراءات الصارمة؟
يمكن للمرض أن ينتقل عبر الاتصال المباشر بين الحيوانات، أو عبر الهواء. يمكن أن تساهم سوائل البثور المتفجرة، واللعاب، والحليب، وحتى الأدوات والملابس الملوثة في نشر المرض. الفيروس مقاوم جداً ويمكن أن يبقى نشطاً في التربة أو الملابس لعدة أشهر أو سنوات.
هل يشكل المرض خطراً على البشر؟
لا، وفقاً لمعهد FLI، لا يصيب الفيروس البشر. كما أن منتجات الألبان المبسترة واللحوم المجهزة وفق المعايير الألمانية آمنة تماماً.
كيف تؤثر الحمى القلاعية على الزراعة؟
يعد المرض مصدر قلق كبير للقطاع الزراعي، خصوصاً أن العديد من المزارع تعاني بالفعل من أمراض أخرى مثل الحمى الزرقاء وإنفلونزا الطيور. مع ظهور هذا المرض، توقفت صادرات الألبان واللحوم إلى خارج الاتحاد الأوروبي، وأعلنت دول مثل كوريا الجنوبية وهولندا تدابير إضافية مثل حظر استيراد اللحوم أو نقل الحيوانات.
كلمة من الخبراء
طالب رئيس اتحاد المزارعين الألمان، يواخيم روكفيد، بتكاتف الجهود لمكافحة المرض بسرعة. وأضاف أن الأضرار الاقتصادية ستكون كبيرة للمزارعين بسبب فقدان أسواق التصدير.