كيف ستتعامل ألمانيا مع اللاجئين السوريين في ظل السلطة الجديدة في بلادهم؟ وهل يمكن اسقاط الحماية الفرعية؟ وما مصير السوريين في ألمانيا؟
في خطوة مثيرة للجدل، قدمت وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيزر (SPD) خطة جديدة للتعامل مع اللاجئين السوريين، تتضمن تعديلًا في سياسة منح الحماية. وحسبما أفادت وزارة الداخلية الاتحادية، يعيش في ألمانيا حوالي 975 ألف سوري، غالبيتهم وصلوا منذ عام 2015 نتيجة للحرب الأهلية السورية. من بين هؤلاء، يملك أكثر من 300 ألف شخص صفة الحماية الفرعية، وهو ما يعني أن الحماية الممنوحة لهم ليست بسبب اضطهاد فردي. بل بسبب الوضع الصعب الناتج عن الصراع المستمر في وطنهم.
خطط مقترحة للتعامل مع اللاجئين السوريين
ووفقاً للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، سيراجع منح الحماية للاجئين السوريين وإلغائه في حال تبين أنه لم يعد هناك حاجة لها بألمانيا، بعد تحسن الوضع الأمني في سوريا. وتشمل الخطة أيضاً أولئك الذين لا يحق لهم الإقامة لأسباب أخرى مثل العمل أو التدريب، والذين لا يعودون طواعية إلى سوريا.
المرشح لمنصب المستشار عن حزب الخضر، روبرت هابيك، أشار إلى أن العمل يعد المعيار المركزي لتقييم وضع اللاجئين السوريين في ألمانيا. وقال في تصريحات له يوم الاثنين عبر دويتشلاندفونك: “أولئك الذين يعملون هنا يمكننا الاستفادة منهم بشكل جيد”. وأضاف فيما يتعلق بعودة الآخرين إلى وطنهم: “أولئك الذين لا يعملون هنا، يجب أو يمكن العودة لبلادهم، إذا كانت البلاد آمنة”.
وكان هابيك أشار في وقت سابق إلى أن التدريب والتكامل الجيد يعتبران أيضاً من المعايير المهمة للبقاء في ألمانيا، وهي وجهة نظر تتقاطع مع تصريحات وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيزر (SPD). من جانب آخر، صرح ثورستن فراي، المدير البرلماني للمجموعة البرلمانية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/ الاتحاد الاجتماعي المسيحي، أن “العمل وحده لا يكفي للبقاء في ألمانيا”، مؤكداً أن الدخل من العمل يجب أن يكون كافياً لتغطية احتياجات الأسرة، بالإضافة إلى تأمين معاش تقاعدي أعلى من الضمان الأساسي.
15 دولة أوروبية علقت إجراءات لجوء السوريين
أفادت وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي بأن 15 دولة في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا، علقت حتى الآن إجراءات اللجوء للأشخاص القادمين من سوريا. واشارت مديرة الوكالة نينا غريغوري إلى أن بعض السوريين بدأوا بالعودة إلى وطنهم، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن هذه العودة ليست جماعية بعد، فإن هناك اهتماماً متزايداً على الشبكات الاجتماعية بهذا الاتجاه. وأضافت: “علينا أن نكون واقعيين: بعض الأشخاص بنوا حياة جديدة في أوروبا، وهم مندمجون بشكل جيد، وأطفالهم يذهبون إلى المدارس هنا”.
وفيما يخص مستقبل طلبات اللجوء، قالت غريغوري إن الوضع في سوريا يحتاج إلى دراسة دقيقة لتحديد ما إذا كانت هناك أسباب أخرى يمكن أن تبرر طلب اللجوء في الوقت الراهن. وأضافت أن الدول الأوروبية تراقب عن كثب تطورات الوضع في سوريا لتحديد ما إذا كان من الممكن فتح فرص قانونية لإنهاء حق الإقامة لبعض الأشخاص من سوريا.
من جانبها، صرحت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك بأنها ناقشت مع نظيرها الفرنسي جان نويل باروت الوضع في سوريا، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يراقب تطورات الوضع عن كثب. وقالت بيربوك: “إذا كانت هناك الآن فرصة لمستقبل سلمي وحر للجميع في سوريا بعد سنوات من القمع، فإن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب ذلك”. لكنها أكدت أيضاً: “لن نساهم بهياكل إسلامية”.
المقال مترجم من عدة صحف ألمانية، هي Focus