Jörg Blank/dpa
يناير 3, 2025

بيربوك من دمشق تدعو لعملية سياسية شاملة ومحاسبة الجناة

وصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها الفرنسي جان نويل بارو مطار العاصمة دمشق صباح اليوم.

بيربوك وإمكانية عودة العلاقات السياسية مع سوريا

وكانت بيربوك أطلعت الإدارة السورية الجديدة على المتطلبات الأوروبية لاستئناف العلاقات بين سوريا وألمانيا والاتحاد الأوروبي. وقالت بيربوك: “لا يمكن أن تكون هناك بداية جديدة إلا إذا أعطت الإدارة السورية الجديدة جميع السوريين، من نساء ورجال، بغض النظر عن المجموعة العرقية أو الدينية، مكاناً في العملية السياسية، ومنح الحقوق وتوفير الحماية”. ويجب حماية هذه الحقوق وعدم تقويضها عبر مواعيد نهائية طويلة للغاية بخصوص الانتخابات. أو من خلال اتخاذ خطوات لأسلمة نظام العدالة أو التعليم. وأضافت: “بداية سياسية جديدة بين أوروبا وسوريا، وبين ألمانيا وسوريا أمر ممكن”.

رغبة ألمانيا بتعزيز الانتقال السلمي للسلطة في سوريا

وظلت الوزيرة الألمانية متشككة بشأن الشرع، وقالت للبعثة الصحفية المرافقة: “نعرف من أين تأتي هيئة تحرير الشام من الناحية الأيديولوجية، وما فعلته في الماضي (..) لكن يمكننا أيضًا رؤية الرغبة بالاعتدال والتفاهم مع الأطراف المهمة الأخرى”.

وأعربت بيربوك عن رغبة الاتحاد وألمانيا بدعم سوريا من خلال الانتقال السلمي للسلطة. وتعزيز المصالحة المجتمعية وإعادة الإعمار. وأشارت الوزيرة إلى المساعدات الإنسانية التي قدمها الاتحاد وبلادها للشعب السوري على مدار السنوات الماضية. وقالت الوزيرة إن على القوات الروسية التي دعمت نظام الديكتاتور الساقط بشار الأسد مغادرة سوريا.

بيربوك ونويل باور في “مسلخ الأسد”!

كما زارت وزيرة الخارجية الألمانية ونظيرها الفرنسي سجن صيدنايا برفقة مدير الدفاع المدني السوري رائد الصالح. واطلعت بيربوك ونويل باور على “مسلخ الأسد”، أحد أكثر السجون رعبًا في التاريخ المعاصر. واستمعت بيربوك لشرح حول السجن المرعب وأساليب التعذيب التي كانت تمارسها إدارة السجن المجرمة بحق السجناء.

ودعت بيربوك إلى بذل جهود دولية لمحاسبة الجناة وقالت: “لا يمكن إعادة الضحايا الذين قضوا هناك، لكن يمكننا جميعًا المساهمة كمجتمع دولي في ضمان تحقيق العدالة”.

ولضمان العدالة وتخليد ذكرى الضحايا، دعمت ألمانيا وأوروبا جهات فاعلة مثل منظمة الخوذ البيضاء، ومؤسسات تابعة للأمم المتحدة، في جمع الأدلة خلال السنوات الأخيرة. وقالت بيربوك: “هذا بالضبط ما نريد أن نستمر فيه (..) نحن ندعم أيضًا الأشخاص هنا في سوريا عندما يتعلق الأمر بمسألة جمع الأدلة، فالعدالة والتحقيق بهذه الجرائم الفظيعة يقفان في جانب واحد”.

الخوذ البيضاء ودورها في منع تعويم الأسد

وأضافت بيربوك وهي في حالة صدمة: “لا يمكننا ببساطة أن نتخيل الرعب الذي تشهده بعض الأماكن، الناس مروا بالجحيم هنا بالقرب من دمشق. لقد قُتلوا باستخدام أساليب لا يمكن تصورها في عالم متحضر”. واطلعت بيربوك ونظيرها الفرنسي على غرف التعذيب داخل سجن صيدنايا، وشاهدت المكبس الذي يقال أن إدارة السجن المجرمة استخدمته لتعذيب وسحق جثث الضحايا.

وشكرت بيربوك الدفاع المدني السوري (منظمة الخوذ البيضاء) على عملهم. وأضافت: “لقد أوضحوا مراراً أن نظام الأسد هو نظام تعذيب غير إنساني ولا يمكن تعويمه”.

  • صورة الغلاف لوزيرة الخارجية الألمانية داخل إحدى زنزانات سجن صيدنايا المرعب