Foto: Canva Pro
ديسمبر 12, 2024

ما تأثير عودة السوريين إلى وطنهم على سوق العمل الألماني؟

يعيش في ألمانيا ما يقرب من مليون سوري، ويعمل حوالي 30% منهم هنا. وعلى الرغم من أن الوضع في البلاد غير واضح بعد سقوط بشار الأسد، إلا أن النقاش بدأ بالفعل حول مستقبل السوريين في ألمانيا. فما هو تأثير عودة السوريين إلى وطنهم على سوق العمل الألماني؟

زيادة ملحوظة في التوظيف

ارتفعت نسبة التوظيف بين السوريين في السنوات الأخيرة. حيث أظهرت بيانات وكالة التوظيف الفيدرالية أن 44% منهم يعملون كعمال مهرة، و11% يشغلون وظائف تخصصية، تشمل حوالي 5800 طبيب. وهذا يعني، من بين أمور أخرى، أنهم يدفعون للتأمين الصحي والمعاشات التقاعدية والبطالة. ومع ذلك ما تزال نسبة التوظيف بين النساء منخفضة، حيث تبلغ 14% فقط، ما يعكس تحديات إضافية تواجه النساء السوريات في سوق العمل الألماني.

ويقول إنزو فيبر، الباحث في سوق العمل من معهد سوق العمل والبحوث المهنية (IAB). “إن عدد السوريين العاملين في ألمانيا يتزايد منذ سنوات. ونحن نلاحظ أن الاندماج يحرز تقدماً كبيراً مع مرور الوقت”.

الاعتراف المعقد بالمؤهلات

وفقاً لخبير IW يرجع هذا جزئياً إلى صعوبة اندماج السوريين في سوق العمل الألمانية مقارنة بالأشخاص القادمين من الدول الأعضاء الجديدة في الاتحاد الأوروبي ودول غرب البلقان. حيث يمكن أن يشكل حاجز اللغة والاعتراف بالمؤهلات مشكلة. لكنّ ألمانيا أصبحت رائدة في جميع أنحاء أوروبا على مدار عشر سنوات عندما يتعلق الأمر بدمج اللاجئين السوريين في سوق العمل وفقاً لـ tagesschau.de.

حوالي 5800 طبيب سوري في ألمانيا

يعمل حوالي 5800 طبيب سوري في ألمانيا، مما يجعلهم جزءاً مهماً من النظام الصحي في البلاد. ووفقاً لبيانات وكالة التوظيف الفيدرالية، فإن السوريين العاملين في ألمانيا، البالغ عددهم 222,610 شخصاً ينقسمون إلى 44% يعملون كعمال مهرة. و44% كمساعدين، بينما يشغل 11% وظائف تخصصية، تشمل مهناً عالية المستوى مثل الطب.

ويلعب الأطباء السوريون دوراً حيوياً في سد النقص في الكوادر الطبية، خصوصاً في المستشفيات الواقعة في المدن الصغيرة والمناطق الريفية. وصرح جيرالد غاس، الرئيس التنفيذي لجمعية المستشفيات الألمانية (DKG)، أن مغادرة عدد كبير من الأطباء السوريين لألمانيا قد تؤدي إلى تراجع ملحوظ في مستوى التوظيف الطبي، مما سيؤثر سلباً على تقديم الرعاية الصحية.

إلى جانب ذلك، يعمل السوريون في قطاعات متعددة تشمل النقل والخدمات اللوجستية والإنتاج والخدمات، مما يعكس تنوع مساهمتهم في سوق العمل الألماني. ومع ذلك، فإن تأثير عودة الأطباء السوريين إلى وطنهم، في حال استقرار الأوضاع في سوريا، قد يمثل تحدياً كبيراً للقطاع الصحي الألماني، الذي يعاني بالفعل من نقص الكوادر الطبية.

حلول مستقبلية

رغم هذه المخاوف، يرى الخبراء أن تأثير عودة السوريين سيكون محدوداً. وقد يتمكن العديد منهم من التقدم للحصول على تصاريح إقامة جديدة للعمل المربح، ما يخفف من التأثير السلبي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للسوريين المؤهلين أن يسهموا في إعادة إعمار بلدهم مستفيدين من خبراتهم المكتسبة في ألمانيا، مما قد يفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين البلدين.

المصدر