سقط الأسد! عاش الشعب السوري داخل البلاد وخارجها فرحة غامرة بعد 14 عاماً من الخوف والترهيب والقتل. ولكن، هل اكتملت الفرحة؟ سقوطه كشف المستور..
مشاعر متضاربة
مشاعر متضاربة عاشها أبناء سوريا، بين فرحة الانتصار والحرية، وبين الخوف من الواقع الراهن وملامح المستقبل. لم تدم الفرحة طويلاً، فقد اقتصرت على ساعات بعد سماع خبر هروب الأسد من دمشق. لكن الصدمة الكبرى جاءت مع فتح السجون والمعتقلات. خرج المعتقلون بأجساد نحيلة وعظام بارزة نتيجة الجوع والتعذيب. البعض فقد عقله وذاكرته! مجهولو الهوية والأسماء، لا يعرفون حتى أسمائهم وكناهم بسبب ما مروا به من أهوال. أما الناجون عقلياً، فقد سردوا قصصاً مرعبة عن فظائع التعذيب النفسي والجسدي والإعدامات الجماعية اليومية.
في سجن صيدنايا سيء السمعة، كانت الجثث تضغط بمكابس حديدية بعد الإعدام، يُصفّى دمها، وتوضع في أكياس للتخلص منها بطرق مروعة! هذه الشهادات صدمتني وأثقلت روحي، إذ عجزت عن النوم بسبب المشاهد المروعة التي لا يصدقها العقل.
قصف اسرائيلي!
ورغم كل ذلك، يعيش السوريون اليوم في حالة من الذعر والخوف نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على سوريا. ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية عصر الاثنين مواقع عسكرية في مناطق سورية متعددة. وتشير عدة مصادر إلى أن الهدف من هذه الغارات هو تدمير أي مواقع عسكرية قد تشكل تهديداً لإسرائيل.
السوريون في ألمانيا
عقب سقوط الأسد، علّقت عدة دول، من بينها النمسا وألمانيا، طلبات اللجوء مؤقتاً، حيث بررت ألمانيا القرار بعدم وضوح الوضع في سوريا. وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن سعادته بانتهاء حكم بشار الأسد، واصفاً ذلك بأنه “خبر سار”، مع تأكيده استعداد بلاده لدعم حل سياسي يُفضي إلى تحقيق السلام.
وفي ألمانيا، تتباين آراء السوريين؛ فبينما يرحب البعض بفكرة العودة إلى الوطن، يساور آخرين القلق والخوف من الترحيل في ظل الوضع غير المستقر. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الخطوة القادمة؟ هل تفضلون البقاء في ألمانيا، أم العودة إلى سوريا؟