بين كورونا وحرب أوكرانيا وما يحدث في الشرق الأوسط. تلك الأزمات التي تتوالى تحمّل الأطفال والشباب ضغطاً كبيراً وتتسبّب بتزايد الأزمات النفسية. هذا ما تظهره دراسة COPSY الحالية وفقاً لموقع Tagesschau.
الصحة النفسية بين التحسن والتراجع
فبحسب دراسة (COPSY)الحديثة تحسّنت الصحة النفسية للأطفال والشباب في ألمانيا نسبياً بعد جائحة كورونا، لكنها ما تزال أسوأ مما كانت عليه قبل الوباء. في خريف 2024 أبلغ 21% من الشباب عن تدهور في نوعية حياتهم، فيما أشار 22% إلى مشاكل نفسية، و23% إلى أعراض القلق. كما ذكرت الباحثة أولريكه رافينز-سيبيرر أن هذه النسب تدلّ على أن خمسة طلاب على الأقل في كل فصل بحاجة إلى دعم نفسي، وهو مؤشر خطير يستدعي الاهتمام.
الأزمات المتتالية وتأثيرها النفسي
وفي عام 2024 تزايدت مخاوف الشباب بشأن الحروب والأزمات العالمية. حيث يشعر 72% منهم بالقلق من الحروب. ويخشى70% من الإرهاب. في حين يشعر 62% بالقلق بشأن الأزمات الاقتصادية و57% يهابون تغير المناخ. هذه الأزمات تجعل الشباب يشعرون بأنهم يعيشون في دائرة مغلقة من التحديات دون فرصة للتعافي وفقاً لما قالته الباحثة آن كامان إن.
دور وسائل التواصل الاجتماعي
وبحسب الدراسة تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً رئيسياً في التأثير على الصحة النفسية للشباب. فثلثهم أفادوا أنهم تعرضوا لمحتوى مزعج على الإنترنت، بينما أشار ربعهم إلى أن استخدام وسائل التواصل أثر سلباً على حياتهم. كل ساعة إضافية من استخدام الوسائط الرقمية تزيد خطر المشاكل النفسية بمقدار 15 ضعفاً.
العوامل المؤثرة في الصحة النفسية
كما أن هناك عوامل تزيد من المخاطر ومنها خلفية الهجرة، المساحات المعيشية الضيقة، ضغوط نفسية للأهل وانخفاض مستوى تعليم الوالدين. لكن بالمقابل هناك عوامل تقلل المخاطر أيضاً كتعزيز الثقة والكفاءة الذاتية، قضاء وقت مع العائلة. والحصول على دعم اجتماعي. وقال مارسيل رومانوس، رئيس الجمعية الألمانية للطب النفسي للأطفال والمراهقين والطب النفسي الجسدي والعلاج النفسي، إنه ما تزال هناك فجوات كثيرة في المعرفة. وحذّر من أن النظام مثقل بالفعل ولم يعد قادراً على تحقيق العدالة للعديد من الأطفال والشباب الذين يحتاجون إلى العلاج.
كيف يمكن دعم الأطفال والشباب؟
يشدد الخبراء على أهمية الوقاية والعلاج المبكر. ويدعو الباحثون إلى وضع استراتيجية وطنية لتعزيز الصحة النفسية وتعليم الأطفال كيفية التعامل مع الأزمات النفسية في المدارس. وزيادة التمويل للأبحاث وتوسيع الخدمات العلاجية يساعدان أيضاً. بينما يطالب قائد الدراسة رافينز-سيبيرر بأن يتعلم الأطفال في المدرسة كيف يمكنهم اتخاذ الإجراءات بأنفسهم إذا كانوا يعانون من مرض عقلي.