Photo: Michael Kappeler/dpa-pool/dpa
نوفمبر 27, 2024

ميركل تنشر مذكراتها وتدافع عن سياساتها خاصة بقضية اللجوء

“يمكنني الآن أن أكشف بعض الأسرار”.. قالت المستشارة السابقة أنجيلا ميركل خلال تقديم مذكراتها. لكنها لم تفعل! فلا توجد مفاجآت في كتابها، ونقدها الذاتي قليل للغاية.

ميركل تنشر مذكراتها

بهذه الهيئة المعتادة: بنطال أسود، سترة بأربعة أزرار، وإشارة ميركل المميزة بيديها، قدمت المستشارة السابقة كتابها في المسرح الألماني وسط برلين. من كان يتوقع مقابلة سياسية نقدية سيشعر بخيبة أمل، وكذلك من كان يعتقد أن الفيزيائية ميركل تخفي في داخلها فيلسوفة، أو من كان يبحث عن كشف فضائح مثيرة. “تخيلوا لو أنني كشفت عن أسرار مثيرة”، قالت ميركل. “سيقال إنني كنت أكذب طوال الوقت”. لذا، لا توجد مفاجآت، لا في الكتاب ولا على المسرح.

نقد ذاتي ضئيل

هل ارتكبت أخطاء؟ آنه فيل الصحفية التي حاورت ميركل خلال عرضها الكتاب تصر على السؤال مراراً. لكن ميركل تنفي. أخطاء؟ لا في سياستها تجاه أوكرانيا، ولا في سياسة اللاجئين. تدافع ميركل عن قراراتها السابقة، وما زالت حتى اليوم تشعر بالاستياء من أن تصريحاتها أسيء فهمها أو أخرجت عن سياقها، كما حدث عام 2015 عندما سمحت بدخول اللاجئين إلى ألمانيا.

تمارس نقداً ذاتياً خجولاً في مواضع أخرى. تقول ميركل إنها لم تفعل ما يكفي في سياسات المناخ. وكذلك بمجال الرقمنة والنقل بالسكك الحديدية، التي نادراً ما تستخدمها. وتقرّ بأنه فيما يتعلق بتحديث البلاد، كان يمكنها فعل المزيد. وإذا كان من الضروري إيجاد شماعة، تقترح القول: “ميركل هي السبب”.

لكن هل هذا مجدٍ؟ ميركل تعتقد أنه ليس كذلك. وتوجه بعض الانتقادات – للحزب الاشتراكي الديمقراطي، شريكها في الائتلاف الحاكم آنذاك، الذي تعتبره مسؤولاً جزئياً عن تدهور حالة الجيش الألماني، ولحزب الخضر، بسبب معارضتهم سياستها بشأن دول المنشأ الآمنة في المجلس الاتحادي.

ميركل تصف كتابها بـ”الجوهرة”

“يمكنني الآن أن أكشف الأسرار”، تقول وهي تضحك مع الجمهور. “لكنني سرعان ما أعيد إخفاءها، فلا جدوى من ذلك”. بالفعل، يتم الكشف والإخفاء بسرعة، بحيث لا يظهر شيء جديد أو مثير في هذا المساء أيضاً. تظل ميركل وفية لنفسها، واضحة الرؤية، وراضية، وفخورة بكتابها الذي تصفه بـ”الجوهرة”.

الكتاب يقع في 740 صفحة، تسرد ضمنها ميركل تجربتها السياسية بتفصيل دقيق. تتحدث عن حياتها في ألمانيا الشرقية، صعودها السريع في السياسة، وعن حزبها المسيحي الديمقراطي. وعلى خشبة المسرح تطرقت ميركل بشكل عابر إلى فريدريش ميرتس. معروف أن علاقتها به ليست وثيقة، لكنه قد يصبح الآن مستشاراً. تسألها آنه فيل: “هل ستقبلين بذلك؟” فتجيب ميركل: “نعم”. ولا يمكن تخيل إجابة أخرى في هذا الموقف.

على مدى ساعتين، أجابت ميركل عن الأسئلة وقرأت مقتطفات من كتابها. السياسة، بكل توتراتها، أصبحت خلفها الآن. لكنها، كمواطنة.. أنجيلا ميركل، ستظل مهتمة بالسياسة. ومع ذلك، بعد 16 عاماً كمستشارة، تقول: “كفى كان كفى”.