في خطوة غير اعتيادية، نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد من حزب الخضر، روبرت هابيك، أعلن عن ترشحه لقيادة الحزب في الانتخابات المقبلة بطريقة مباشرة ومتواضعة، متجنبًا بشكل واضح مصطلح “مرشح المستشارية”. ففي فيديو نشره من مطبخه، قال هابيك: “أترشح كمرشح للخضر – من أجل الشعب الألماني. إذا أرادوا، يمكنني أن أكون مستشارًا، لكن القرار يعود لهم”.
يدرك هابيك وضع حزبه في استطلاعات الرأي الحالية، إذ يحظى حزب الخضر بنسبة تأييد تصل إلى 12% فقط. وهذا ليس بالوضع المثالي، إلا أنه أبدى تصميمًا على تقديم نفسه كمرشح جاد يسعى لاستعادة الثقة عبر بناء علاقة قريبة مع المواطنين.
رسالة “من المطبخ” إلى الناخبين
في الفيديو، أظهر هابيك حرصه على التواصل المباشر مع الناخبين، مؤكدًا أنه يود الاستماع لمخاوفهم وأفكارهم قائلاً: “أرحب بفكرة النقاش على طاولة المطبخ، قد تطرحون عليّ أفكارًا لم أكن لأفكر فيها بمفردي”. هذا التواصل العفوي يسعى هابيك من خلاله لبناء صورة قريبة من الناس، على عكس منافسيه في الساحة السياسية، أولاف شولتز SPD، وفريدريش ميرتس CDU، اللذين يصفهما بالراغبين في حلول تقليدية من الماضي.
استهداف قاعدة أوسع من الناخبين
يظهر بوضوح أن هابيك يسعى لجذب فئات جديدة من الناخبين، بمن فيهم مؤيدو الحزب المسيحي الديمقراطي. دون الإشارة المباشرة إلى مرشحي الأحزاب الأخرى، يصرح هابيك قائلاً: “لا يمكننا الاستمرار بالبحث عن حلول من الماضي.. فهي تسيء إلى مستقبل البلاد”. هذا التصريح يلمح إلى مواقفه المختلفة بشأن قضايا مثل التخلص التدريجي من السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي وعدم العودة للطاقة النووية. ما يجذب جزءًا من قاعدة الحزب المسيحي الديمقراطي التي تتطلع لحلول بيئية واجتماعية.
رؤية مبهمة لكنها واثقة بالمستقبل
فيما يخص التفاصيل السياسية، كان هابيك واضحًا فقط في دعوته للاستمرار بالاستثمار في البنية التحتية والتعليم. وأشار إلى ضرورة الحفاظ على جهود حماية المناخ: “يجب أن تصبح حماية المناخ جزءًا من الحياة اليومية للمواطنين”. معترفًا بأن تطبيق مثل هذه السياسات يتطلب حلولًا اجتماعية لدعم المواطنين في حياتهم اليومية. كما يعتقد أن تصريحاته تضمنت إشارة إلى تحديات سابقة، مثل قانون التدفئة الذي أثار الجدل وفشل تحقيق وعود “الأموال البيئية” التي كان أعلن عنها سابقًا.
تحضيرات حزب الخضر وإعادة تنظيمه لدعم هابيك
يسعى هابيك لدعم حزبه أولاً قبل الوصول إلى دعم الجمهور. إذ من المقرر أن يعقد مؤتمر الخضر بمدينة فيسبادن حيث ستناقش الخطوط العريضة للبرنامج الانتخابي للحزب. هناك يأمل هابيك أن يلقى تأييدًا من أعضاء الحزب، وأن يصوت له رسميًا كمرشح لمنصب المستشار. كما أن الانتخابات ستشمل أيضًا تعيين فرانزيسكا برانتنر كرئيسة للحزب.
يخطط حزب الخضر لهيكلة حملته الانتخابية بالكامل حول شخصية هابيك. إذ يأمل الحزب أن تمنح هذه الاستراتيجية التفرد والاستقلالية التي ستمكن هابيك من إيصال رسالته بفعالية وإقناع للجمهور. ورغم وضوح طموحاته، يبقى هابيك حريصًا على التأكيد على تواضعه في الحديث مع الناس، قائلاً إنه يرغب في بناء علاقة متينة من الثقة مع الشعب من أجل مستقبل أفضل.