Photo: Canva Pro
نوفمبر 6, 2024

دراسة: العزّاب والعازبات أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب!

يعيش في ألمانيا أكثر من 20% من السكان لوحدهم، وهي نسبة كبيرة تتجاوز معظم دول الاتحاد الأوروبي. هذه النسبة ارتفعت بشكل كبير خلال العقود الماضية. وبحسب دراسة نُشرت في مجلة Nature Human Behaviour لا تقتصر هذه الظاهرة على قطاع الإسكان فقط، بل تشمل الآثار المترتبة عن ذلك على الصحة النفسية أيضاً.

علاقات الشراكة والصحة النفسية

وفقاً لموقع تاغسشاو الإخباري، أجرت مجموعة من الباحثين الدوليين دراسة حول تأثير العلاقات الاجتماعية على أعراض الاكتئاب. شملت الدراسة بيانات عن صحة أكثر من 100 ألف شخص من سبع دول: الولايات المتحدة، الصين، إندونيسيا، بريطانيا، إيرلندا، والمكسيك. وتوصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بمن يعيشون في علاقات شراكة ثابتة، سواء كانوا متزوجين أم لا.

الوضع الاقتصادي والدعم الاجتماعي

وبحسب الدراسة، يُعتقد أن علاقات الشراكة توفر الأمان المالي والدعم الاجتماعي، مما قد يُفسّر التأثير الإيجابي لهذه العلاقات على الصحة النفسية. كما أشار نيكولاس رولدر، أستاذ علم النفس الصحي في جامعة إرلنغن-نورنبرغ، إلى أن العامل الأساسي الذي يؤدي إلى الاكتئاب هو الشعور بالوحدة، وليس العيش في علاقة بحد ذاته. وأكد أن العيش مع شريك يقلل من احتمالية الشعور بالوحدة.

فروق ثقافية وتأثير المجتمع

بينما توصلت الدراسة إلى أن الشراكة تقلل من خطر الاكتئاب في جميع الثقافات، كان التأثير الأكبر في الدول الغربية مقارنة بالدول الآسيوية. ويعزو رولدر هذا إلى أن المجتمعات الشرقية لديها ميول أقوى نحو التفكير الجماعي، مما يجعل الشخص غير المرتبط اجتماعياً يشعر بالاندماج أكثر من نظرائه في الثقافات الفردية الغربية. كما تختلف طريقة التعامل مع المشاعر السلبية بين الثقافات، ما قد يؤثر أيضاً على النتائج النفسية.

تأثير الجنس والمستوى التعليمي

ولاحظ الباحثون أن الرجال غير المرتبطين أكثر عرضة للاكتئاب مقارنة بالنساء غير المرتبطات. حيث تميل النساء إلى الحفاظ على شبكات اجتماعية أوسع. وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن الأشخاص ذوي التعليم العالي كانوا أكثر عرضة للاكتئاب عند العيش بمفردهم بمقارنة بمن مستواهم التعليمي أقل.

استهلاك الكحول والتدخين عوامل خطرة

وأشارت الدراسة إلى تأثير التدخين وشرب الكحول على الصحة النفسية للأفراد العزّاب. ففي دول مثل المكسيك والصين وكوريا، كان للتدخين واستهلاك الكحول تأثير واضح في زيادة خطر الاكتئاب بين الأفراد غير المرتبطين. وقال رولدر إن هذه العادات تؤدي إلى تغييرات بيولوجية تسهم في ظهور المرض مبكراً. مشيراً إلى أن الشعور بالوحدة يعزز أيضاً هذه العادات غير الصحية.

الحاجة إلى سياسات موجهة لمكافحة “الوحدة”

أكد رولدر على ضرورة تنفيذ إجراءات موجهة لتقليل العزلة الاجتماعية. خصوصاً مع تقدم الأشخاص في السن، إذ تزيد احتمالية تعرضهم لمشاكل نفسية وصحية. وخلص إلى أن هذه الدراسة توفر بيانات مهمة يمكن الاستناد عليها لتطوير سياسات وبرامج لدعم الصحة النفسية. مما يُسهم بالتقليل من آثار ذلك على الإنسانية. ويقلل من الآثار الاقتصادية الناجمة عن هذه المشاكل على المجتمع والنظام الصحي.