Photo: Canva Pro
أكتوبر 30, 2024

مستويات رضا الألمان على جودة الحياة في بلادهم!

خلال فترة الجائحة، تراجعت مستويات الرضا بين الألمان. لكن بعد عامين، ووفقاً للمعهد الاتحادي لأبحاث السكان، ارتفعت هذه المستويات مرّة أخرى. ومع ذلك، ظهرت اختلافات تبعاً لمكان سكن الألمان، كما لعبت المساحات الخضراء دوراً في ذلك. وأظهرت البيانات تحسن المزاج العام في ألمانيا، على الأقل مقارنة بعام 2021 الذي شهد الجائحة أيضاً، وفقاً لأحدث تقرير حمل عنوان “مؤشر رفاهية السكان 2024” الصادر عن المعهد الاتحادي لأبحاث السكان.

مستويات الرضا بين الألمان جنوب البلاد!

في بداية عام 2021، كان الرضا العام عن الحياة يُقدّر بـ6.7 على مقياس من عشر درجات، لكنه ارتفع في العام التالي مؤقتاً ليصل إلى 7.2. وفي نهاية عام 2022، وهو أحدث توقيت تتوفر عنه البيانات، انخفض هذا المعدل مرّة أخرى إلى 6.9، وذلك على الأرجح بسبب المخاوف من تداعيات الحرب الأوكرانية وارتفاع معدّلات التضخم، بحسب المعهد. وكان مستوى الرضا عن الحياة أعلى في السنوات السابقة بمعدل يقارب 7.4.

وأظهر تقرير المعهد أيضاً اختلافات إقليمية، إذ تبيّن أن الأشخاص الذي تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عاماً في جنوب ألمانيا -مقارنة بالشمال والغرب والشرق- كانوا الأكثر سعادة. في الشمال والشرق، كان 33% من الناس أقل رضا، وهي النسبة الأعلى مقارنة ببقية المناطق.

مؤشر الرضا يعكس الفروق الاقتصادية

وقالت مديرة المعهد كاثرينا شبيس: “تعكس هذه القيم الفروق الاقتصادية بين المناطق المختلفة. رغم أن الاختلافات في متوسط الرضا عن الحياة بين المناطق الكبرى ليست كبيرة”. وأضافت أنه بالنسبة للأشخاص الأكبر سناً، كان الاختلاف بين الشرق والغرب أكثر وضوحاً مقارنة بالأعمار الأصغر والمتوسطة. وأوضحت شبيس أن السبب قد يكون “أن المناطق اقتربت اقتصادياً من بعضها البعض. وأصبحت الأوضاع في شرق ألمانيا اليوم أفضل مما كانت عليه في التسعينيات وأوائل الألفينات”.

كما أظهرت التحليلات أن الفرق في مستويات الرضا “لا يمكن تصويره فقط من خلال نموذج الشرق والغرب أو الريف والمدينة”. فمثلاً، توجد في المناطق الريفية في شرق ألمانيا مناطق تتمتع رضا عالٍ وأخرى بمستويات منخفضة من الرضا. وأظهرت البيانات أيضاً كيفية ارتباط التهميش الإقليمي بالرضا. ففي المناطق التي تعاني من دخل منخفض، وارتفاع معدل البطالة، وانخفاض العائدات الضريبية، كان الرضا عن الحياة أقل. وتحديداً، ينطبق ذلك على ولايات ألمانيا الشرقية ومنطقة سارلاند.!

المساحات الخضراء وجودة الهواء

وهناك عامل آخر يؤثر على رفاهيتنا هو المساحات الخضراء. فقد أفاد الأشخاص الذين يعيشون في مدن كبيرة تحيط بها بيئة خضراء بأنهم يشعرون بمستوى رضا أعلى. وبحسب المؤلفة المشاركة في البحث آنا ديلن من المعهد الاتحادي لأبحاث السكان: “توفر المساحات الخضراء مساحة للاسترخاء والتفاعل الاجتماعي والأنشطة الرياضية”. ومع ذلك، فإن ارتفاع مستويات تلوث الجسيمات الدقيقة له تأثير سلبي. حيث أشارت التحليلات إلى أنه عند تجاوز القيمة الإرشادية لمنظمة الصحة العالمية البالغة 10 ميكروغرام لكل متر مكعب، يرتفع نسبة الأشخاص غير الراضين لتصل إلى 33%.

وأوضحت النتائج أن سياسة الإقليم يجب أن تأخذ دائماً في الاعتبار تركيبة السكان الذين يعيشون في المنطقة، وفقاً للقائمين على البحث. قالت شبيس من المعهد الاتحادي لأبحاث السكان: “يمكن أن تسهم التدابير التي تهدف إلى تعزيز المناطق، مثل دعم التعليم وتحسين الوضع الاقتصادي، في زيادة مستوى الرفاهية الذاتية”.

تقارير المعهد الاتحادي لأبحاث السكان تُراجع مستويات الرضا عن الحياة والرفاهية الذاتية للناس في ألمانيا. مرّة كل عام استناداً إلى بيانات من لوحة الأسرة الديموغرافية. وبحسب التقارير، يتم سؤال أكثر من 30 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عاماً في جميع أنحاء ألمانيا. كما تُكمل التحليلات من خلال نتائج تستند إلى بيانات SHARE للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً!