يشهد العالم اليوم انتشاراً متزايداً لاستخدام السكوتر الكهربائي (E-scooter) كوسيلة نقل حضرية حديثة وصديقة للبيئة. إذ باتت هذه الوسيلة مفضلة للعديد من الأفراد لما توفره من سرعة ومرونة بالتنقل داخل المدن المكتظة. ومع ذلك، فإن هذا الابتكار لا يخلو من تحديات وإثارة جدل. ففي حين يعتبر السكوتر الكهربائي حلاً عملياً يساهم بالحد من التلوث وتقليل الازدحام المروري. إلا أن هناك مخاوف متزايدة بشأن سلامة الطرق، والفوضى المرورية، وعدم كفاية البنية التحتية الداعمة.
تجربة سيئة مع السكوتر الكهربائي
روت السيدة ر.ق لنا تجربتها المؤلمة بعد تعرضها لحادث أليم نُقلت بسببه إلى المستشفى. وأوضحت أنها كانت تنتظر الترام عند المحطة، وعندما توقف الترام وتقدمت للصعود، صدمها سكوتر كهربائي كان يقوده شخص بسرعة كبيرة في مكان مخصص للمشاة. أدى الحادث إلى فقدانها للوعي، بينما فر السائق من المكان. وقالت ر.ق: “فقدت الوعي للحظات بعد الاصطدام العنيف، واستيقظت لأجد نفسي في المستشفى. تعرضت لكدمات شديدة في أنحاء جسمي، واعتقد الأطباء في البداية أنني أعاني من كسر في الحوض بسبب قوة الاصطدام”. وأضافت أنها كانت دائماً تشعر بالقلق عند رؤية السكوترات الكهربائية بسبب السرعات العالية التي تُقاد بها، وانعدام القوانين التي تنظم استخدامها، ما يسمح حتى للأطفال بقيادتها دون لوحات ترخيص أو رقابة.
دعوة لتشديد الرقابة
وأشارت السيدة ر.ق إلى أنها لم تتوقع أبداً أن تتعرض لحادث من هذا النوع، على الرغم من حرصها الدائم أثناء التنقل. وعبّرت عن مخاوفها من خطورة هذه الحوادث، قائلة: “لو كان طفلاً مكانها لكانت النتيجة مميتة”. واختتمت السيدة ر.ق حديثها بالدعوة إلى ضرورة تشديد القوانين الخاصة باستخدام السكوترات الكهربائية في ألمانيا. مؤكدًة على أهمية فرض رقابة صارمة لضمان السلامة العامة. وأوضحت: “لا يمكن أن يستمر الوضع بهذه الفوضى، فلا توجد أي قوانين أو ضوابط كافية لتنظيم استخدام السكوترات الكهربائية، وإذا لم تتمكن الدولة من السيطرة على الأمر، فيجب منعها تماماً حفاظاً على السلامة العامة”.
العيب ليس بالسكوتر بل بالمستخدمين!
روني دوريش، أحد مستخدمي السكوتر الكهربائي، أعرب عن رأيه في هذه الوسيلة الحديثة. ووصفها بأنها “مفيدة للغاية” وتساعد على اختصار الوقت والمسافات بشكل كبير. ويشير دوريش إلى أن سرعة السكوتر تصل إلى حوالي 22 كم في الساعة. بينما تبلغ تكلفته 17 سنتاً في الدقيقة دون الحاجة للاشتراك، وذلك يختلف باختلاف الشركة المصنعة. ويستخدم دوريش السكوتر دائماً للتنقل من منزله إلى محطة الترام، حيث تستغرق هذه الرحلة دقيقتين فقط مقارنةً بثماني دقائق إذا قرر المشي. بالإضافة للتسوق والعديد من الاستخدامات الأخرى، التي توفر له الكثير من الوقت. ورغم اعتباره السكوتر الكهربائي عملياً، أشار إلى أن المشكلة لا تكمن في السكوتر نفسه، بل في سلوك بعض المستخدمين الذين يقومون بإتلافه أو رميه في أماكن تعرقل حركة المرور، مما يسبب مشاكل كبيرة.
حظر القيادة في مدينة Gelsenkirchen
في Gelsenkirchen، قررت المحكمة الإدارية إزالة جميع السكوترات الكهربائية المخصصة للإيجار من المدينة في 20 أبريل 2024، وذلك بعد نزاع قانوني مع شركتي “بولت” و”تيير” بشأن تحديد هوية المستخدمين. جاء القرار استجابة لأمر بلدية يلزم الشركتين بإزالة السكوترات من منطقة النقل العام، بعد تزايد الحوادث المرتبطة بها