Foto: Eman Helal
أغسطس 30, 2024

للمرة الثانية: حادث طعن قبل انتخابات برلمانية- صدفة أم أيادي خفية!

تشهد مقاطعات ساكسونيا وتورينغن في شرق ألمانيا يوم الأحد القادم الموافق الأول من سبتمبر/أيلول إجراء الانتخابات البرلمانية. وتُعد هذه الانتخابات هي الأولى التي تجري على المستوى الاتحادي منذ تولي المستشار أولاف شولتز السلطة أواخر عام 2021. استفاد حزب البديل من أجل ألمانيا (AFD) من حادثة الطعن في مانهايم الذي راح ضحيته ضابط شرطة لكسب المزيد من الأصوات المؤيدة له خلال انتخابات البرلمان الأوروبي. حيث جاءت نتيجة الانتخابات مخيبة للآمال مع تقدم أحزاب يمينية في دول أوروبية عديدة، وتسبب ذلك بصدمة للكثيرين.

فهل يؤثر حادث الطعن الإرهابي الذي وقع يوم الجمعة الماضية في مدينة زولينغن على حصد المزيد من الأصوات المؤيدة لليمين؟! وتظهر استطلاعات الرأي الحالية أن حزب البديل من أجل ألمانيا هو الأقوى في ولايات ساكسونيا وتورينغن، حيث يحظى بنحو 30% من الأصوات. وقد صرح بيورن هوكه الرئيس المشترك لحزب البديل في تورينغن في ظل حكومة يقودها حزبنا لن يكون هناك شيء مشابه لهجوم زولينغن. ولن تكون هناك هجرة جماعية ولا تفكك للأمن الداخلي.

بينما طالب فريدريش ميرتس رئيس حزب CDU بإيقاف قبول اللاجئين من سوريا وأفغانستان. وقال يمكن إجراء عمليات الترحيل إلى سوريا وأفغانستان ، لكننا يجب ألا نستقبل أي لاجئين آخرين من هذه البلدان. وتُعد المشاركة في الانتخابات والذهاب لمراكز الاقتراح الآن مهمة أكثر من أي وقت مضي من أجل مواجهة تقدم الأحزاب اليمينية المعروفة بسياسات لا تصب في مصلحة المهاجرين واللاجئين. ليس فقط ذلك لكنها أيضاً ضد التعددية فقد تظاهرت مجموعات يمينية متطرف في مدينتي لايبزيغ وBautzen بولاية ساكسونيا منتصف الشهر الحالي ضد احتفالات المثليين تحت شعار ”فخورون، ألمانيون، وطنيون“. وينتشر في ولاية ساكسونيا جماعات يمينية متطرفة عديدة من بينها حركة (Pegida) و(Elblandrevolte). 

توقيت حوادث الطعن جاءت قبل الانتخابات مباشرة

في 31 مايو/أيار الماضي قام لاجئ أفغاني يدعى سليمان عطائي بطعن سياسي يميني من حركة المواطنين (Pax Europa) المناهضة للإسلام في ساحة السوق بمدينة مانهايم. تطور الهجوم وأسفر عن مقتل ضابط شرطة وإصابة ستة آخرين. جاء ذلك قبل انعقاد الانتخابات الأوروبية بأيام في 9 يونيو/ حزيران الماضي والتي شهدت تقدم أحزاب يمينية. حيث استفاد اليمين في ألمانيا من حشد المزيد من الأصوات. وترجع أهمية تلك الانتخابات أنها كانت الدورة العاشرة للبرلمان الأوروبي منذ بداية الانتخاب في عام 1979، كما أنها الانتخابات الأولى التي تجرى بعد البريكست وانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.

ثم يأتي حادث الطعن الإرهابي الأخير الذي وقع يوم الجمعة الماضية في مدينة زولينغن وراح ضحيته ثلاثة أشخاص وأُصيب ثمانية آخرون ، ليثير التساؤلات لدى البعض عن توقيت حدوث ذلك العمل الإرهابي قبل انتخابات برلمانية مهمة مجدداً. وكيف ستستفيد الأحزاب اليمينية من هذا الاعتداء. هذا ما ستظهره نتائج الانتخابات خلال أيام.

ملصقات داخل قطار إقليمي في دريسدن منطقة نازية

قامت الشرطة الجنائية في ساكسونيا بتفتيش عدة شقق في دريسدن يوم الاثنين الماضي وبدء التحقيق مع ثلاثة شباب يبلغون من العمر 17 عاماً ويُشتبه في انتمائهم للنازيين الجدد. كما أعلنت الشرطة عن التحقيق معهم بتهمة التهديد والاكراه وانتمائهم لمجموعة (Elblandrevolte) وهي مجموعة يمينية متطرفة تأسست في فبراير الماضي في دريسدن و يقوم مكتب حماية الدستور في ولاية ساكسونيا بمراقبتها. ينسب إلى المجموعة الهجوم على السياسي ماتياس إيكه من الحزب الاشتراكي الديموقراطي (SPD) قبل فترة قصيرة من الانتخابات الأوروبية. حيث تعرض لهجوم أثناء تعليقه لملصقات انتخابية وأصيب بجروح خطيرة بسبب اللكمات والركلات.

وفقاً لمكتب الشرطة المحلية فإن اثنين من المشتبه بهم متهمان بالاعتداء على ثلاثة ركاب في قطار إقليمي عندما تدخلا لمنعهما من تعليق ملصق مكتوب علبه عبارة منطقة نازية داخل القطار. كما يقال إن اثنين من المتهمين هددا أحد الركاب على متن قطار آخر. وتبحث الشرطة عن شهود عيان على هذه الحوادث. وأثناء تفتيش منازلهم عثرت الشرطة على مسدسات إنذار مع ذخيرة ولوحات ترخيص مسروقة من الشرطة الاتحادية.

خطر أنصار جماعة بيجيدا في دريسدن

في أغسطس عام 2018 أصدرت محكمة دريسدن الإقليمية حكماً بالسجن لمدة تسع سنوات و ثمانية أشهر على نينو ك. وهو عضو بحركة (Pegida) ، وذلك بتهمة الشروع في القتل وتنفيذ تفجيرات ومحاولة إشعال حريق متعمد خطير للغاية. وتعرف هذه الحركة بمناهضة الإسلام ومن المعروف انتشار أعضائها في دريسدن ، وهي حركة مصنفة على أنها يمينية متطرفة من قبل مكتب حماية الدستور. في خريف عام 2016 قام المتهم بتنفيذ هجومين بالمتفجرات في دريسدن على مسجد الفاتح كامي في حي كوتا و مركز المؤتمرات الدولي. وفقاً لمكتب المدعي العام فقد كان المتهم يعد للهجوم منذ فترة طويلة وكان مستعداً لإصابة أو قتل أشخاص بدافع كراهية الأجانب. نفّذ الهجوم قبل أيام قليلة من الاحتفالات بيوم الوحدة الألمانية. وفقاً لموقع (MDR) فقد تسببت تلك الهجمات بالمتفجرات في حالة من الرعب على مستوى البلاد.

وفي نفس التوقيت في نهاية أغسطس 2018 تصدرت مدينة كيمنتس بولاية ساكسونيا عناوين الصحافة العالمية بسبب مظاهرات عنيفة خرج فيها مئات من المنتمين لجماعات يمينية وحزب البديل من أجل ألمانيا AFD وجابت شوارع المدينة. حيث هاجموا الأشخاص الملونين في الشوارع ونعتوهم بأوصاف عنصرية واظهرت مقاطع فيديو اعتداءات على الأشخاص ذوي البشرة الداكنة. هتف مثيرو الشغب “ألمانيا للألمان” و”الأجانب إلى الخارج. كل هذه المشاهد المؤسفة تعود مجدداً للأذهان مع خوف من انتشار هذا النوع من الكراهية والعنف. والتي لا نأمل أن تراها شوارع ألمانيا مرة أخرى. ولمواجهة مثل تلك الأصوات يجب المشاركة في الانتخابات لمنع وصول المزيد من السياسيين اليمنيين إلى سلطة صنع القرار.