Bild von Canava
أغسطس 29, 2024

هل يستفيد الشعبويون من انخفاض نسبة التصويت بالانتخابات؟

في الأنظمة الديمقراطية التمثيلية، يتم توزيع السلطة السياسية من خلال انتخابات حرة وعامة، حيث يتمتع كل مواطن بصوت متساوٍ في اختيار من يمثله. ومع ذلك، هناك جزء كبير من السكان يختارون عدم المشاركة في هذه الانتخابات، ما يثير تساؤلات حول تأثير هذه الظاهرة على النظام الديمقراطي، وخاصة صعود الأحزاب الشعبوية مثل حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD).

 لماذا لا يذهب الناس إلى الانتخابات؟

هناك عدة أسباب تجعل الناس يبتعدون عن صناديق الاقتراع. البعض يعتقد أن صوتهم الفردي لن يغير شيئًا، أو أنهم غير مهتمين بالسياسة بشكل عام. آخرون قد يشعرون بالإحباط من الخيارات المتاحة أمامهم، وقد يعبرون عن ذلك من خلال إبطال أصواتهم عمدًا.

الأبحاث تشير إلى أن المشاركة في الانتخابات غالبًا ما تكون أعلى بين الأشخاص ذوي الدخل المرتفع والمستوى التعليمي العالي. على سبيل المثال، أظهرت دراسة قام بها الأستاذ السياسي أرمن شيفر أن نسبة المشاركة في المناطق الفقيرة تكون عادة أقل منها في المناطق الغنية.

هل البرلمان حقًا يمثل الجميع؟

على الرغم من أن البرلمان يمثل الأصوات التي تم الإدلاء بها فقط، فإن القوانين التي يقرها تؤثر على الجميع، سواء كانوا قد شاركوا بالانتخابات أم لا. كلما زادت نسبة غير المصوتين، قل عدد الناس الذين يقررون فعليًا من سيحكم البلاد. في انتخابات برلمان ولاية براندنبورغ عام 2019، حصل “الحزب الاشتراكي الديمقراطي” على أكبر عدد من الأصوات، لكن عند احتساب جميع المؤهلين للتصويت، تبين أن فقط 15.9٪ من هؤلاء صوتوا للحزب.

 هل تستفيد الأحزاب الشعبوية من انخفاض نسبة المشاركة؟

يرى الباحثون السياسيون أن انخفاض نسبة المشاركة يمكن أن يصب بمصلحة الأحزاب الشعبوية. فالأشخاص غير الراضين عن الوضع الحالي قد يلجؤون إلى دعم هذه الأحزاب كوسيلة للاحتجاج. وهذا ما حدث في احدى البلديات، إذ ارتفعت نسبة المشاركة، ومع ذلك فاز مرشح حزب البديل الذي يعد الحزب الأول الذي يصنفه جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني كحزب يميني متطرف.

الانتخابات التي تُعتبر محورية قد تشهد زيادة بنسبة المشاركة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الأحزاب المتطرفة ستخسر. ففي انتخابات البرلمان الألماني لعام 2021، أظهرت التحليلات أنه لا يوجد علاقة واضحة بين التغير في نسبة المشاركة وأداء حزب “البديل من أجل ألمانيا”.

في نهاية المطاف، تشير البيانات إلى أن عدم المشاركة في الانتخابات يمكن أن يكون له تأثير كبير على النتائج النهائية، ما يمكن أن يعزز قوة الأحزاب الشعبوية والمتطرفة. ولذلك، تظل مشاركة كل فرد مهمة للحفاظ على تمثيل ديمقراطي عادل يعكس تنوع المجتمع ورغباته الحقيقية.

Bild von Canava

المصدر