Foto: Uli Deck/dpa
أغسطس 26, 2024

تبعات هجوم سولينجن الإرهابي.. دعوات لتشديد قوانين الأسلحة والهجرة!

شهدت مدينة سولينجن بولاية شمال الراين-فستفاليا هجومًا بالسكاكين مساء الجمعة الماضي، خلال مهرجان للاحتفال بالذكرى الـ650 لتأسيس المدينة. ووقع الهجوم في ساحة السوق وسط المدينة عند الساعة 9:30 مساءً، وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين بجراح متفاوتة.

تفاصيل الهجوم وردود الفعل!

أفاد وزير داخلية ولاية شمال الراين-وستفاليا، هربرت رويل، لصحيفة Rheinische Post، أن الجاني، شاب سوري يبلغ من العمر 26 عامًا، استخدم سكينًا بطول نصل يبلغ 15 سنتيمترًا، وهاجم الضحايا مستهدفًا الرقبة والجزء العلوي من الجسم قبل أن يفر من موقع الحادث. ووفقًا لتقارير رسمية من السلطات الألمانية، سلّم المشتبه به نفسه للشرطة بعد يوم من الهجوم. وبحسب التقارير الأولية، دخل المشتبه به الاتحاد الأوروبي عبر بلغاريا عام 2022، وكان مختبئًا في ألمانيا بعد أن طلبت السلطات البلغارية استعادته. وأشارت بعض التقارير بأن المشتبه به مرتبط بتنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي زعم عبر مصادره أنه يقف وراء الهجوم. إلا أن السلطات الألمانيا لم تصدر بعد تأكيدات رسمية حول هذه الصلة، ويجري التحقيق في صحة هذه الادعاءات.

التوترات المتعلقة بالهجرة في ألمانيا!

تأتي هذه الحادثة في سياق تزايد التوترات حول سياسات الهجرة في ألمانيا. ومنذ أزمة اللاجئين عام 2015، استقبلت البلاد أعدادًا كبيرة من اللاجئين، وازداد النقاش حول كيفية دمج هؤلاء وتأثيرهم على المجتمع الألماني. وواجهت البلاد تحديات متزايدة بالتعامل مع هذا الملف، بما في ذلك قضايا الاندماج، والضغط على البنية التحتية، وتزايد القلق من حوادث العنف التي يُزعم أن بعض اللاجئين يرتكبوها. وبينما يرى البعض أن سياسة الأبواب المفتوحة التي تبنتها ألمانيا تجاه اللاجئين كانت خطوة إنسانية ضرورية. يعتقد آخرون أن هذه السياسات تحتاج إلى إعادة تقييم نظرًا للتحديات الأمنية والاجتماعية التي ظهرت لاحقًا. وتشير تقارير من مراكز الأبحاث إلى أن التكامل الاجتماعي والاقتصادي لـ اللاجئين يحتاج إلى تعزيز، وأنه لا بد من تحسين السياسات التي تتعلق بمتابعة وتقييم حالة اللاجئين بشكل مستمر لضمان عدم انخراطهم في أنشطة إجرامية.

دعوات لتشديد قوانين الأسلحة!

أثارت الحادثة مطالبات سياسية بتشديد قوانين الأسلحة في ألمانيا. ودعا عضو مجلس البلدية آندي غروت في هامبورغ، إلى تنفيذ استراتيجية شاملة لنزع السلاح، منتقدًا الحزب الديمقراطي الحر الذي عرقل سابقًا خططًا لتشديد قوانين حمل السكاكين في الأماكن العامة. و قدمت وزيرة الداخلية الاتحادية، نانسي فيزر، اقتراحًا لتقليص طول نصل السكين المسموح به في الأماكن العامة إلى ستة سنتيمترات بدلاً من اثني عشر.

انتقادات لسياسات الهجرة وإجراءات الترحيل!

أثار الهجوم انتقادات واسعة لسياسات الهجرة في ألمانيا. واتهم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فريدريش ميرز، الحكومة بالفشل في إدارة ملف الهجرة، مطالبًا بإيقاف قبول اللاجئين من دول مثل سوريا وأفغانستان وتعزيز ضوابط الحدود. وعلى الجانب الآخر، رفض الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي، كيفن كونرت، هذه المطالب، مؤكدًا أن التوقف عن قبول اللاجئين يتعارض مع القوانين الأساسية التي تحمي الحقوق الفردية. وانتقد عضو الحزب الديمقراطي الحر، كونستانتين كوهلي، فشل إجراءات الترحيل، مشددًا على ضرورة تحسين هذه الإجراءات لتكون أكثر فعالية.

مشاورات حكومية حول قانون الأسلحة!

أعلن وزير العدل الاتحادي، ماركو بوشمان، عن بدء مشاورات حكومية حول قوانين حمل السكاكين وآليات مكافحة الجرائم المرتكبة بها. وأكدت رئيسة بلدية هامبورغ الثانية كاثرينا فيجيبانك، أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر اتفقا على ضرورة تشديد قوانين الأسلحة، لكنها حذرت من أن هذه القوانين وحدها لن تمنع الهجمات، مشددة على أهمية مواجهة التهديدات المرتبطة بالإسلاموية.

زيارة المستشار الألماني لمدينة سولينجن!

من المتوقع أن يزور المستشار أولاف شولتز، ورئيس وزراء ولاية شمال الراين-فستفاليا، هندريك فوست، مدينة سولينجن لمواساة الضحايا وأسرهم. ستتضمن الزيارة أيضًا اجتماعًا مع عمدة المدينة، تيم كورزباخ، لبحث تعزيز الأمن ومراجعة سياسات اللجوء لمواجهة التهديدات المتزايدة.