Foto: pixabay
أغسطس 8, 2024

تحذيرات من مخاطر السجائر الإلكترونية على الشباب في ألمانيا

في ظل التزايد السريع لسوق السجائر الإلكترونية السوداء، عبّر اتحاد تجارة السجائر الإلكترونية عن قلقه بشأن المخاطر المرتبطة بهذا المنتج، خاصة على الشباب. وقام الاتحاد بإجراء عمليات شراء تجريبية من العديد من محلات الشيشة والأكشاك في برلين. وأظهرت النتائج أن حوالي 75% من محلات الشيشة تبيع سجائر إلكترونية غير قانونية. وفي الأكشاك، كانت النسبة 20%، وهي نسبة ما زالت مرتفعة ومقلقة.

نيكوتين مرتفع وسعة زائدة!

المدير التنفيذي للاتحاد أوليفر بولاند قال: “نحن نواجه نقصًا كبيرًا بتطبيق القوانين من قبل الجهات المعنية، ما يعزز السوق السوداء”. وأشار إلى أن السجائر الإلكترونية المزيفة تحتوي غالبًا على نسبة عالية من النيكوتين وسعة زائدة، ما يجعلها خطرة بشكل خاص على الشباب.

في ألمانيا، يمنع بيع واستهلاك السجائر الإلكترونية للأطفال والشباب دون سن 18 منذ أبريل 2016، بغض النظر عن احتواء السوائل على النيكوتين أم لا. ومع ذلك، تظهر دراسة حديثة أجرتها الهيئة الاتحادية للتوعية الصحية أن السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب. ووفقًا للدراسة، 6.7% من الشباب بين 12 و17 عامًا يستخدمون هذه السجائر حاليًا. و17% منهم جربوها مرة واحدة على الأقل!

حلوى وألوان زاهية!

مديرة قسم الوقاية من الإدمان في الهيئة الاتحادية للتوعية الصحية، ستيفاني إيكهاردت، قالت: “تستهدف منتجات السجائر الإلكترونية بشكل خاص الشباب والشابات، وتباع بأسعار معقولة وتخفي أضرارها بنكهة الحلوى”. هذه المنتجات، بما في ذلك السجائر الإلكترونية والشيشة الإلكترونية، أصبحت محط اهتمام متزايد لبرامج التوعية.

من جانبها، تتهم منظمة الصحة العالمية شركات السجائر الإلكترونية بأنها تحاول جعل الأطفال مدمنين في سن مبكرة باستخدام حيل تسويقية. مثل تسويق السجائر الإلكترونية بألوان زاهية وشخصيات كرتونية جذابة. يحتوي السوق على 16 ألف نكهة مختلفة، تتضمن العلكة والحلوى والآيس كريم بالفانيليا، والتي تستهدف الأطفال بشكل واضح!

موجهة للبالغين الراغبين بالتخفيف أو الاقلاع عن السجائر العادية!

اتحاد تجارة السجائر الإلكترونية دافع عن نفسه بالقول إن منتجاته تستهدف البالغين الذين يرغبون تقليل استهلاكهم للتبغ أو التوقف عن التدخين. وأن النكهات مثل العلكة موجهة للبالغين الذين يفضلون النكهات الفاكهية والحلوة. ورغم تقييد الإعلانات التقليدية للسجائر الإلكترونية، إلا أنها منتشرة في الإنترنت عبر المؤثرين، ومقاطع الفيديو الموسيقية، والأفلام والمسلسلات، ما يجعل من الصعب على الشباب تمييز هذه الإعلانات كاستراتيجيات تسويقية، ويزيد من تأثيرها السلبي عليهم.

المطالبة بالحظر

رئيس جمعية مكافحة السرطان الألمانية، جيرد نيتكوڤن، دعا لحظر كامل على السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد بسبب مخاطرها العالية على الإدمان وأضرارها البيئية. ورأى مفوض الحكومة لشؤون المخدرات، بوركهارد بلينرت، أن السماح بالإعلانات الملونة للسجائر الإلكترونية بمحطات الوقود والمتاجر غير مقبول، مطالبًا بحظرها التام.

في أستراليا، تم اتخاذ خطوة جذرية بمنع بيع السجائر الإلكترونية إلا في الصيدليات وبدون نكهات، حيث يُطلب من الصيادلة توعية الزبائن بالمخاطر الصحية قبل البيع، ويحتاج الشباب تحت 18 عامًا إلى وصفة لشرائها!

تظل قضية السجائر الإلكترونية تحديًا كبيرًا يتطلب تعاونًا مكثفًا بين الحكومات والجهات المعنية لضمان حماية الشباب والحد من انتشار المنتجات غير القانونية والخطرة.