Bild: epd
يوليو 31, 2024

متحف شتيدل في فرانكفورت: كنز ثقافي على ضفاف نهر الماين

على ضفاف نهر الماين في مدينة فرانكفورت، يتألق متحف شتيدل كجوهرةٍ للفن والتاريخ. يتجول الزائر في أروقته كمن يتجول في ممرات الزمن، حيث تتلاقى الأعمال الفنية من مختلف العصور والأنماط. هنا، يمكن للروح الفنية أن تستمتع بلوحات الألماني لوكاس كراناخ والإيطالي ساندرو بوتيتشيلي والهولندي ريمبراندت فان راين والإسباني بابلو بيكاسو وغيرهم من العباقرة الذين أبهروا العالم بأعمالهم الفنية.

التأسيس

تأسس المتحف بدايةً عام 1815م كمؤسسةٍ مدنيةٍ من قبل تاجر البهارات والقهوة، والمصرفي ورجل الأعمال لاحقاً يوهان فريدريش شتيدل. وبسبب حبه للفن منذ شبابه، استطاع شتيدل من خلال رحلاته في أنحاء العالم آنذاك جمع ما يقرب من 500 لوحة وعمل فني حتى وفاته، معظمها لرسامين هولنديين وفلمنكيين وألمان من القرنين السابع عشر والثامن عشر، بالإضافة إلى عدد لا يحصى من الرسومات والمطبوعات. ويحتوي المتحف اليوم على حوالي ثلاثة آلاف ومئة لوحة، وستمائة وستون منحوتة، وأكثر من خمسة آلاف صورة، وحوالي مئة ألف رسم ومطبوعة. توثّق جميعُها تاريخ الفن الأوروبي منذ أوائل القرن الرابع عشر مروراً بعصر النهضة، والباروك، والحداثة الكلاسيكية وصولاً حتى الوقت الحاضر.

الواجهة الرئيسية للمتحف مع مباني الزاوية التي أضافها يوهانس كران عام 1963

Bild: Städel Museum الواجهة الرئيسية للمتحف مع مباني الزاوية التي أضافها يوهانس كران عام 1963

ماهي محتويات المتحف؟

يحتوي متحف شتيدل على 20 قاعةً مختلفةً، تخبئ بين جدرانها أعمالاً فنيةً عظيمةً مثل لوحة “صعود مريم العذراء” التي رسمها الفنان الإيطالي جويدو ريني. إذ تعتبر هذه اللوحة من الأعمال النادرة المتبقية من إرث ريني، والذي ما زال تأثيره على الفن الإيطالي الباروكي واضحاً حتى اليوم. أو لوحة “صورة لامرأة شابة” للإيطالي ساندرو بوتيتشيلي، والتي تظهر جمال ورقة التفاصيل البشرية لسيدة شابة. إلى جانب الأعمال الفنية، يستضيف المتحف كغيره من متاحف مدينة فرانكفورت مجموعةً من الفعاليات والأنشطة التي تناسب مختلف الأذواق والأعمار. ومن بين الفعاليات التي تُقام بانتظام، الدورات التعليمية وورش العمل التي تتيح للزوار التفاعل مع الفن بطرقٍ مبتكرة.

لوحة "صورة لامرأة شابة"

Bild: epd لوحة “صورة لامرأة شابة”

شرفة بانورامية وحديقة فنية

مؤخراً، قام المتحف بفتح شرفةٍ جديدةٍ للزوار، مما يتيح لهم التمتع بإطلالةٍ بانوراميةٍ ساحرةٍ على مدينة فرانكفورت. بالإضافة إلى ذلك، يضم المتحف حديقةً خلفيةً واسعةً تمتد على مساحة تقارب خمسة آلاف متر مربع. تحتوي على مجموعةٍ من المنحوتات والأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة التي تبرز وسط المساحات الخضراء المزروعة بالعشب والورود. كما يوجد بالمتحف مقهى مريح يتيح للزوار الاسترخاء والاستمتاع بمشاهد خلابةٍ لأفق مدينة فرانكفورت ونهر الماين. وهو ليس مخصصاً فقط لزوار المتحف، بل يمكن للجميع زيارته بعد يوم عملٍ شاق.

حديقة المتحف

Bild: epd حديقة المتحف

ختاماً

يمكن القول بأن متحف شتيدل أكثر من مجرد وجهةٍ فنيةٍ. إنه تجربةٌ غنيةٌ تأخذ الزوار في رحلةٍ عبر تاريخ الفن وتمنحهم فرصةً للتواصل مع الثقافة والفن بشكلٍ عميق. سواء كنت من محبي الفن أو باحثاً عن تجربةٍ ثقافيةٍ مميزة، فإن زيارة متحف شتيدل هي فرصةٌ لاستكشاف عالمٍ من الإبداع والجمال.