يُقال إن الفنون هي اللغة المشتركة بين الشعوب والجسر الأهم والأكثر تأثيراً في المجتمعات والثقافات المتنوعة. وهذا ما برز في الفيلم الوثائقي “Unsere Heimat” للمخرج خالد الحمصي، الذي يتناول وجهات نظر عدة شخصيات ألمانية ناجحة من أصول عربية مهاجرة، مستعرضاً رؤيتهم ومفهومهم عن الاندماج والوطن في ظل التحديات العديدة التي يواجهونها في حياتهم المهنية والاجتماعية. عرض الفيلم بأمسية الأسبوع الماضي في كنيسة فايسناو بمدينة ماينز بالتعاون مع مبادرة “mainzfuerkino” ومركز المسؤولية الاجتماعية التابع للكنيسة الإنجيلية في هيسن وناساو (ZGV of the EKHN). تعتبر “EKHN” واحدة من أهم الداعمين للأنشطة السينمائية والموسيقية.
فلم “Unsere Heimat”.. الوطن الجديد
شارك في الفيلم الوثائقي المحامية سوريانا إسكندر والدكتور فيصل شحادة والدكتور عبد القادر باقي. كما شهدت الفعالية حضور بعض الضيوف المشاركين في الفيلم، منهم الدكتور فيصل شحادة، رئيس مجلس إدارة جمعية الأطباء السوريين والصيادلة في ألمانيا، والسيد عبد القادر باقي، رئيس مجلس إدارة جمعية الأكاديميين السوريين في ماينز. تحدث الضيوف عن تجربتهم الأولى في الفيلم وعن نجاحهم وإمكانياتهم في تأسيس جمعيات عديدة بجانب عملهم الأساسي.
وعن الفيلم وإمكانية مشاهدته، أوضحت رئيسة جمعية دارنا، المنتجة للفيلم، ربى القدسي، أنه منذ بداية عرض الفيلم، حاز على استحسان وإعجاب الجمهور، وهو ما يتجلى في ردود أفعالهم عند نهايته. العمل يطرح تساؤلات عديدة، فأي مهاجر أو لاجئ جديد يتساءل بينه وبين نفسه: هل سيكون هنا وطني الجديد؟ هل سأفقد وطني القديم؟
وبخصوص إمكانية مشاهدته، قالت القدسي: “قررنا عدم عرضه وإتاحته على الإنترنت لعدة أسباب، منها عرضه فقط في فعاليات متنوعة تجمع جميع أطياف المجتمع الألماني، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة ونقل الصورة الصحيحة عن الاندماج. بالإضافة إلى توسيع دائرة عرضه”. عُرض الفيلم عدة مرات في مدينة فرانكفورت، وعُرض مؤخرًا بمدينة ماينز التابعة لمقاطعة راينلاند فالس.
فيلم آخر عن الصداقة
وخلال الفعالية عُرض فيلم آخر يُسمى “كاستنر والثلاثاء الصغير”. تدور أحداث العمل عن الحقائق التاريخية حول صداقة الكاتب إريك كاستنر وهانز ألبريشت لوهر من انتاج عام 2016، مع التركيز على حياة الكاتب الاجتماعية والسياسية، والتي تبرز التناقضات بين الضغوطات السياسية والصراعات الشخصية، وذلك في سياق جمهورية فايمار السابقة وديكتاتورية الاشتراكية القومية في ألمانيا.
Fotos: Katade Kadalem
